التنشئة الوطنية للطفل طريق المستقبل

وليد الجنابي
waleedeljanaby@yahoo.com

2010 / 10 / 12

طفل شهيد ولدمن رحم ارض الرافدين وكان الشاهد والشهيد على سمو هذه الأرض الطيبة بكل محنها... .. ونجما لامعا في سماء ه.. لم تكن الاقدارملكه... وسط الطرقات ...وبين أحضان والديه... اغتيلت طفولته غدرا برصاصة الاحتلال الامريكي البشع ومن سانده في تدنيس ارض العراق... لكنه لم يرحل بل أصبح رمزا للقضية رمزا للوطنية..رمزا للانسانية.. بل رمزا لقضية تحريرا لعراق من براثن الاحتلال وتحقيق كامل سيادته
فكيف نبدأ.. هل نكمل مابدءه الاخرون ونستمرعلى مانحن عليه ...ام نبدأبالتغيير..ومن اين نبدأ..ان اولى بداياتنا الصحيحة يجب ان تبدأمن الطفل والطفل الرضيع بالذات... الطفولة طور من اطوارالانسان.. علينا ان ننتشله من واقع مجتمعنا المتردي والماساوي كي نخلق مجتمعا تقدميا متطورا خاليا ولو بنسبية معينة من العنصرية والطائفية والانانية ونغرس في نفوس الجيل الجديد مجموعة مفاهيم جمعية تؤسس لشخصية تربوية ووطنية واعية وهذ يتم عبرمفهوم التنشئة الوطنية...
فالقصورفي تنشئة الطفل هوجناية على المستقبل بكل المقاييس لان النشئ اليوم هم رجال الغد بتحملهم للمهام الوطنية والقومية التي فشل في تحقيقها الساسة اوالقادة ممن سبقهم وبقيت تلك المهام والامال مؤجلة يبت فيها الجيل الصاعد حينما يكبرون ويتأهلون لقيادة حركة التحديث والتطور والنمو في المجتع..
وتندرج التنشئة الوطنية ضمن الأهداف والسياسات التربوية الوطنية للعالم المتقدم فهي عملية شاملة لما تحويه من بذرا لمعرفة والعلوم والأصالة التربوية بما يحقق أهداف الوطن والشعب والتدريب على حب الوطن و حقوق المواطنة وواجباتها ومسؤولية الفرد تجاه الوطن وبالعكس وتضفي العملية شرعيتها على عملية التعليم والتدريب والتدريب المعنوي والنفسي لكن علينا إن نتقن لعبة التنشئة بشكل واع لأنها سلاح ذ وحدين ممكن إن يخدمنا أو يدمرنا فالإتقان يجب إن يكون وفق التوجه العلمي والتربوي للمجتمع لاوفق توجهات النظام السياسي ..
ان الهدف الأسمى للتنشئة الوطنية هو البدء ببناء الطفل تربويا وعلميا ووطنيا وتهيئنه لبناء إنسان المستقبل ذالك المواطن الصالح المتنور الذي يحمل المشاعر والفعل الوطني ويكون نواة لبناء المجتمع المتطور لمواكبة مسيرة الحياة بشكل ايجابي وخلاق
إن إشاعة القيم التربوية و الوطنية لدى الأجيال الجديدة يجب ننقلها إليهم بعد تنقيتها بشكل سليم
إن ترسيخ مفهوم الأخلاق هو جزء حيوي من التنشئة الوطنية فتربية الفرد وتقوية علاقته مع محيطه الاجتماعي كما ان المحافظة والالتزام بواجباتنا وسلوكياتنا تجاه الآخرين في مجتمع وواقع معقد هو عين الحكمة والحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها ...
ان حب الوطن والشعور القوي بالانتماءاليه والولاء له والوفاء بحقوقه هو من أهم الأهداف والقيم الايجابية التي تغرس في نفوس الطفل منذالصغرلتصبح سلوكا هاما وجزء من السلوك العام للطفل والولاء من أهم القيم الوطنية بل عمودها ويعتمدعلى عمق الإيمان بذلك والتضحية في سبيله ومجموع ولاءات الإفراد يشكل كتلة محورية متكاملة تسودها ثقافة وطنية تتضمن الشعور بالمسؤولية وإعلاء المصلحة الوطنية العليا والوعي الكامل والاهتمام بهموم الشعب والوطن وان يغلب هذاالولاء أي ولاء اخرللمواطن سواء عشيرته وطائفته أو قوميته أو أسرته وعدم الانغلاق على المشاكل الذاتية والمحلية
ان شعارنا الدائم لا للقيم الاستبدادية في الاسرة او المجتمع نعم لديمقراطية الاب وليس تسلطه ..ومراعاة الطفل وعدم صهره في قوالب جامدة اي استنساخ الطفل لشخصية ابيه ..وخفض الاساليب التاد يبية القسرية لانها تعدم ثقة الطفل بنفسه وتؤثرسلبا على استقلاليته وتعطيل طاقاته الابداعية واذعانه لمن يتسلط عليه لانها تخلق في نفسه عقدة الخوف والتردد وتنمي في روحيته التملق والنفاق وعدم المبادرة والابتعاد عن استقلالية القرار من خلال الاتكالية وحرية اختيارالاصدقاء ولا باس من استشارة الاهل واعطاءهم صوتا واضحا في اتخاذالقرار الاسري مع الزامية التنفيذلاي قراراسري يشتركون في اتخاذه ...
إن التعبير عن الرأي في الأمور التي تخصهم تتطلب قدرا من حرية التفاعل والمشاركة الحقيقية لجميع إفراد الأسرة ..فالمشاركة الأسرية قيمة عليا داخل الاسرة ومساحة الحرية كقيمة أساسية لابد ان تبث في نفوس الاطفال لانها ضرورية لهم اعتقادا وممارسة وممارسة درجة من الحرية الاختيار والاستقلالية ضرورية لتكوين شخصية الطفل ليكون انسانا قويا نافعا


وللقيم الدينية حيزا واسعا في شخصية الطفل فالدين الاسلامي الحنيف فلسفة شاملة وواضحة لمجمل نواحي الحياة الانسانية وما يهمنا ان نفهم ونغرس عمق واصالة التعاليم الاسلامية في نفوس النشئ وافهامهم انه دين التوحيد... دين التسامح ...دين الانسانية جمعاء وان الدين الاسلامي هو دين العبادات والمعاملات فبالعبادات نتقرب الى الله عز وجل وبالمعاملات الجيدة مع الناس نثبت ان ديننا هو دين الصدق والامانة فالمسلم يرتبط بخالقه بتطبيق ماامره الله به وهذا هو علاقة الشخص بربه ثم علاقته بالمجتمع من خلال سلوكياته ومدى تطبيقه لتعاليم الدين الحنيف ثم علاقته بنفسه بما يهذبها من الشوائب من خلال مراجعته المستمرة لإعماله وأفعاله فان كانت ايجابية يطورها نحو الأفضل وان كانت سلبية يهذبها نحوا لصواب ..كما إن تنمية روح العمل الصالح والمنتج والهادف الى الخير والصلاح يؤدي يهذب عقول ونفوس النشئ الجديد ويبعدهم عن كل السلبيات المقيتة إذا تم تجلية ماذكر فإنها تتحول إلى قيم يتمسك بها النشء وتحكم سلوكهم ويتحول الفرد الى انسان ناضج ومؤثرفي مجتمعه و تغرس فيه شعورا قويا بإنسانيته وقوته الروحية والوطنية وتقوي معتقده وتدعم اواصر التماسك بين إفراد اسرته ومجتمعه وتحصنه من كل الأفكار الشريرة وتغرس بديلا عنها مفاهيم الخير وامحبة كالأمانة والإخلاص والاستقامة والعلم وتنمية قدراته في العمل المنتج الخلاق
ان الإسلام هو دين الطاعة والانقياد والاستسلام للخالق جل وعلا ودين الأمان والسلام لكل من يعتنقه أو ينطوي تحت لوائه وينقاد لسلطانه
وتتجلى قيمة المساواة والعدل بعدم التفرقة بين انسان واخرمهما كانت الاختلافات المتعددة والمساواة تتحقق بدفع الطفل الى الايمان بمشاركته بالمسؤوليات والالتزامات في اعماله وحياته اليومية والادراك التام ان الجنس البشري لايحدد لوحده الادوارالمهنية وان التعصب تجاه من يختلف معه امرمرفوض ..وتتحقق المساواة اولا بين ابناء الاسرة الواحدة بين الابن والبت وبين الابناء وفي التعليم والعمل واختيارالاصحاب من طبقة مغايرة لطبقة الاسرة فقيمة المساواة قيمة اساسية في تنشئة الطفل تعطيه القوة والحيوية ...
غلينا ان نغرس ونعززمفاهيم المفاضلة بين النشئ لاعلى اساس اوضاعهم الاجتماعية بل على اساس بل على اساس العمل الجيد والمنتج والايمان والتقوى وان تنهض المفاضلة على اساس الكفاءة والانجاز ...وكلما اتسع نطاق العدل ساد المجتمع الخير والطمأنينة فبالعدل يتعززالانتماء الوطني والتضحية من اجله
وقيمة الامن تعكس وتنعكس سلبا وايجابا على الوضع الامني في المجتمع ومن اهم اسس الاستقرار الامني في اي بلد هو تنشئة الطفل على الود الاسري والتعامل معه بحنان كي يامن ذاته ويستقروجدانه وغرس مفهوم احترام النظام والقانون الذي يشكل بمجمله قيمة سياسيةهامة ومتطورة في نفس الطفل
ان التحديث القيمي للطفل في جميع مراحل شخصيته من خلال تجديد متواصل للفكروالحياة اي التجديدالقيمي الانمائي فالادب والثقافة للطفل يجب ان يكون ادب توجيه وتثقيف ومعرفة وبشكل مكثف وواع لانه ضرورة حتمية لنشأة الطفل... والتقليل من ادب التسلية والترفيه كونه حالة كمالية و اشباع الحاجات الاساسية للمجتمع وتحقيق الاكتفاء الذاتي اقتصادياوالذي يشكل الامن الغذائي ركنا اساسيا في ذلك ..و ربط النمو الكامل للاطفال بخطط التنمية.. وتعزيز دورالاسرة في التنمية الاجتماعية والتربوية ...وكذلك تفعيل دورالصحة الاساسية وتنشيط محو الامية الابجدية والحضاربة لتامين تنشئة الاجيال الجديدة كي تعبرعن الثقة بالنفس والانتماءالوطني وتعزيز دورالاسرة في التنمية الاجتماعية والتربوية...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن