مامعنى ان تكون عراقيا وطنيا

وليد الجنابي
waleedeljanaby@yahoo.com

2010 / 10 / 7


هل يكفي ان يكون المواطن عراقيا.. اذا كان كذلك فهومجرد مصطلح كتب بحبر جاف لصق على بطاقة الجنسية وجوهره يفتقرالى القيمة الوجدانية..لكن المهم ان يكون عراقيا وطنيا حيث لايمكن تجريد مفهوم العراقية الوطنية عن قيمتها التاريخية والنضالية بفعل الصراعات الظاهرة والكامنة الطارئة على الساحة العراقية منذ احتلال العراق عام2003 فتلك ظواهر رستها مختلف التيارات الفكرية والسياسية وباهداف كامنة لعقود طويلة ايقظها الاحتلال كاوراق رابحة لعب بها ومرر مشروعه ألاحتلالي لتدمير العراق...
العراقية الوطنية نظام فكري تراكمي مفتوح يثرى ويتغير نحوالرسوخ.. يتجدد ويتطور..يتكامل ويتفاعل مع الواقع الانساني حتى اصبحت الوطنية شاخصة نحوالافق تتاصل دلالاتها التاريخية والمستقبلية وتتخذ بعدا عاطفيا وعقلانيا واسعا فان تكون عراقيافقط غيركافية لاي مواطن شريف اذالم تقترن تلك الصفة بالوطنية لان الخبرة تتمتع بفحوى عقلاني ينفذ بوضوح الى الحقيقة كلما استعرت الخلافات الفكرية والسياسية بمختلف اتجاهاتها وفي خضم ذلك تتقاطرالتساؤلات.. أي عراقي هو وطني وهل هذا يتعلق بمواطن ينتمي بجنسية عراقية..ام تتجذر جذروه الى عمق تاريخي يرتكزالى مجموعة من المبادىء والافكار..

اذ لايمكن اعتبار المواطن وطنيا ضد رغبته لان ذلك ينطوي على عملية وعي تام بأنتمائه ورغبة ارادية في النزوع الى الوطنيه كأنتماء حقيقي لاتراجع عنه وهذا بلا شك الشرط الاساسي اللازم بين الرغبه الموضوعيه والرغبه الذاتيه ..
وبطبيعة الحال لاتكفي النوايا الطيبة لكي تصبح وطنيا بل يجب ان نفهم اولا كيف تكون كذلك وهذه هي الحاله الموضوعية التي تحمل امكانيات تمحيصها .. فالوطنية تتطلب عمقما معرفيا لا متناهيا عن شمولية العراق وحق المواطنه وعن حقيقية الوطنية وعن الصديق المخلص للوطن وعن العدو المتربص بتاريخ العراق وحضارته و حقيقة ساسته وقادته وعن حقيقة حبناالمتجدد للوطن وكل ما يجب ان نعرفه.. كيف ينبغي ان نتيقن الى معرفة عميقة.. كيف نكون اصحاب حق في الاستحواذ على صفة المواطنة الحقة.. علينا ان نخصب افكارنا وعقولنا في الثقافه الوطنيه والعمل الوطني المتواصل بكل همة و اخلاص وان نقارع معاقل الجهل والعدوانيه المتاصله في نفوس الكثيرين اللذين يعتاشون على فتات الجريمه والانتهازية السياسية والاجتماعية التي اصبحت تنخر جسدعراقنا الجريح الذي لاذنب له سوى انه ابتلى بقادة اما جهلة واميين او مراهقين سياسيا او مارقين وعدوانيين لشعبهم وانفسهم او خونه بائسين يلهثون وراء السلطه ومغرياتها وينتفخون بسموم الحقد والانتقام وتصفية الحسابات...
ولكي نكون وطنيين علينا ان نكون متسامحين فيما بيننا كشعب وليس متسامحين مع سياسات السلطة المتسلطة او الخاطئة او المنحرفة وان لايكون التسامح على حساب الثوابت الوطنية الاساسية ..فالوطني الحقيقي عليه ان يحترم اراء كل مواطن مهما كانت اتجاهاته وان يحترمه لاان يلغيه او يضمره والوطني الحقيقي يجب ان لايؤمن بالافكاروالتيارات السياسية التي تدعي الوطنية بشكل دوغماتي..بل عليه ان يمعن النظرويمحص ميراثها السياسي والفكري ومدى عطائها ومواقفها الصادقة نحو الوطن وان يكيفه نحو مصلحة العراق او ينبذه اذاكان ذلك يضربالمصلحة الوطنية هنا نصل الى منطوق معقول وواقعي متجدد للموضوع يدفعنا الى التساؤل من هو الوطني .. ومن يدعي الوطنية.. من هو العراقي ..ومن يدعي انتماءه للعراق.. الامم كالافراد ليست الاروحا جماعية ومجموعة من القيم الروحية ..يشكل الانتماء الوطني احداها لانه غريزة فطرية اودعها الله في نفس كل انسان.. نمت وترعرعت ورافقت تطوراته عبر قرون واجيال منذان ارتبط حب الوطن بالهوية والعقيدة حتى اصبحت التضحية والاستبسال من اجل الوطن هي اغلى ايات التضحيه لانه يستحق الاستشهاد ..حب العراق يلامس مشاعركل مواطن ويتملك حواسه لانه جديربان يحبه ابناءه ويفتخروبالانتسا ب اليه فالغريزة الطبيعية لذلك تمتزج بالمزايا والخصال التي وهبها الله لارض الرافدين ودورها في التاريخ وعمقها الحضاري وعطائها الانساني ..
الوطنية ليست قرارا تصدره سلطة جائرة لتلمع صورتها البشعه بل هناك مجموعة ضوابط وعوامل تاريخية ونفسية و مبادىء وشروط كحدادنى تحددمفهوم الوطنية اذا ماتجاوزناها قدنفقد الحق في ان نوصف وطنيون وتؤكدالتجارب الحية للعديدمن شعوب العالم ان مشكلة الوطنية في نفوس المواطنين وتفاوتها في عقل وقلب كل مواطن هي ليست مشكلة سياسية اوفكرية بل هي قضية وجدانية وتربوية على مرالتأريخ ..
فهل يجوز لنا ان نضفي صفة الوطنية بسهولة على كل من ينتمي الى تيارفكري اوسياسي يدعي الوطنية ويمسك بزمام السلطة ..كيف نحكم على من يدعي الوطنية ويحارب الثوابت الوطنية بكل قواه

الكينونة العراقية هي ثمرة لبذورمتنوعة تضم كل المكونات العراقية صمام الامان لها ضمان حق المواطنة وعدم طغيان وتعسف السلطة
الوطني الحقيقي وسطي ومعتدل يترفع عن صغائر السياسة ومناوراتها التي تنحى احيانا منحى غيراخلاقي ويسمو بعمق في جذورالوطنية الحقة التي من ثوابتها النزاهة والضميرالوطني الذي يرفض التسقيط السياسي والاخلاقي في لحظة محنة الوطن وازمته ومهما كان خلافه مع النظام السياسي الحاكم فانه يدافع عن وطنه من خلال عمق ارتباطه الوطني وان لايربط اويتحسس بان دفاعه هو دفاع عن ذالك النظام مهما كان جائرا او دكتاتوريا... مثل هذا المواطن هو وطني بالغيرة والوجدان والوعي والادراك والخبرة والتربية..التي بني عليها منذنعومة اظفاره وبهذا السلوك الوطني وتلك المفاهيم الوطنية يجنب نفسه السقوط في هاوية الفلك الأجنبي اماعندما يفقدوجدانه الوطني بعيدعن الامية الوطنية بعيدعن البدائية الوطنية فسيكون دوره هنا كارثيا الوطنية تتماسك في تنوعها وهي سلوك ووعي وطني متوارث قديكون ولائيا متطرفا وقدلايكون وهذا تحدده
الارادة الوطنية فهي تصنع الروح الوطنية المتسامية يقول افلاطون( ان الانسان لم يولد لنفسه وحدها لكنه ولد من اجل وطنه) خصائص الوطنية لاتضيق في زاوية حب الوطن فحسب بل هي عشق وتضحية وهي غريزة طبيعية لدلالاتها التاريخية والعراقيون عرفو منذالقدم بعاطفة جياشة قل وجودها بين الشعوب هي عاطفة الوطنية المؤمنة هي ربط حب الوطن بالعقيدة الوطنية وهو امريستحق التضحية من اجل سلامته وهي فريضة في اعناق كل مواطن عراقي وطني التعلق بالوطن والاسراف في محبته والتضحية باروحهم واموالهم في سبيله انه تلامس نفس الإنسان العراقي وتملك حواسه بحب العراق لانه جدير بمحبة ابناءه والاعتزاز به والفخربالانتماء اليه ومردها الغريزة الطبيعية والمزايا التي حباها الله لارض الرافدين وشعبها الاصيل... املنا ان نتوحدوان كانت مزايانا مختلفة وان نهتدي بالحكمة الرائعة التي تقول (إن الأوطان أديان لأصحاب المروءات)..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن