علمانية حقيقية وعلمانيات مزيفة ...؟

مصطفى حقي

2010 / 10 / 24

في العلمانية الدين ،والقَبَلِيّة خارج السياسة ، والسلطة ، والحكم ديمقراطي، وتداول للسلطة قطعاً ، والدين لله والوطن للجميع وما لله لله وما لقيصر لقيصر والقانون المدني هو الناظم لعلاقة الأفراد ببعضهم وبالسلطة ، وحرية الرأي والانتماء العقيدي لكافة الأفراد مصانة ، والمواطنة ليست دينية ، أو قومية ، بل تبعاً لأرض الوطن الأم ، وكل المواطنين سواسية ولا دين للدولة ( كون الدولة شخصية اعتبارية ) ، بل دستور مدني فكل ما يسمى بالعلمانية خارج نطاق ما ذكر ليس علمانياً ، وإن وصِف بالعلمانية ، فعدالة العلمانية تتناول جميع أفراد الوطن وتشملهم ، فجنسية الكل هو الوطن والهوية الشخصية العلمانية تخلو من بند الدين وتقتصر على بند المواطنة فقط ، والكل يتمتع بذات الحقوق والواجبات بانتمائه للوطن ، وليس للدين أو القبيلة ، مع الاحترام الكامل للعقائد الدينية والقومية ، ولكن خارج السياسة والسلطة وحرية الانتماء والتدين أو عدمه أي اللادين من مقومات الفرد العلماني فالانتماء الوطني هو ارتباط عام شامل والعقائد الدينية والانتماءات القبلية هي شؤون خاصة بالمواطن .. ونسمع بين الحين والآخر عن دولة دينية علمانية .. كيف يتفق ذلك والدينيون يشكلون الأغلبية في البرلمان وقراراتهم تصدر لصالح الأغلبية الدينية بينما تهبط حقوق المواطنين من الأديان الأخرى إلى الحضيض بحيث يبنون آلاف المساجد بينما يعجز ويمنع المسيحي مكن بناء مرحاض للكنيسة ! .. حتى ان تلك القرارات الصادرة عن ممثلين منتخبين وبصورة ديمقراطية يمكن أن تلغى بشخطة قلم من قبل المرجع الديني الأعلى ... تحقيقاً لمقولة الشيخ عمر عبد الرحمن الذي يؤكد أن الديمقراطية تعني سيادة الشعب وفي الإسلام السيادة لله ولذلك لا ديمقراطية في الإسلام ويؤكد الكاتب نضال الصالح عبر مقاله المنشور في الحوار : مبدأ " الحكم لله وحده " يرفض الديموقراطية رفضا باتا قاطعا بصفتها حكم الشعب الذي هو مخالف لحكم الله لأن التشريع و التحليل و التحريم و النهي لله الذي له ملك السماوات والأرض و ليس لمخلوق - سواء كان فردا أو جماعة أو أمة أو شعبا أدنى نوع من أنواع المشاركة لله الكبير المتعالي في أي شيء من ذلك..... تعتبر العلمانية ووليدتها الديموقراطية عدوين لدودين لرموز الفكر الديني الإسلامي لأنهما تسحبا من تحت أقدامهم السلطة القدسية التي بواسطتها يقبضون على رقاب العباد ويتحكمون بهم. من أجل الحفاظ على موقعهم السلطوي، يحاربون العلمانية والديموقراطية وحقوق الإنسان بما فيها حرية الرأي والعقيدة ومساواة حقوق المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات. العلمانية والديموقراطية في مفهومه....(انتهى) وأما العلمانية فلا وجود لها حتى في الأحلام عند المسلمين ، حيث لا حرية فردية ولا خيار في التفكير أو الاختيار وفرض النقل ووقف العقل ودونية المرأة وتبعيتها المذلة لسطوة الرجل والمجتمع ، والأنكى من ذلك هي العلمانيات التي يتشدق بها العسكر وهم ممسكين برقبة المواطن ويكاد يتنفس ويديرون برلمانات عن طريق انتخابات شعبية صورية .......وأستشهد بمقال لي نشر في موقع بلا حدود بعنوان العلمانية والديمقراطية في الإسلام عام 2007...: العلمانية هي عصارة أو زبدة الفكر الإنساني المعاصر للوصول إلى إنسانية الإنسان في عالم موحد الاتجاه يصون ويحمي حريّة الفرد في التفكير والانتماء ضمن المفهوم العام والقانون الوضعي ، وبالأصح هو رداء واحد يلبسه كل إنسان في العالم ويعرف به والديمقراطية العلمانية السبيل إلى أنظمة حكوماتها ففي النظام العلماني المشبع بالديمقراطية الحقيقية والتي تعني حكم الشعب بالشعب وسيادته حقيقة وليس زيفاً وتمثيلاً ، لأن كثيراً من الديمقراطيات قد جرى تلوينها وتحويرها من الداخل إلى أنظمة تفوق الديكتاتورية .. هناك كثير من الدول تدعي أنها ديمقراطية وتتخذ الانتخابات الشعبية وصناديق الاقتراع مظهراً باذخاً لأقناع الآخرين بأن تلك الانتخابات والتي يسمونها شعبية ستولد حكومة غير مستبدة ويسيرها (المجلس النيابي ) ممثلي الشعب المنتخبين
ولكن مع الآسف فإن كبار المخرجين مع كثير من الممثلين المسيسين يشتركون في هذه اللعبة الديمقراطية وبجدارة والناتج أخيراً هو ديكور ديمقراطي لحكومات خارج كل ماهو ديمقراطي( انتهى) وعليه فالعلمانية المنشودة هي خارج ما يسمى بالعلمانية الدينية والعسكرية والسلطوية وغريبة عنها ...؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن