رسل الاداب بين الاقوال و الافعال

جمشيد ابراهيم
jd-ibrahim@hotmail.de

2010 / 12 / 12

لم يكن هناك نقص في رسل الاداب و الاخلاق بين البشر الى يومنا هذا و لا اقصد بالرسل الانبياء و لكن الشيء الذي يحيرني هو كيف تستطيع الناس ان تدعو الى الاخلاق و العدالة و الانصاف وغيرها من الصفات الحميدة الكثيرة التي لا تعد و لا تحصى في قواميس الاحزاب اليسارية والمذاهب الدينية المختلفة واصحاب الاخلاق و الاداب تماما مثلما تنعتها اللغة الالمانية Moralapostel برسل الاخلاق و الاداب و لكنها تنسى ما تقوله في ليلة و ضحاها ولا تطبقه في حياتها اليومية و لا نرى اي اثر لها في افعالها.

اليساري الذي يؤمن بالشيوعية و الماركسية هو اكبر رأسمالي في تفكيره و افعاله و المتدين هو اكبركافر في تصرفاته. كيف استطيع اذن ان انتقد الاخر باقوالي واعمالي تناقضها؟ ما معنى هذا الغش و الكذب و التملق؟ انظر الى مواطني الاتحاد السوفيتي المنهار كيف تركض وراء الرأسمال اليوم. ماذا بقى من القيم الماركسية و اللينينة التي تصدرت مناهج المدارس غير الورق؟ أليس من الافضل اذن النزول على ارض الحقيقة والواقع والاعتراف بأن الانسان يتملق - يتبع سياسة المكيالين - غير قادر على تطبيق ما يدعو اليه.

تصرفات المطففين و اللمزة و الهمزة هذه ليست جديدة لقد فرغت الدساتير و برامج الاحزاب و كتب الاخلاق من محتواها والورق صبور كما يقول مثل الماني تستطيع ان تكتب عليه ما تشاء دون ان تبالي بكيفية تطبيق ما تكتبه. لقد كتب الكثير عن الصفات الحميدة في مجلدات فلسفية ضخمة و لكن الانسان لا يزال يقتل و ينهب و يكذب و يتملق. أليس من الافضل فهم طبيعة الانسان قبل ضياع الوقت و الطاقة في دعوات لا تنفع احد و تزيد من رفوف مكتباتنا؟

هل تعتقد ان الانسان يتذكر القيم و الاداب والاخلاق وما يقوله من حكم اذا وقع في ازمة؟ لا يا عزيزي الا تعرف ان الاداب و الاخلاق تسقط في المسرات قبل الازمات. لقد تركت قراءة كتب الحكم و القيم و النظريات التي تبقى حبر على ورق من زمان لاوفر الوقت لفهم الانسان كما هو عليه بفجوره و تقواه دون تلوينه و تزينه.
www.jamshid-ibrahim.net



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن