لماذا تغير مصير العراق ! الجزء الثالث والأخير

رياض بدر
riyadbadr@gmail.com

2010 / 12 / 17

هنا يكمن الخطر المحدق بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية لبقائها كدولة عظمى مطلقة وليس فقط مقعد دائم كما هو حال العجوز البريطانية اذا ماعلمنا ان الصين هي العضو الشيوعي الوحيد الدائم في مجلس الامن ويتمتع بمزايا قوية بل مستقبلية قوية مع حفاظه على الصدارة في النمو الاقتصادي بين دول العالم الى جانب الهند التي تاتي بالمركز الثاني والتي صار الان يتسابق زعماء الدول العظمى لزيارتها لنيل ثقتها وفتح ابواب التعامل التجاري معها بل وتاييد سياساتها ضد حليف الولايات المتحدة الامريكية اقصد هنا الباكستان التي وصفها رئيس وزراء بريطانيا بانها منبع الارهاب في العالم في وقت شطبت امريكا رسميا كلمة الارهاب في حروبها الحالية وفي وصف طالبان ايضا طبقا لمعاهدة سرية معلنة بينهما كانت من نتائج المفاوضات التي جرت بينهما قبل اسابيع والتي اعلن فيها قائد قوات الامريكية في افغانستان بتريوس ان قادة طالبان وصلوا لمائدة المفاوضات تحت حماية الجيش الامريكي وطبعا اي زيارة من هذا النوع لاتتم إلا بضمانات كي لايتم القاء القبض على اعضاء طالبان المطلوبين دوليا وامريكياً وعادة يكون هذا الضمان هو بتبادل رهائن وتحت مضلة دولية سواء من الامم المتحدة او من دولة ثالثة محايدة لايكون لها صلة بالعملية اطلاقاً.
كما ذكرت سابقا ان الحروب جُلها لاسباب اقتصادية اي المال هو المحرك الاول والاخير لهذه الحروب منذ ان عرف البشر الحروب عبر التاريخ, افغانستان يمر عبرها بل يبدء عندها خط تجارة المخدرات وهي تقع شمال شرق إيران المُصدرّ الاخر لتجارة مهولة من المخدرات والزارع لها ايضاً.
الهند البلد الاول في صناعة البرمجيات للكمبيوتر في العالم وهنا اقصد ان اكبر الشركات العالمية تاخذ من الهند مقرا لها او تستعمل ايادي هندية لتطوير هذه البرامجيات لتدني التكلفة دون السماح لاي جمعية من جمعيات الدفاع عن حقوق العمال بالتحقيق او التقصي عن هذه الظاهرة في الهند واسبابها او التحقيق باستغلال وتشجيع الشركات الامريكية والاوربية لهذه الظاهرة والتي تبقي الهند في هذا الوضع.
ينافسها في هذا الصين البلد الذي حول مشكلة الضخامة السكانية فيه الى ثروة لاتنضب بل واعدة وهي الدولة الوحيدة في العالم في هذا العصر نجحت في هذا على الاطلاق.
كل شيء يبدو مخيفا للامريكان وعليه يجب تطويق هذا التنين باي طريقة ولو اظطرتهم لخوض حروب ولنقل خلق حروب. نعم انه تطويق التنين الصيني الذي تنبأ بسيطرته علماء الاقتصاد الامريكي قبل غيرهم اخذين بنظر الاعتبار ان علماء الاجتماع الامريكان قد خمنوا ان بقاء امريكا كامبراطورية قد يستمر في احسن الاحوال الى العقد الثالث من القرن الحالي رغم محاولة الولايات المتحدة الامريكية ان يكون حالها على ماهو عليه ولو للنصف الاول من القرن الحالي.
فكان تطبيق خطة مايسمى سياسة الاحتواء لدول"محور الشر" وبنظرة سريعة سنرى الاتي:
1. خلق عذر خارق لاحتلال افغانستان لايجاد قاعدة امريكية شمال شرق إيران لتطويقها حيث ان إيران مطوقة اصلا من الهند وهي حليف لامريكا ونووي وباكستان حيث هي بلد غير مستقر وحليف امريكي ونووي ويزخر بالجماعات السُنية المسلحة عقائديا وعسكرياً والخليج العربي الذي هو قاعدة امريكية كبيرة برمته والعراق بعد 2003 والذي اصبح قاعدة امريكية سياسية وعسكرية بتصرف حر.
2. التدخل في كورياالشمالية عن طريق مايسمى " مشكلة التسلح النووي " ومحاولة حصارها واسقاط نظام بيونگ يانگ لدمجها مع كوريا الجنوبية والتي يخشاها كل من اليابان والصين لاتخاذها خطوات اقتصادية قوية تجعلها منافس شرس لليابان والصين مع بناء علاقة إستراتيجية معها دوليا وثنائيا.
3. اثارة مواضيع حقوق الانسان ومصير التبت ضد الصين لخلق معارضة او انقسام داخل الصين ولو على المدى البعيد بزرت من خلال استقبال اوباما للكاهن الروحي الديلي لاما الذي لايدخر وسعا لاظهار عمالته لاعداء بلده على حساب الوطن الواحد, الى جانب اثارة مشكلات اقتصادية قانونية للصين كتقييد سعر الفائدة على اليوان الصيني ومشاكل اغراق السوق ناهيك عن مشاكل الملكية الفكرية.
4. الصين الدولة الشيوعية القوية الوحيدة التي لاتزال على قيد الحياة والمخاوف من تصدير هذا النجاح الذي حققته كفكر وتجربة يضر بخطط وايدولوجيات منظمة التجارة الدولية وماتحويه من سياسات غير اقتصادية معلنه ومبطنة.
5. الضغط وبشدة على دول الخليج التابعة سياسا واقتصاديا للولايات المتحدة الامريكية باتخاذ اجراءات تمكنها من دخول منظمة التجارة الدولية باسرع وقت رغم ان انضمامها لهذه المنظمة لايخدمها تجاريا ابدا بل يضر بها ويضر بمصالح الصين وإيران ايضا.
فالخطة المستقبلية لعالم امريكي بحت قد بدأت والعراق ليس إلا جزء من هذا المخطط وليس لاهداف امريكا المعلبة اي مكان على ارض الواقع ولاحتى في الاحلام بل اهدافها الغير معلنة هي المرئية الان وفق معطيات الظرف الحالي في العراق وفي مايحصل في دول الجوار ودول المنطقة باسرها.
هل علمنا لماذا تغير مصير العراق ...!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن