من يوقف هذا الرجل؟

محمد عبد الفتاح السرورى
elsorory@yahoo.com

2010 / 10 / 6

من يوقف هذا الرجل!
:ساقت لنا المواقع الإلكترونية الخبر التالى
قال الشيخ محمد حسان في فتواه رداً على سؤال ما حكم بيع الآثار: "إذا كانت في أرض تملكها أو في بيت لك فهذا حقك وزرقك ساقة الله لك ولا إثم عليك ولا حرج وليس من حق دولة ولا مجلس ولا أي أحد أن يسلبك هذا الحق، سواء كان ذهباً أو كنزاً. أما إذا كانت تلك الآثار تجسد أشخاصاً فعليك أن تطمسها، لأن النبي نهى عن بيعها، ومن حرم بيعه حرم ثمنه. وأما إن كانت هذه الآثار في أرض عامة تمتلكها الدولة فليس من حقك أن تأخذها أو تهربها أو تسرقها وتبيعها، فهذا حرام ومالها حرام".
من المعروف أن فضيلة الشيخ محمد حسان يعد من أبرز الدعاة والتى ساعدت المنظومة الإعلامية الجديدة من فضائيات وخلافة على تثبيت وجودهم وتعضيد دعائم فكرهم ويمتاز الشيخ محمد حسان بحضور قوى وكاريزما واضحه ولكن للأسف فإن فضيلة الشيخ محمد حسان لا يستخدم هذه الملكات الربانية التى وهبها الله له فى توثيق عرى التفكير العقلانى ولا فى توطيد دعامات الإسلوب العلمى فى التفكير والتشخيص مثله مثل أترابه من نجوم السلفية الجدد وعلى رأسهم على سبيل المثال الشيخ محمد حسين يعقوب
إن الفتوى السابقة التى تفوه بها الشيخ حسان تعد كارثة بكل المقاييس لأنها لا تعطى فقط الشرعية للإستيلاء على أموال الدولة ولكنها أيضا تؤيد فكر وفقة تحطيم المجسد بإعتباره مضاهاه لما خلق الله
ومن المعروف أن موضوع المجسمات والرسومات التصويرية من الموضوعات التى قتلت بحثا وكالعادة لم يصل المختلفون فيها إلى كلمة سواء وإن الصوت الأعلى والرأى الغالب هو التحريم إنقيادا لرأى مشايخ السلفية وأساطينها الكرام وهم المشايخ الذين ما يفتئون يرفضون كل أشكال الحداثة والفنون الإنسانية كأصل فى التعامل والتحليل لها كإستثناء
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن وبقوة من يوقف هذا الرجل ؟
وكيف وصلنا الى هذا الحال من الإنحدار الفكرى والفقهى ترى هل بسبب ضعف المنظومة الثقافية ككل أم أن الصمت هو الذى صنع هذا الفقة والفكر
هل صنع الصمت منا فقها ؟ وأضحى لهذا الفقه والفكر السيادة والسؤدد على حياتنا وعقولنا
العجيب أننا نتساءل كثيرا فى براءة لماذا يعادينا العالم المتحضر ولماذا يقف منا هذا الموقف الذى يتسم بضراوة الخصومة والمقاومة رغم أن الأجابه بين أيدينا شاخصة وأمام أعينا مرئية وفى آذننا مسموعة وفى افئدتنا راسخة
كيف نتواصل مع ركب الحضارة ونلحق بقطار الحداثة وبين أظهرنا من يأمرنا بتحطيم الآثار وطمسها ومن الذى يأمر إنه نجم من نجوم المجتمع الشعبى
(وربما النخبوى أيضا)
لقد صنع الصمت عن هؤلاء الناس فقها هائلا رسخ فى وجدان العامه وليس هذا فحسب بل إننى أستطيع أن أقول أن الحالة العامة للذهنية المصرية أصبحت تتقبل ما يقوله هؤلاء المشايخ دون مقاومة أو تمحيص وتلك-لعمرى- لكارثة
قد لا يعرف الكثيريين أن فضيله الشيخ محمد حسان كان له رأى مشهور فى الازمة الإقتصادية العالمية تتلخص فى أن هذه الأزمة هى عقاب إلهى للغرب بسبب ربويه إقتصاده وللأسف صدق الكثيريين هدا التفسير ولكن الشيخ محمد حسان حتى الآن لم يوضح لنا عن سر قوة هذا الإقتصاد فى مواجهه الأزمات المتلاحقه عليه والتى قد تكون إما مصنوعة وملفقه كشكل من أشكال الإلهاء العالمى أو تكون بسبب أخطاء وسوء تصرف بشرى محض وفى كلتا الحالتين تكون شبهه محمد حسان باطله
لا يعرف الشيخ محمد حسان أنه بهذه الفتاوى إنما يرسخ للفكر والفقه القائم على رضاء العامة والدهماء وما اسهل رضاهم ولكن من الصعب للغاية بعد ذلك بعد ان تتشكل عقولهم وتتهيأ لتقبل مثل هذه الفتاوى أن تنسلخ هذه العقول مرة اخرى من هذه الحالة لكى تصبح عقول مستنيرة تتعامل مع الحياة ومع الواقع وتلتفت الى المسببات الحقيقيه للأزمات وهذا يعد شكلا من أشكال المنهج العلمى والذى بفتاوى وبنهج محمد حسان واترابه يبعدون المجتمع عن التعامل به فكرا وفقها
فبئس ما يفعلون



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن