يقف العالم مثلنا أحتراما لحضارة وادي الرافدين...ولكن!!!

سالم اسماعيل نوركه
salim_esmael1967@yahoo.com

2010 / 11 / 23

يقف العالم مثلنا احتراما لحضارة وادي الرافدين الراسخة ،هنا بدأ مهد الحضارة منذ فجر التاريخ ،هذه الحضارة هي أقدم حضارة عرفتها البشرية وهي تسبق كل حضارات العالم بزمن طويل مثل حضارة النيل والهند واليونان والصين والمكسيك ،فآثار سومر وأكد وبابل وآشور وغيرها من الممالك التي كانت سائدة في العراق القديم راسخة في سجل البشرية،هنا على أرض الرافدين بدأ كل شيء مثل الكتابة وسن القوانين ولدينا قوانين قبل مسلة حمو رابي مثل إصلاحات أوركا جينا وغيره إلا إن مسلة حمو رابي جاءت ناضجة وشاملة أكثر ،هنا نحن لسنا بصدد كتابة مقال أو بحث تاريخي وإنما لشن هجوم لاذع على حاضرنا وما نحن فيه من تخلف عن ركب العالم المتطور هذا العالم الذي هو مدين لماضينا العريق ،بالأمس كنا في طور الحضارة في الوقت الذي كان كثير من بقاع العالم تعيش أطوار التوحش والهمجية ،من هنا بدأت الحضارة ونقلت البشرية إلى عصر التاريخ إلى حياة التحضر المدنية والواقع إلى ألآن يقول بأننا أسياد العالم حضاريا دون منازع ولا نناقش الافتراضات التي قد لا تحدث .
كتاريخ نحن أبطال العالم في صنع الحضارة واليوم باستطاعتنا القول أشياء مغايرة كثيرا لتلك التاريخ العريق مع الأسف الشديد والأسباب عديدة لسنا هنا بصدد التطرق لها والكل يعرف تلك الأسباب منها الدخول في الحروب العبثية وأسباب داخلية وخارجية ووصول أناس إلى دست الحكم حكموا بالحديد والنار وسحقوا الحكمة وحسن إدارة البلاد(بالجزمة)وتغنوا بأمجاد (عنترة بن شداد)في زمن التكنولوجيا الحربية ,
من المسوف القول اليوم باستطاعة من يريد أن يدرس التاريخ ويفهم العصور التاريخية عليه أن لا يبحث في بطون التاريخ ولا يدرس حضارة وادي الرافدين العريقة ...بل عليه أن يدرس كل شيء على أرض الواقع فهو باستطاعته أن يدرس العصر الحجري القديم والوسيط والحديث في العاصمة بغداد فهو سوف يجد شيء أشبه بالكهوف وشيء أشبه بعصر جمع القوت فإنه سوف يرى بيوت بسيطة من التنك والصفيح وبيوت من الطين وربما غرف بلا سقوف ،اليوم تجد الأمية في صفوف الشباب وتجد البون الشاسع في معيشة الناس وكل شيء في العاصمة أما في المحافظات فحدث ولا حرج !!سوف تجد في العاصمة في أحياءها ملامح القرى (ترييف المدينة)وفي المقابل تجد مناطق معاصره للعصر وعلى مستوى أرقى الدول ،طبعا تجد هذه المناطق في المنطقة الخضراء حصرا .
تجد بين محافظات العراق تباينات جسيمة ليس لطبيعة المحافظة وإنما لسوء توزيع الثروة منذ تأسيس الدولة العراقية بعد الحرب العالمية الأولى إلى يومنا هذا ولسوء إدارة الثروة وبسبب الفساد المالي والإداري ،قد يكون حتى في دول العالم فروق بين المدن ولكن ذالك ناشئ عن طبيعة المدينة كأن يكون مدينة صناعية أو سياحية أو عاصمة الدولة السياسية أو لأسباب أخرى .
تجد في العراق اليوم من لا يملك فرصة للتعلم بسبب الوضع الاقتصادي السيئ وبسبب ويلات الحروب فمن كان مطلوب منه أن يعيش طفولته أجبر على إعالة عائلته منذ الصغر بسبب رحيل الأب بصورة مأساوية ونحن إلى اليوم نعيش بلا تخطيط لأننا أصلا إلى اليوم (البعض وهم كثر)يحاربون أجراء إحصاء سكاني لغاية في نفس يعقوب .
سنويا تخرج الكليات والمعاهد خرجين دون جدوى حيث مصيرهم الانضمام إلى جيش من العاطلين من الخرجين السابقين واللاحقين .
في عراق اليوم هناك تغير وبالذات في إقليم كردستان حيث يتم بهدوء طمر مآسي الأمس ،نعم هناك بناء وتطور ونتمنى أن يعم العمران في كل البلاد لخدمة العباد وكل شيء ممكن مع وجود ثروات حقيقية بشرية وطبيعية فقط نحتاج إلى أن يعم روح الوطنية ونشعر بمواطنتنا ونكون شركاء في الوطن يضع الرجل المناسب في المكان المناسب وطن يقاد بالتخطيط وحسن إدارة البلد ولا شيء مستحيل.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن