وثائق ويكيليكس دعارة سياسية أبطالها الزعماء العرب

عارف علي العمري
aref78@hotmail.com

2010 / 12 / 17


أصبح حديث الناس جميعهم في الداخل والخارج عن وثائق ويكليكس التي نشرت فضائح سياسية لزعماء عرب بارزين كانت شعوبهم تعدهم رمزا ًللتحرر والوطنية, ولكن سرعان ما انكشف الغطاء ليسفر عن عملاء هنا وهناك, كل همهم هو البقاء على كرسي الحكم, في ترجمة واضحه بانها – أي الأنظمة لم تعد سوى محاكم تفتيش للوطنيين والملتزمين بالشرائع الاسلامية, فيما يلي نبين ابرز التسريبات التي اصبحت شغل الناس الشاغل.
وثائق ويكيليكس بشان اليمن
أثبتت برقية دبلوماسية مسرَّبة ما كشفته منظمة العفو في وقت سابق من العام الحالي من أن القوات العسكرية للولايات المتحدة قد قصفت بالصواريخ مناطق في جنوب اليمن في ديسمبر 2009، ما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين، أغلبهم نساء وأطفال.
وبحسب البرقية السرية، التي يعود تاريخها إلى 2010 ونشرها موقع "ويكيليكس"، أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لجنرال الولايات المتحدة ديفيد بيتريوس، أن حكومته "سوف تواصل القول إن القنابل قنابلنا ولا تعود إليكم".
وبحسب البرقية، دفع هذا نائب رئيس مجلس الوزراء اليمني، رشاد العليمي، إلى "التنكيت بأنه قد كذب لتوه عندما أبلغ البرلمان أن القنابل التي سقطت في أرحب، بمحافظة أبين، وفي شبوة، كانت أمريكية الصنع ولكن حكومة جمهورية اليمن هي التي استعملتها".
وتعليقاً على ما ورد في البرقية، قال فيليب لوثر نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن "البرقية تؤكد على نحو واضح ما توصلت إليه منظمة العفو الدولية بأن الضربة التي استهدفت أبين نُفذت بأيدي عسكر الولايات المتحدة، وليس من قبل قوات الحكومة اليمنية".
وزُعم حينها أن صاروخاً من طراز كروز قد أصاب معسكر تدريب تابع "للقاعدة" في المعجلة، بأبين، في 17 ديسمبر 2009. بينما توصل تحقيق برلماني يمني إلى أن 41 من السكان المحليين، بينهم 14 امرأة و21 طفلاً، قد قتلوا في الهجوم إلى جانب 14 عضواً مزعوماً في "القاعدة".

ووقعت الضربة الجوية التي أشارت إليها البرقية السرية في منطقة "أرحب" شمال شرق العاصمة في 17 ديسمبر 2009، بينما وقع القصف الجوي في محافظة شبوة في 24 ديسمبر 2009. وأصرت الحكومة اليمنية في حينها على أن قواتها هي التي نفذت جميع الهجمات الثلاث، التي قالت إنها استهدفت بها تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب".
وتنقل البرقية المسرَّبة عن الرئيس صالح إشارته إلى أن الهجمات الجوية الموجَّهة تعدُّ أفضل من الهجمات بصواريخ كروز "غير الدقيقة تماماً"، وإعرابه عن قلقه جراء مستوى الإصابات التي نجمت عنها في صفوف المدنيين.
وطبقاً للبرقية، فقد وافق الرئيس صالح على أن تظل قاذفات ذات أجنحة ثابتة تابعة للولايات المتحدة تحوم في الأجواء القريبة من الأراضي اليمنية، بحيث تكون جاهزة للاشتباك مع الأهداف "إذا ما توافرت معلومات استخبارية تستدعي التحرك"، كما طلب من الولايات المتحدة الأمريكية توفير 12 طائرة مروحية لثلاثة ألوية جديدة من الحرس الجمهوري يبلغ مجموع أفرادها 9,000 جندي، وتدريب هذه القوات وتجهيزها. واشتكى، بحسب البرقية، من أن القوات اليمنية لم تتلق بعد التدريب اللازم لتشغيل 17 عربة مصفحة خفيفة "عراقية" زودته بها حكومة الولايات المتحدة في 2008.
ويُزعم كذلك أن قوات الولايات المتحدة قد استخدمت طائرات من دون طيار في اليمن في إطار جهودها لقتل من تشتبه بأنهم أعضاء قياديون في "القاعدة". وقالت بعض المصادر إن الهجوم الذي أدى، عن طريق الخطأ على ما يبدو، إلى مقتل وسيط بارز بين الحكومة اليمنية وتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" في مايو 2010 قد نفذ بواسطة إحدى هذه الطائرات. وقال وزير الخارجية اليمني لاحقاً إن الحكومة سوف تحقق فيما إذا كانت طائرات بلا طيار قد استخدمت في الهجوم، وفيما إذا كان تشغيل هذه الطائرات قد تم، إذا ما كان ذلك قد وقع فعلاً، على أيدي قوات الأمن اليمنية أم من قبل سواها، كالولايات المتحدة الأمريكية مثلاً. ولم يبلُغ منظمة العفو الدولية أنه قد تم الكشف عن أي نتيجة لهذا التحقيق.
وثائق متعلقة باليمن
ومن ضمن الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس, كشفت برقية دبلوماسية أميركية مسربة عن أن المسؤول عن ملف مكافحة الإرهاب في السعودية، قال إن المملكة تعتبر اليمن دولة فاشلة وترى أن الرئيس علي عبد الله صالح يفقد السيطرة على الوضع في البلاد، حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز.
وتشعر السعودية بالقلق بخصوص احتمال أن يستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عدم الاستقرار في اليمن لشن مزيد من الهجمات داخل أراضيها بعد أن تمكنت بمساعدة خبراء أجانب من وقف حملة للمتشددين في عام 2006.
ونقلت برقية كتبتها السفارة الأميركية في الرياض في مايو/ أيار 2009 عن الأمير محمد بن نايف نجل وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز قوله "لدينا مشكلة اسمها اليمن".
وورد في البرقية التي تضمنت اجتماعا للأمير مع ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي لأفغانستان وباكستان في الرياض في مايو/ أيار العام الماضي أن الأمير وصف اليمن بأنه دولة فاشلة "وبالغة الخطورة إلى أبعد حد".
وجاء في البرقية التي أجازها هولبروك بنفسه "السعوديون يريدون أن يكون صالح زعيما قويا... لكن رؤيته لليمن تقلصت لتقتصر على صنعاء وهو يفقد السيطرة على باقي البلاد".
وأفادت البرقية بأن السعودية ترى أيضا أنه مع رحيل مستشاري صالح القدامى بات يعتمد على نجله ومسؤولين آخرين أصغر سنا يفتقرون إلى صلات قوية مع القبائل التي تهيمن على معظم أرجاء اليمن.
تسريبات أخرى

الملف الفلسطيني
- إسرائيل تشاورت مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل بدء حربها على قطاع غزة نهاية عام 2008 بشأن تولي السيطرة على القطاع بمجرد هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لكن الجانبين رفضا طلبا إسرائيليا لدعم العدوان دون قطع الحوار.

- رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان يبلغ دبلوماسيا أميركيا بأن حماس ستضطر للتنازل عن السلطة في غزة خلال ثلاثة أو أربعة أشهر إذا سارت المفاوضات بسرعة, وبأن بلاده تريد عزل حماس ووقف هجمات صواريخ القسام.

- وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمرت دبلوماسييها بجمع معلومات عن قادة حماس والسلطة الفلسطينية وعن خطوط السفر الفعلية والمركبات التي يستعملونها، بالإضافة لمعلومات مالية تتعلق بأرقام بطاقات الائتمان.

قطر وقناة الجزيرة
- رئيس جهاز الموساد مائير دغان اتهم قطر بأنها مشكلة حقيقية وهي تلعب كل الأدوار في مسعى لتحقيق الأمان ودرجة من الاستقلالية, وطالب الأميركيين بنقل قواعدهم من قطر لأن وجودها "يمنح قطر الثقة".

- قطر هي الأسوأ في مجال مكافحة ما يسمى الإرهاب بالمنطقة لتردد جهاز الأمن القطري في القيام بعمل ضد إرهابيين معروفين خشية أن يظهر بأنه منحاز إلى الولايات المتحدة مما يثير عمليات انتقامية.

- قطر بدت -خلافا لدول الخليح- غير مقتنعة بأن إيران تدعم التمرد الحوثي شمالي اليمن, وصنفتها بعض الوثائق الأميركية ضمن حلفاء إيران بالمنطقة.

- رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي قال إن الجزيرة "قد تكون السبب القادم للحرب بالشرق الأوسط" وأضاف "بعض القادة العرب على استعداد لاتخاذ خطوات قاسية لإغلاق القناة وهم يحملون أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني شخصياً مسؤولية استفزازاتها".

الحرب على الإرهاب
- المتبرعون السعوديون ما زالوا الممولين الرئيسيين للمسلحين السنة مثل تنظيم القاعدة.

- اجتماع بين جون برنان مستشار أوباما لشؤون مكافحة "الإرهاب" وملك السعودية بشأن استقبال 99 سجينا يمنيا متبقين بغوانتانامو, واشترط الملك عبد الله زرع رقائق إلكترونية داخل أجساد السجناء اليمنيين مثل تلك التي تزرع بأجساد الخيول والطيور بهدف السيطرة على تحركاتهم.

- الرئيس اليمني على عبد الله صالح أبلغ الجنرال ديفد بترايوس، قائد القوات الأميركية بالشرق الأوسط آنذاك "سنستمر في القول بأن القنابل تخصنا ولا تخصكم".

وبحسب البرقية المذكورة فإن ملاحظة الرئيس جعلت نائب رئيس الوزراء اليمني يمزح بأنه كذب بإبلاغه البرلمان أن القوات اليمنية كانت مسؤولة عن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة.

- واشنطن تحث إسلام آباد على قبول مساعدة أميركية لنقل كميات من اليورانيوم المخصب بعيدا خارج البلاد خشية وقوعها بأيدي الفصائل المسلحة.

النووي الإيراني
- المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين كانتا من بين الدول التي حثت الولايات المتحدة وبشدة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية, وأحد المسؤولين السعوديين ذكّر الأميركيين بأن العاهل السعودي قد طالبهم مرارا "بقطع رأس الأفعى" قبل فوات الأوان.

- ملك البحرين يقول للقائد العسكري الأميركي الجنرال ديفد بترايوس "هذا البرنامج يجب وقفه, إن خطر تركه يفوق خطر الإقدام على وقفه".

- الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد العام للقوات المسلحة بدولة الإمارات يحث أحد الجنرالات الأميركيين على استخدام القوات الأرضية في إزالة المنشآت النووية الإيرانية.

- الشيخ محمد بن زايد يقول لوفد أميركي "نحن نعلم أن أولويتكم الأولى هي القاعدة، ولكن لا تنسوا إيران. القاعدة لن تحصل على قنبلة نووية".

- أميركا سعت للحصول على معلومات مفصلة عن المشهد السياسي الإيراني من خلال العديد من المقابلات في سفاراتها بالبلدان القريبة من إيران مثل الإمارات وأذربيجان. ومن خلال استخدام سفارات حلفائها الأوروبيين في طهران لفهم أكبر لمجريات الشؤون السياسية.

تسريبات أخرى
- دبلوماسيون أميركيون كلفوا بجمع معلومات مفصلة عن العديد من المسؤولين الأجانب منها أرقام البطاقات الائتمانية, ومن بين هذه الشخصيات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

- مسؤولون ألمان يقولون خلال اجتماع مع دبلوماسيين أميركيين إن قبول برلين استقبال معتقلين إيغور أمر صعب، بسبب الخشية من ردة الفعل الصينية.

- مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون ناقشوا احتمالات توحيد كوريا، إذا ما تسببت المشاكل الاقتصادية والتحول السياسي في انفجار داخلي بكوريا الشمالية.

- شكوك بفساد الحكومة الأفغانية، إذ وصفت الأموال (52 مليون دولار) التي كان يحملها أحمد ضياء مسعود نائب الرئيس الأفغاني لدى زيارته الإمارات العام الماضي بأنها مبلغ كبير جدا.

- الحكومة الصينية استعانت بخبراء حكوميين وآخرين خارجين عن القانون للدخول إلى حواسيب الحكومة الأميركية وحلفائها الغربيين.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن