الحركة الاسلامية السودانية ..النبت الشيطاني الذي تسبب في خراب السودان

إقبال قاسم حسين

2010 / 10 / 22

تجربة السودان اهديها لكل الشعوب في الدول الاسلامية للاستفادة منها،فكما يقول المثل( التجربة التي لاتورث حكمة يعاد تكرارها)،اهم حكمة تورث من هذه التجربة ان العلمانية هي الحل،وكل من ينادي بان الاسلام هو الحل تاجر يستغل العاطفة الدبنية لدي الناس لخدمة مصلحته الخاصة،فالدين شأن فردي بين الانسان والخالق،اما الدولة فكيان سياسي يخدم كل الافراد مواطنين الدولة بغض النظر عن دياناتهم اواعراقهم او اي اختلافات اخري،والدول الغربية لم تتطور الا بسبب هذه المدنية التي فصلت الدين عن الدولة وادخلته دور العبادة.

ظهرت الحركة الاسلامية السودانية علي مسرح الاحداث في السودان بعد ثورة اكتوبر١٩٦٩ التي اطاحت بالفريق ابراهيم عبود،وقد كانت قبل ذلك محدودة الاثر،واول فعل اجرامي قامت به وتأمرت به علي الديقراطيةهي الفتنة التي اشعلتها لطرد نواب الحزب الشيوعي السوداني من البرلمان،مستغلة حادث شغب بسيط قام به طالب جامعي،حيث قام هذا الشاب بالحديث عن حادثة الافك،فاستغل قادتها هذا الحدث وعبأوا الشارع في المساجد واخرجوا المظاهرات وضغطوا علي زعماء الاحزاب لحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه المٌنتخبين من البرلمان،وفعلا تم طرد الشيوعيين وحٌل حزبهم واغلاق دور حزبهم،وقد لعب زعيمهم الشيخ حسن الترابي دوراً كبيرا في اشعال نيران هذه الفتنة وتقويض الدستور

بعد ذلك اتوا بمؤامرة الدستور الاسلامي،ولكن انقلاب مايو الذي قام به جعفر نميري اوقف هذه المؤامرة،فتحولت الحركة من التآمر السياسي،الي العمل المسلح،فكانت حركة١٩٧٦التي غزت البلاد بعد ان تدربت في اثيوبيا وليبيا،وقد احتلت بعض المواقع لكن تم القضاء عليها،ثم صالحوا النميري وتعاونوا معه،وهم السبب في التحول والتغيير الذي حدث للنميري وجعله يتخلي عن شعاراته التي اتي بها،ويلعن في نهاية المطاف قوانين سبتمبر١٩٨٣التي تسببت في قطع ايادي المواطنين في الوقت الذي تعلن فيه حكومته المجاعة وتتلقي المعونات الخارجية،وفي تلك الظروف كانت الحركة الاسلامية تهلل وتكبر لنميري واخرجت المسيرية المليونية للدعم والتأييد لنميري،وقد اصبح كبيرهم الشيخ حسن الترابي مستشار لنميري،لكن اطماعه في ان يحل هو محل نميري جعلت نميري يختلف معهم ويعتقل قادتهم.

وبعد الانتفاضة التي اطاحت بنميري ،ظهرت الحركة الاسلامية بأسم الجبهة القومية الاسلامية،وتحالفت خلال الفترة الديمقراطية ١٩٨٥-١٩٨٩ مع حكومة السيد الصادق المهدي وساقته بدعوي الشريعة الاسلامية لرفض اتفاقية السلام التي وقعها السيد محمد عثمان الميرغني مع جون قرنق١٩٨٨.ثم بعد ذلك اطاحت بحكومة السيد الصادق المهدي،وقد صرح زعيمهم السيخ حسن الترابي بانه قد قال لتلاميذه سأذهب الي السجن حبيسا وليذهب عمر البشير للقصر رئيسا وذلك إمعانا في التضليل.

وبعد ان استولوا علي السلطة بأسم حكومة الانقاذ ،اعلنوا ان حرب الجنوب جهاد في سبيل الله وان من يقتل فيها شهيدا يزف الي بنات الحور،وكان زعيمهم الشيخ حسن الترابي يذهب لبيوت هؤلاء القتلي ويعلن انه جاء ليزفه عريسا لحوريته التي تنتظره،كذلك لم تعتمد حكومة الانقاذ علي اسلوب التعبئة فقط بل اجبرت السودانين علي المشاركة في هذه الحرب الغادرة بالقوة ،فقد كانت تجمع الشباب من الشوارع وترسل دون تدريب ليكونوا دروع بشرية وتفجر بهم الالغام.

وعند اتم انتاج البترول وظهرت ضرورة ايقاف الحرب والسلام،صالحت حكومة الانقاذ هذا العدو الكافر الذي اعلنت عليه الجهاد وكونت معه حكومة مشتركة،وفي ذلك مخالفة واضحة لشعارها الذي دائما ماتاجرت به واستثارت به الفتن الدينية الا وهو الشريعة الاسلامية
ومع انتاج البترول شهد السودانتطوراً عمرانياً ، وتجارياً طفيلياً ضـخماً، أدى الى زيادة الاموال ، وانفتاح الاسواق، وكثرتها، وتبع ذلك اصلاحات في المواصلات ، وبعض المرافق خاصة في العاصمة .. ولكن هذه التحولات المالية على ضخامتها ، لا تعتبر انجازات اقتصادية . فمشاريع البنية التحتية ، كالطرق ، والسكة حديد ، والطائرات ، ومحطات الكهرباء ، ومياه الشرب النظيفة في الريف ، لا تزال بعيدة عن الاصلاح والكفاءة. والتعليم العام ، والمستشفيات العامة ، خالية من الدواء والخدمات . بينما انتشر العلاج الخاص ، والتعليم الخاص ، الذي يملكه اعضاء الحركة انفسهم ثم لا يطوله الفقراء من عامة الشعب ،وقد جمعت الحكومة كل ثروةواخذت من التجار الضرائب الخرافية ، حتى اخرجتهم من السوق . وفرضت على المواطنين الزكاة ، فيما لا تجب فيه الزكاة .. ولكنها لم توظف كل هذه الاموال ، لمصلحة الشعب ، الذي ما زال يعاني الفقر، والفاقة . وانما وزعتها على أفرادها ، فصار من تزوج منهم بامراتين ، يبني لكل واحدة منهن عمارة!! بينما يعيش آلاف النازحين ، من مناطق الحروب، ومواطن المجاعات ، في اصقاع السودان المختلفة ، حول العاصمة ، في مسـاكن من الكرتون ، والصفيح ، لا يجدون تحت هجيرها ما يسد الرمق.
وفي سبيل بقاءها علي السلطة،دعمت حكومة الانقاذ مليشيات الجنجويد لتدمر القري وتقتل الابرياء من ابناء دارفور ممافاقم مشكلة دارفور وعمل علي تدويلها .
وقد اختلف اعضاء الحركة فيمابينهم بسبب الصراع علي السلطة واطماع الثروة ،فانقلب التلاميذ علي كبيرهم الذي علمهم السحر ونكلوا به اشد التنكيل.

و بعد ان رفعوا شعار الدين حتي يأس الاخوة الجنويون من الوحدة،وسوف يتم استفائهم في مطلع السنه القادمة،وكل القراءات والتحليلات تشير الي انهم سوف يختارون الانفصال،الان يعرفون شعار القبلية لتسير دارفور في نفس الاتجاه الذي سار فيه الجنوب ،وتتطالب يوما ما بالانفصال.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن