احتراق

عبد الستار نورعلي
sattarnoor42@yahoo.se

2011 / 1 / 5

احتراق
عبد الستار نورعلي


(الى الشاعرة اللبنانية جوزيه الحلو ثانيةً)


الفسادُ المستشري في ثقب الأوزون
يحتسي منْ دمي هازئاً ،
الفضاءُ الجميلُ لا يُرى
إلا من ثقبِ ابرةٍ،
فاغزلوا اقاويلَ أبصاركمْ آيةً
منْ سرابِ النظرْ!

المرأة الشِعرُ بركانٌ
من حسدٍ يتلظّى
باحتراقِ النظر
واحترافِ الخطرْ،

ليس شاعراً مَنْ لا ينظرُ
منْ خرمِ إبرتهِ ، ليرى عالماً
فسيحاً
منْ جنةِ المأوى
في رويِّ القواريرِ ،
فرفقاً!

المرأة التي تغزلُ منْ قلبها قناديلَ
تقفُ على بابِ عوليسَ
وإبليسَ
بمشكاةٍ من الشِعرِ
تفتحُ شَعرَها مواقدَ
منْ كلامٍ يذوبُ
من الجمرِ ،

سيدتي الذائبةُ بنيزكِ الشِعرِ !
الغناءُ اختراقٌ ،
احتراقٌ،
عَرَقٌ ،
لذةٌ مُستدامَةٌ في اللسانِ
في قيودِ السِحرِ
في براكينِ الهوى
والخطرْ ،
غنّي لي القلبَ .. شويْ .. شويْ!
ثمَّ خذي القصيدةَ للفضاءِ
للبحرِ
داومي السفائنَ
تجري الرياحُ بما تشتهيها
والطيورُ العارياتُ عن الأجنحةِ
تطيرُ بالقصيدةِ صوبَ فردوسها
تحتسيها ،
ترقصُ الليلةَ
على مسرحِ الليلِ
والنهارُ احتلابُ الألمْ .....

جسدي قطعةٌ من الشِعرِ
تهتزُّ
إذا الريحُ مالتْ حيثُ يميلُ
أوقدي المزاميرَ كيْ يراها
منْ ثقبِ القلبِ
وضمّي اهتزازيَ دفئاً
على بابهِ
فروحُ الندامى سورتي
في خرير الساقيهْ،

أنا الشِعرُ يرتوي منْ جنوحِ الأصابعِ
ومنْ نزقِ الكلامِ طفلاً
على أرجوحةِ التفاحةِ
ببستانِ الخريف .....

تشرّبتُ ماءَ المُدامِ
وماءَ الكلامِ
وماءَ الطريقْ ....
فاشربي راحتي سلّماً
منْ مياهِ القصيدْ!


عبد الستار نورعلي
الساعة الثالثة بعد منتصف الليل والثلجٌ ينهمرُ
السبت/ اليوم الأول من عام 2011




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن