العصابات هي نفسها لا تفرق بين الاديان والطوائف والاثنيات

طارق عيسى طه

2010 / 11 / 6

العصابات هي نفسها لا تفرق بين الاديان والطوائف والاثنيات
ان عصابة القاعدة التي اعترفت بعملها الاجرامي في اختطاف وقتل المسيحيين اثناء القداس في كنيسة سيدة النجاة والتي كان عدد شهدائها 58 والجرحى 75 جريحا هي نفس العصابة القذرة التي اشعلت بغداد بالنار بعد يومين فقط من اقتحام الكنيسة ,الانفجارات التي تعدت العشرين انفجارا في ستة عشر منطقة من ابو دشير الى الشعلة والثورة والسيدية والكاظمية والخ, ستة عشر منطقة احرقتها يالمفخخات وقذائف الهاونات ان عملية صيانة الامن هي مسؤولية حكومية تقوم بها قوات الامن هذه حقيقة لا يمكن التغاضي عنها ابدا ,والحقيقة الثانية ان قوات الامن لم تكن مستعدة استعدادا كاملا بعد ان حصلت على المعلومات بنية قوات القاعدة مهاجمة الكنائس كما صرح يوم الاثنين في اليوم الثاني مباشرة وزير الدولة لشؤون الامن الوطني السيد شيروان الوائلي ,وقد اكدت قيادة عمليات بغداد بانها تحركت لتأمين الكنائس عدا كنيسة سيدة النجاة وقد استغلت قوات الاجرام الفراغ الامني هذا مرتكبة واحدة من افظع الجرائم الانسانية ,اما التفجيرات التي حصلت في بغداد وبهذه الكثافة تدعونا للتفكير والطلب من الحكومة القيام بالتحقيقات اللازمة اذ ان هذه الجرائم قد تكررت سابقا امام وزارة الخارجية ومحافظة بغداد وادت الى خسائر كبيرة في الارواح عدا الخسائر المادية , الكل يعلم وحسب تصريحات السيد المالكي القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء بانه لا يستطيع تحريك سرية من الجيش اذا اراد ذلك ,فمعنى ذلك ان الاحتلال لا زال هو المسؤول عن حفظ الامن , فالقانون الدولي يفرض على دول الاحتلال ان تقوم بواجباتها والتي هي احترام الحقوق الانسانية للاشخاص الرازحين تحت رحمة الاحتلال اي مواطني البلد المحتل مثل الحق في التعامل معهم معاملة انسانية ,وليست كما تعامل مع السجناء في ابو غريب من تعذيب واغتصاب وتعليقهم من اياديهم وارجلهم الى حد الاعاقة للبعض منهم ,وبلا تمييز وهي المادة 27 من اتفاقية جنيف وتتضمن حق الاحترام لشرفهم واشخاصهم ضمان حقوقهم العائلية وتقاليدهم وحمايتهم بشكل خاص ضد جميع انواع العنف وضد الشتائم ثم كذلك حماية النساء بصفة خاصة ضد الاعتداء على شرفهم ولاسيما ضد الاغتصاب والاكراه على الدعارة وهتك العرض ,المفروض على قوات الاحتلال ان تقوم بمساعدة قوات الامن العراقية وخاصة قبل مغادرتها العراق , ان البطالة في العراق دفعت الكثير من ابناء الشعب الى الالتحاق بقوات الجيش والشرطة وثانيا للقيام بواجبها لحماية الوطن وهذا ما لا يشك به احد ,الا ان المحاصصة الطائفية لعبت دورا في ان لا تتناسب النوعية مع الكمية والعدد فقد دخلت عناصر ومن ميليشيات متفرقة الى قوات الامن وحسب تقرير من وزارة التربية والتعليم بان هناك طلبا من القيادات الامنية لفتح دورات تعليمية لبعض الضباط ليتعلموا اللغة العربية , وهذا النقص في النوعية يلعب دورا كبيرا للقيام بالواجبات المهنية بالشكل الصحيح , مع العلم بان قوات الامن قد تجاوزت المليون حسب تقارير رسمية,وأخيرا من المهم ان نشير الى التعاطف الكبير بين ابناء الشعب العراقي بمختلف طوائفه واديانه واثنياته فقد ذهب عددا كبيرا من المواطنين للتبرع بالدم لضحايا العدوان على كنيسة سيدة النجاة واشتركوا في التشييع الكبير , وكذلك الاشارة بان المجرمين المتوحشين هم انفسهم الذين فجروا الكنيسة وبعدها مدينة الثورة وابودشير والسيدية والكاظمية وغيرها من المناطق المأهولة بالسكان لا فرق بين شيعي ومسيحي وصابئي عربي او كردي , ولا يمكن ان نتجنب ضربات جديدة ربما اكبر من سابقاتها اذا لم تتشكل لجان حكومية ومن مختلف الاحزاب الوطنية التي يهمها اعادة الامان ولتكن بادرة جيدة تقرب بين الاحزاب من اجل تشكيل الحكومة في اقرب وقت و قبل فوات الاوان .
( منظمة العفو الدولية-العراق )مسؤوليات دول الاحتلال نيسان 2003 رقم الوثيقة 2003/0089/14 م د ي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن