ندوة لندن ...وأفكار السيد أحمد القبنجي

قيس مجيد المولى
annmola@yahoo.com

2010 / 11 / 13

إحتشد جمعٌ من الذين لايؤمنون بالديانات في لندن مع جمعٍ من المسلمين لمتابعة الحوار الذي جرى بين شخصيتين يمتهنان تدريس الفلسفة أحدهما يمثل الديانة الإسلامية والأخر لايعتنق ديانة ما ولايؤمن بالأديان ، كان اللقاء قد خصص لتقديم مايثبت وجود الخالق من خلال المنهج الإسلامي في الإعتقاد وما يثبت نقيضه أي عدم وجود الخالق من قبل الطرف الأخر ،
المهم في الأمر كلاهما قدما مالديهما من أفكار صبت في محاور ذلك الحوار بدءا من الطرف الأول الذي أراد إثبات وجود الخالق من خلال قانون السببية ومفاهيم القيم والأخلاق وكذلك من خلال الإعجاز القرأني ،وبالمقابل نقض النقيض بما لديه من حجج ما قدمه زميله المحاور الأول
وكان لي رائي في ذلك نشر في أحد الصحف العربية لكنني لست هنا بصدد مناقشة هذا اللقاء بل بقدر ما أن أشير أن الحوار بين الرجلين رغم تناوله أحد المسائل الهامة والخطيرة لكن الطرفان إحترما أراء بعضهما البعض وكذلك بالنسبة لحشد الحضورحيث إكتفى الحاضرون بتعليقات بسيطة فحواها أن الطرفين لم يقتنعا بما طرح لتغيير معتقداتهما وذهب كل لحال سبيلة بود وبصفاء وبتقدير لموقف كليهما ،
أسوق هذه المقدمة للتذكير بالهستريا التي عليها البعض
من كتابنا الأفاضل بخصوص أطروحات السيد أحمد القبنجي التي أوصله أحد الأخوة إلى مستويات سلمان رشدي في حين أن الرجل القبنجي يقدم أفكارا مقبولة ولو إفترضنا عكس ذلك فأنها أفكارا قابلة للنقاش على أقل تقدير ، إن ما يهمنا الأن أن نستمع للمزيد من أراء القبنجي وندع التشنج والتهديد وتأليب الأخرين عليه فهذه ليست من سمات المثقف العراقي ولا الثقافة العراقية خصوصا أن أفكار القبنجي لاتخرج على الثوابت الإسلامية بما يتعلق بالخلق والخالق والرسالات واليوم الموعود ،كما أن هناك خطأ ما
لاأود أن أقول مقصودا وهو أن القبنجي مناوئ تماما للأفكار الإلحادية ولايدعو لإسلام جديد بقدر دعوته لتنشيط الفكر الديني بمفاهيم عصرية وهذا يعني أن السيد القبنجي يرى بأننا لم نعط الإسلام حقه لأن عامل الخوف من مواجهة بعض جوانب ماشرع عرضا عن ديننا الحنيف والإصرار عليه دون مراجعة صادقة وجمعية من خلال أولياء الأمر ضمن المتغيرات الحالية يحول دون إكتشاف القيم الروحية الأعلى في الدين الإسلامي وليست تلك التي أكل عليها الدهر وشرب ،
إن أردنا خلق نقاشا سفسطائيا حول هذا الموضوع فلا
نصل لنتيجة ما سوى إستغلالٍ بشعٍ للحرية التي تمنحها لنا كتابات كما أن لا مناص من الإعتراف بأن مريدي القبنجي الأن وجلهم من الشباب الواعي والمتحمس لمفهوم الإسلام المدني يشكلون الأن الغالبية العظمى من شباب العراق الذيم ملوا من وصاية الأخرين وتدجين أفكارهم وتطلعاتهم وبدلا من شتم القبنجي وتحريض الأخرين عليه أجد أن دراسة أسباب قبول الألأف من الشباب وفي هذه المرحلة بالذات لأفكار القبنجي ومعرفة أسبابها والتي نعتقد قد تتعلق بالمتغيرات الفكرية الجديدة في مفاهيم المجتمع والإقتصاد والدين والتي إستطاع القبنجي من خلالها أحداث تلك المقبولية في مفهوم النقد الديني أو أسبابَ خلقتها موروثات الغزو الأمريكي اللعين على بلد الديانات والحضارات عراقنا العظيم الذي أسهم في الرقي البشري وعلم العالم كيف يكتب وكيف يتحدث
إذ ذاك إذا ما تحدثنا بموضوعية وبأحترام للذات دون الغمز لجهة ما أو إسترضاء لعمامة ما
ربما نكون كالذين خرجوا من ندوة لندن ،



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن