من تراث معاداة المرأة المسلمة- ابو حامد الغزالى نموذجا

على عجيل منهل
alimenhel@hotmail.de

2010 / 7 / 24

ان المرأة العربية قد تخطت الكثير من مفاهيم الامام الغزالى فى وقتنا الحاضر ولكن المصيبة ان الكثيرين من- الرجال العرب -لايزالون يحكمون على مدى صلاح المرأة او عدم صلاحها من خلال المفاهيم التى اشار اليها الامام ابو حامد الغزالى والتى نتحدث عنها فى هذا المقال واذا تخطت المرأة هذه المفاهيم فهى امرأة نشاز وجب معاقبتها وان الرجال ينظروا اليها بانها امرأة سهلة. ان التراث الغزالى لازال يتحكم بوضع المراة العربية فى المجتمع العربى.
حاولنا الوقوف علي رؤية- أبي حامد للمسألة النسوية- نلاحظ أنه يناصب- المرأة العداء دونما مواربة -، فهي في عرفه- عنوان الكيد و الشر و الغدر و الغواية - و " قيل شاوروهن وخالفوهن، ويجب علي الرجل الفاضل المتيقظ أن يحتاط في خطبة النساء و طلبهن، وليزوج البنت لا سيما إذا بلغت ، لئلا يقع في الغدر و العيب و مرض الروح و تعب القلب، وعلى الحقيقة كل ما ينال الرجل من البلاء و الهلاك و المحن فبسبب النساء " --الغزالي، التبر المسبوك في نصائح الملوك ، ،بيروت 1988 ، ص 131
ويعدد الغزالي ما للرجل من امتيازات حقوقية مقارنة بالمرأة داعيا إياه إلى الرفق بها رفق السجان بمسجونيه، و تتمثل تلك الامتيازات في:
- بإمكان الرجل تطليق زوجته متى شاء.
ـ لا يمكن للمرأة التصرف في مال زوجها دون إذنه.
ـ لا يمكن للرجل الزواج من نساء أخريات بينما يحظر علي زوجته الزواج من غيره .
- عدم قدرة المرأة علي مغادرة بيت زوجها إذا لم يأذن لها بذلك.
ـ تخاف الزوجة زوجها أما هو فلا يخافها.
-- انظر المصدر نفسه ص 129، يعدد الغزالي تلك الامتيازات
ويبلغ الصلف الذكوري به إلي حدود القول : " المرأة أسير الرجل، و يجب على الرجال مداراة النساء لنقص عقولهن، و بسبب نقص عقولهن لا يجوز لأحد أن يتدبر بأمرهن و لا يلتفت إلى أقوالهن-ص-130-، ويحذر من عدم الأخذ بنصائحه التي يرفعها إلي مستوى الأوامر قائلا : " لا يتدبر احد برأي النساء ، فإن من تدبر بآرائهن أو ائتمر بمشورتهن خسر درهمه درهمين " -ص,,131وهذه المرأة المستعبدة حقوقيا و أخلاقيا و سياسيا واجتماعيا تغدو عندما-- يتعلق الأمر بالمتعة الجنسية--موضوعا مرغوبا فيه ، ينبغي الإقبال عليه بنهم و شراهة، و إذا ما أصابنا العجز يجب البحث عن الدواء الشافي ولو عند الملائكة حفاظا علي فحولة بدأ نجمها في الأفول . وضمن هذا السياق حفلت مؤلفات الغزالي بالعديد من القضايا التي تدعو حقا إلي الدهشة،-- فهو يروي مثلا--- عن الرسول هذا الحديث : " شكوت إلي جبريل عليه السلام ضعفي في--- الوقاع فدلني-- على الهريسة-- "(الغزالي، آداب النكاح و كسر الشهوتين، ، ص 22 )، فهل يتعلق الأمر بحديث صحيح تأكد حجة الإسلام من صدق نسبته قبل أن يضمنه كتابه " آداب النكاح و كسر الشهوتين " أم انه قد رواه على عواهنه فألحق الأذى بمن نسبه إليه مصورا إياه في ثوب من يلجأ إلى الملائكة كي تحل له قضية جد شخصية استعصت عليه ؟
وسواء كانت هذه أو تلك فإننا نواجه شخصية مزدوجة ميالة إلى السادية، تحقر من--- شأن النساء من ناحية و- تنصح بأكل الهريسة للاستمتاع بأجسادهن --من ناحية ثانية. لنقرأ الفقرة التالية و لنتأمل حجم الشراهة الجنسية المنفلتة من أسوار الكبت بأسانيد قدسية : " ومن الطباع ما تغلب عليه- الشهوة --بحيث لا تحصنه المرأة الواحدة، فيستحب لصاحبها- الزيادة على الواحدة إلى الأربع --فإن يسر الله له مودة و رحمة و اطمأن قلبه بهن، و إلا فيستحب له الاستبدال، فقد نكح على رضي الله عنه بعد وفاة فاطمة عليها السلام بسبع ليال، و يقال إن الحسين بن علي كان منكاحا حتي نكح زيادة على مائتي امرأة، و كان ربما عقد على أربع في وقت واحد وربما طلق أربعا في وقت واحد و استبدل بهن ، وقد قال عليه الصلاة والسلام للحسن : أشبهت خلقي و خلقي ، و قال صلى الله عليه و سلم : حسن مني و حسين من علي ، فقيل إن كثرة نكاحه أحد ما يشبه به خلق رسول الله صلي الله عليه و سلم "(االمصدر نغسه 131.

ما رأي الغزالي في المرأة ؟ فالغزالي يقول عن المرأة:

1- يجب على المرأة أن تجلس في بيتها وتشغل نفسها بالغزل، ولا تبرح بيتها إلا نادراً.

2- يجب ألا تتعلم القراءة والكتابة وألا تتحدث مع جاراتها كثيراً، ولا تزورهن إلا للضرورة القصوى.

3- يجب أن تعتني بزوجها وتحفظ حقه في حضوره وفي غيابه ويكون همها أن ترضيه.

4- يجب ألا تخرج من منزلها دون إذن زوجها، وإذا سمح لها يجب أن تخرج في حياء، وتلبس ملابساً بالية وتختار الطرقات المهجورة.

5- يجب أن تتفادى الأسواق ولا تُسمع صوتها لرجل غريب.

6- يجب ألا تحادث أصحاب زوجها حتى في حالة الضرورة.

7- يجب أن يكون شغلها الشاغل شرفها وبيتها وصلاتها وصيامها.

8- إذا حضر إلى منزلها أحد أصحاب زوجها في غيابه فيجب ألا تفتح له الباب ولا تكلمه حفاظاً على شرفها وشرف زوجها.

9- يجب أن تكتفي بما يمنحها زوجها من الواجبات الزوجية.

10- يجب أن تكون نظيفة ومستعدة لإشباع رغبة زوجها الجنسية في أي وقت.-- انظر البرقوقى عبد الرحمن دولة النساء ص537

. وإذا كانت هذه آراء حجة الإسلام، الغزالى فى المرأة المسلة فماذا ننتظر من الشيوخ العاديين ؟.
لقد كتب قاسم امين فى المرأة الجديدة ص35 وبالجملة فالمراة من وقت ولادتها الى يوم مماتها هى رقيقة لانها تعيش بنفسها ولنفسها وانما تعيش بالرجل وللرجل ,وهى بحاجة اليه فى كل شأن من شؤونها, فلا تخرج الامخفورة به,, وتسافر الاتحت حمايته ,ولاتفكر الابعقله, ولاتنظر الا بعينه, لاتتحرك بحركة الا ويكون مجراها من, فهى بذلك لاتعد انسانا مستقلا بل هى شىء ملحق بالرجل. ان طريق تحرر المراة العربية والمسلمة لازال طويلا- اذا كان مثل هذ التراث الاسلامى الثقيل الذى يعرقل تطورها الاجتماعى - وعلى الفئة المثقفة العربية المبادرة للمشاركة فى عملية التحرير وعلى المرأة ذاتها يقع عليها الدور الاساسى بالتحرير.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن