الدعوات الداخلية والخارجيةللاخوة المسيحيين ,,,,طمس لهويتهم وحضارتهم

علي الشمري

2010 / 11 / 26

((الدعوات الداخلية والخارجية للإخوة المسيحيين ,طمس لهويتهم وحضارتهم))
أن الهوية القوميةوالحضاريةلاي امة من الأمم لن تبنى بين عشية وضحاها ,بل تأتي عبر تراكمات المئات أو الالوف من السنين لتكوينها.الانسان ميال دوما بفطرته الى التعلق بالأرض التي نشأ عليها وترعرع فيها ,الألفة الاجتماعية التي صنعها عبر سنين طويلة مع جيرانه وأحبائه في منطقته,أرتباطاته الوظيفية ومدارس أطفاله وجامعاتهم ,دور عباداتهم وكنائسهم,أموالهم وممتلكاتهم التي حصلوا عليها بعد طول مشقة وعناء في حياتهم,أملين أن يسعدوا أجيالهم من بعدهم؟فهل من المعقول تترك كل هذا في لحظة واحدة لدعوة شخص ,أم بقرار من سلطة عليا؟؟ألم يدخل هذا ضمن ظواهر التطهير العرقي والديني ؟؟ما الفرق أذن بين ما أقترفه المجرم الطاغية عندما أقدم على تهجير طوائف كثيرة من العراق وسلب ممتلكاتهم ؟ما الفرق بين ما فعله صرب البوسنة بالمسلمين ,وما فعلته طالبان بالشيعة في مدينتي طالقان وباميان عندما انسحبت عند بدا الهجوم الأمريكي عليها ؟لماذا تلك أعتبرت جرائم حرب وتطهير عرقي وقدموا المسوؤلين عنها الى محكمة لاهاي الدولية ,ولم يكترث العالم المتحضرومنظمات حقوق الانسان للمجازر المنظمة التي ترتكب بحق مسيحي العراق؟هنالك على ما يبدوا مؤامرة تدبر ضدالاخوة المسيحيين في العراق تشترك فيها أطراف دولية عدة مع حكام العراق الجديد المتطرفين أسلاميا؟
منذ سقوط النظام ولحد اليوم أكثر من نصف مليون مسيحي غادر العراق تحت مرأى ومسمع المنظمات الدولية ودول العالم والحكومة العراقية ,من دون اتخاذ أي إجراء فعال وعملي لوقف هذه الهجرة.مجازر وجرائم منظمة أرتكبت بحقهم بأستمرار من خلال تفجير كنائسهم ,أسواقهم ودورهم السكنية والاعتداء على بناتهم وأطفالهم,من المسوؤل عن كل ذلك؟؟هل كل هذه الإعمال الوحشية ترتكب بشكل غيرمقصود وعفوي ضدهم؟ أم أن أهداف خبيثة تقف وراء ذلك؟أتهم الأحزاب الاسلاموية بكلتا شقيها بالتأمر عليهم .أتهم الأكراد بأنهم يقفون وراء أحداث سهل نينوى الدموية؟أتهم المحتل وغضه الطرف عما يحدث أتجاههم كونه المسوؤل الاول لحماية شعب العراق وفقا لشرعنة أحتلاله؟أتهم المنظمات الدولية بما فيها حقوق الانسان بالتأمر عليهم لسكوتهم عن الجرائم التي ترتكب بحقهم..أتهم الاحزاب السنية وما قامت به من احتضان عصابات التكفيروارهابييو القاعدةوالتحالف معهم بحجة مقاومة المحتل ومن أجل الضغط على الحكومة للاستجابة الى مطالبيهم ومن ضمنها اعادة البعث الى الساحة السياسية.
لماذا يريد قادة العراق تحويل شعب أصيل بكل شئ الى شعب لاجئ ومشرد؟الم يكتفوا بما فعله القادة العرب في الماضي القريب بتشريد شعب فلسطين منذ اكثر من ستون عاما وعجزوا عن أيجاد حل لقضيته,؟أم أنهم يريدوا أن يوجدوا معضلة أخرى في منطقتنا لتكون البؤرة البديلة لاشعال التوترات و الحروب مستقبلا؟؟؟هل فكر قادة العراق قبل أطلاق دعواتهم للاخوة المسيحيين ؟على ما يبدوا يريدون معاملتهم كالغجر يحتوونهم في منطقة معينةمن العراق ليسهل عليهم محاصرتهم والتحكم بمصائرهم؟
مام جلال أبدى أستعداده لإقامة محافظة مسيحية لهم في شمال العراق ,وقوات الاسايش والبيشمركة هي من ساهمت بقتل أعداد كبيرة منهم في سهل نينوى وبعلمه؟هنا أسأل مام جلال التالي,عندما أقدم الطاغية صدام على قتل الأكراد وأسكن البعض منهم في المناطق الجنوبية من العراق ماذا اسميتم فعلته هذه؟؟؟ألم تسمونها في وقتها بعمليات أبادة جماعية منظمه وسلب ممتلكات وأموال الشعب الكردي؟؟؟لماذا لا ترتضونها لأنفسكم وترضونها لاخواننا المسيحيين؟ ألم يكن بإمكانكم وأنتم أصحاب سلطة وقوات عسكرية ومليشيات أن تحموهم من عمليات القتل اليومي في سهل نينوى والموصل وكركوك وغيرها من مناطق نفوذكم ,اذا كنتم جادين في تباكيكم عليهم؟؟حكومة إقليم كردستان هي الأخرى شكلت لجنة لاستقبال النازحين المسيحيين ,وبعد أيام سيصبحون بالخيام ,وبعدها قضية شائكة يصعب حلها؟ومناطق متنازع عليها ؟
صاحب دعوى أقليم الوسط والجنوب الطائفي ,هو الأخر أدلى بدلوه وصرح في كنيسة النجاة في حفل التأبين الى أقامة محافظة مسيحية لهم في العراق,ولكن لم يحدد مكانها بالضبط على الخارطة الجغرافية,هل ستكون في بادية النجف الممتدة للحدود السعودية,أم في بادية نقرة السلمان أم في هور الجبايش ,كونها مناطق ورثها عن أجداده ويريد أن يتفضل على الإخوة المسيحيين وأسكانهم في جزء منها ,لكي يستطيع بكل راحة واطمئنان أن يستولي على ممتلكاتهم وبيوتهم في الكرادة ويضمها الى ما أستولى عليها والده بحجة أنها تعود لازلام النظام البائد؟ألم يكن بإمكان مليشيا ت فيلق بدر المسيطرة على جميع مناطق الكرادة والتي اغتالت الكثير من المواطنين الأبرياء بكواتم الصوت الإسلامية أن تغتال العناصر الإجرامية قبل هجومها على كنيسة سيدة النجاة؟لماذا لا توفر الحماية لهم أن كانت حريصة عليهم فعلا.؟؟لمن كل هذه المزايدات على القيم الانسانية والوطنية؟أين دولة القانون وشعاراتها الرنانة أثناء الحملات الانتخابية؟لماذا لم تقوم بصولة فرسان جديدة وحقيقة لوقف القتل اليومي للأخوة المسيحيين وحمايتهم ,وهي تمتلك السيطرة على القوة العسكرية والمادية والبشرية .الم يكن المكون المسيحي جزءا من المكون العراقي ؟؟أين الفسيفساء والوانه الجميلة الذي كثيرا ما يتحدثون عنه في وسائل الاعلام ؟؟؟على ما يبدوا هو الغرض منه ذر الرماد في العيون؟؟؟؟ودعوات لتمزيق النسيج العراقي ,الاخوة المسيحيون ليس وحدهم المستهدفون بل جميع الأقليات الأخرى تعرضت لحملات أبادة وتصفية عرقية, ,فيجب في هذه الحالة أعطاء الشبك,والتركمان والايزيدية ,والصابئة,والكرد الفيلية ,والأرمن,وفي هذه الحالة سوف يصبح العراق مجزءاالى دويلات صغيرة متناحرةلا تصمد طويلا وتصبح عرضة للابتلاع من قبل الجهات الطامعة في العراق؟
وهناك من يبدي أستعداده من مساجد قم بتشكيل فرق لحماية دور العبادة بما فيها الكنائس,.حلما لاستعادة سيطرت مليشياته على الشارع العراقي,ولربما طمعا لتجنيد شباب المسيحيين في مليشياته بحجة حمايتهملدور عبادتهم وممتلكاتهم,بعد أن انسحب الكثير من بين صفوفه لاحساسهم بالذنب لما أقترفوه من جرائم بحق الابرياء؟
فايد كاظم الشمري رئيس مجلس محافظة النجف هو الأخر ابدى أستعداده لاستضافة الإخوة المسيحيين في النجف ؟ألم يعلم الشمري بأن النجف قد قسمت حصصا بين احزاب وتيارات الاسلام السياسي ومرجعياته ولم يبقى مكان شاغرا سوى مقبرة وادي السلام؟؟؟ألم يعلم الشمري بان الحريات الفكرية والشخصية مصادرة في النجف بحجة أنها مدينة مقدسة؟؟فكيف يعيش فيها المسيحيون ؟هل سيسمح لهم ببناء كنيسة في النجف ؟؟؟مدينة مكتظة بالشعارات الطائفية والتكفيرية للمذاهب والاديان الاخرى؟مدينة لا يوجد فيها التسامح الديني والاخلاقي على الاطلاق؟فأي أجواء هذه تريد ان تسكن فيها من يعشق الحياة ويتغنى بحب أرضه وشعبه يا شمري؟وأين ستسكن عوائلهم ؟ألم تعلم بان هناك عوائل نجفية تسكن في المقابرو بيوت الصفيح ؟حقا لانك لا تتفقد احوال من اوصلك الى منصبك هذا و اخر من يعلم عن احوال مواطنيهاالتعساء .
رئيس جامعة الكوفة أعلن عن أستعداده لاستضافة الطلبة والكادر التدريسي والإداري للإخوة المسيحيين في جامعة الكوفة؟؟لو فرضنا جدلا لبيت الدعوة وجاء الإخوة المسيحيين الى جامعة الكوفة,فأي ثقافة سوف تفرض عليهم ؟وأي قيود وأحكام دينية سوف تطبق عليهم؟
فهذه كلها دعوات عقيمة لا تجدي نفعا ولا توقف سريان نزيف الدم المستمر لإخوتنا المسيحيين منذ سبع سنوات ,وإنما تدخل هذه الدعوات من باب المجاملة وأستطبباب الخواطر.وإبعاد الشك عنهم كونهم طائفيين وهم من غرسوا بذرتها وأستمروا برعايتها,هذا من الجانب الظاهري ,أما الجانب الخفي من هذه الدعوات فهي تمزيق الكيان المسيحي وتشظيته وبعثرته في انحاء متفرقة ونائية من العراق في محاولة لطمس أرثهم الفكري والديني والحضاري ,وجعلهم شعبا من غير كرامة يستجدي وطنه ومعيشته من الاخرين ..أما القادة الجدد فما عليهم ألا أن يتقاسموا الغنيمة وما يتركوه من ممتلكات وأموال وفق مبدأ المحاصصة والمناكحة,كما فعلوها من قبل عند سقوط النظام,وليذهب الى الجحيم الدستور ومواده التي كتبوها بأيدهم عن عجل ومن فقراته,أن جميع العراقيين متساوين في الحقوق والواجبات ,ولهم حق العيش بحرية وكرامة في أرضه وتحت سماءه بغض النظر عن القومية أو الدين او المذهب.......(كلام الليل يمحوه النهار)
وان على الاخوة المسيحيين نبذ كل تلك الدعوات الداخلية والخارجية المشبوهة والتمسك بوطنيتهم وأرضهم وحضارتهم الأصيلة ولأخر قطرة من دمائهم وسيجل التاريخ لهم بأحرف من نور,بان هناك قوما شرفاء يؤمنون بالتعايش السلمي,عاشقين لأرضهم وشعبهم الى حد الشهادة ومضحين بالغالي والنفيس لأجل بناء وطنهم وأسعاد شعبهم .....



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن