الشيوعيون وحمى صراع الكراسي

حامد كعيد الجبوري

2010 / 11 / 3

صباح يوم الثلاثاء 2 / 11 / 2010 م ، انطلقت بنا سيارة الأجرة ، ذات العشرة ركاب ، من الحلة الفيحاء الى العاصمة بغداد ، للقاء سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الأستاذ حميد مجيد موسى ، عشرة شعراء شعبيون كان بودهم لقاء سكرتير الحزب الشيوعي للإستئناس برأيه بخصوص الإتحاد العام للشعراء الشعبيين فتي التشكيل ، ومعوقات تشكيله ، والصراعات اللا ثقافية مع أناس يدعون تصدر الساحة الشعرية الشعبية ، وكما نوهت بأنها صراعات يمكن أن نطلق عليها أنها خلافات فكرية بين من يتطلع لمستقبل بلد بلباس جديد ، وبين من يريد العودة الى الأزياء الزيتونية والعسكرة ، وسلطة الحزب الواحد ، والقائد الواحد ، والمهرجانات التي تقام على أشلاء البشر والوطن ، علما أن الوفد إياه لم يكونوا غالبيتهم من الشيوعيين ، بل أناس يحملون حب عراقهم وناسهم بأحداق العيون ، وهنا لست بصدد طرح ما دار من حديث مطول ، مع الأستاذ حميد مجيد موسى ، بل لأوضح عنوان موضوعي ( الشيوعيون وحمى صراع الكراسي ) .
استقبلنا الرجل بباب مكتبه وهو يمد يد الشيوعية لكل قادم من ضيف إليه ، يحاول أن لا يفلت خد أحد من شباك - بكسر الباء - شفتاه ، دون أن يطبع عليه قبلته الأخوية الحمراء ، بعد أن جلس الجميع على كراسي الضيوف ، بقي ضيف واحد ليس له كرسي ضمن صالة الحضور ، أشار الأستاذ أبو داوود للضيف الواقف ، للجلوس على الكرسي المخصص لجلوس سكرتير الحزب ، وطبعا رفض ذلك الضيف وهو الأستاذ مزاحم الجزائري عضو محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي الجلوس حيث أشار عليه رفيقه بالجلوس ، وإنقاذا للموقف جلب كرسي لجلوس الأستاذ مزاحم الجزائري ، وجلس الأستاذ حميد مجيد موسى مع ضيوفه تاركا كرسي السكرتارية للحزب فارغا ، تحدثنا معه بكل صراحة وأخوة ، وكأنه أحد شعراء الإتحاد ، ووجدناه ملما بتفاصيل ما أردنا أن نتحدث معه ، وهذا غير غريب على مثقف سياسي يجد أن الشعر الشعبي الحديث أرتقى سلمه اليسار العراقي وتبناه كمشروع تنويري راقي ، ونحن بزحمة الحديث فتحت باب المكتب ، ليطل من خلالها الأستاذ مفيد الجزائري عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ، وكما يقول المثل الشعبي ( يم حسين جنتي بوحده صرتي إثنين ) ، بمعنى أننا سوف نضطر لجلب كرسي آخر لجلوس الضيف الجديد ، وكما يقول المثل أيضا ( خطار الأول أمعزب الثاني ) ، أراد أحد الضيوف مزاحم الجزائري ( ضيف الأول ) التنازل عن كرسيه لأخيه القادم مفيد الجزائري ، ابتسمت أنا وقلت للأستاذ حميد ، ( أستاذ حل المشكله وخذ مكانك الطبيعي ) ، ضحك بوجهي وتقدم نحو رفيقه مفيد الجزائري ليأخذ بيده صوب كرسي السكرتارية ويعود للجلوس بمكانه مع الضيف .
الدرس أكبر من كرسي لا يرغب أحد أن يجلس عليه ، سكرتير للحزب الشيوعي العراقي منتخب من قبل مؤتمر موسع للشيوعيين ،ولا يستأثر بذلك الكرسي مع شرعيته وأحقيته من الآخرين للجلوس عليه ،كيف وحقيقة الأمر تلوح نحو الصراع المحموم لكرسي سيجلس عليه شخص غير مرغوب به من فئات كثيرة أخرى ، حيث لا يملك أحد الفائزون غالبية أصوات العراقيين ليفرض نفسه على هذا الكرسي ، لذا أستمر هذا الصراع لأكثر من سبعة أشهر ، ولا بريق أمل يبشر بتشكيل الحكومة المزعومة بعد سبعة أشهر أخرى قادمة ، رغم سيول الدماء الطاهرة من الأبرياء ، ليتصدر غير البرئ من الدماء الزكية الساحة السياسية الخاوية ، نعم إنه صراع محموم ليس من أجل الوطن وأهله ، بل صراع مصالح فئوية طائفية مذهبية أقل من ضيقة ، للإضاءة ...... فقط .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن