الاستماع وأهميته في اللغة

اسماعيل موسى حميدي
msma78@yahoo.com

2010 / 5 / 30


تقديم
اسماعيل موسى حميدي

ملخص البحث
أهمية البحث
حث الباري عز وجل المؤمنين على تدبر القرآن الكريم وعدم الانصراف عنه في قوله تعالى "واذا قرئ القرآن فأستمعوا له وانصتوا"
(الاعراف: الآية 204)
من هنا جاءت اهمية الاستماع كونها مهارة تعتمد على حاسة السمع إذ جاء تكرار السمع المقصود في القرآن الكريم في (27) موقعا ويظهر في الآيات الكريمة التي سنذكر بعضها لاحقا. وما لهذه الحاسة من اهمية فهي من ادق الحواس وأرقاها.كما إنها عامل مهم في عملية الاتصال اللغوي وسوف نتناول في هذا البحث فن الاستماع (الانصات) على اعتبار ان الانصات أعلى درجات التركيز وان الانصات والاستماع متقاربان في الدلالة ويختلف الأول عن الثاني في الدرجة وليس في طبيعة الاداء السمعي، فاذا كان الاستماع يبدأ بالتعرف على الاصوات مع الفهم والتحليل وينتهي بالقدرة على النقل والتقويم فان الانصات جانب الانتباه فيه كبير، ويكون الإنصات استماعا مستمرا ومراكزا على درجة عالية من الانتباه للمادة المسموعة.

مشكلة البحث
يعد فن الاستماع من اوائل فنون اللغة الاربعة وله مكانة كبيرة في حياتنا. ورغم ان الاستماع يلعب دور الخادم لكل مهارات اللغة وهو الوسيلة الى الفهم، والاتصال اللغوي بين المتكلم والسامع الا انه لم ينل ما نالته المهارات الاخرى (الحديث والقراءة والكتابة) في المناهج الدراسية والبحوث.
لذا ارتأى الباحثان تسليط الضوء على اهمية الاستماع في اللغة.
وقد قسم البحث إلى ثلاثة فصول وقسم كل فصل الى ثلاثة مباحث مشتملة على عدة موضوعات تخوض في تفاصيل موضوع البحث آملين ان يجد القارئ فيه ما يعينه في تفهم هذه المهارة تربويا واجتماعيا.




والله ولي التوفيق
الباحثان

المحتويات
الموضوع رقم الصفحة
ملخص البحث 2-3
المحتويات 4
الفصل الأول 6-12
المبحث الاول :مشكلة البحث واهميته 6-7
المبحث الثاني : مفهوم الاستماع 8-9
المبحث الثالث : الفرق بين مصطلحات (السماع، الاستماع، الانصات) 10
المبحث الرابع : أنواع الاستماع 11-12
الفصل الثاني 14-17
المبحث الأول : علاقة مهارة الاستماع بالمهارات الاخرى 14-15
المبحث الثاني : تنمية الاستماع 16
المبحث الثالث : معوقات الاستماع 17
الفصل الثالث 19-22
المبحث الأول : أساسيات تدريس الاستماع 19-20
المبحث الثاني : خطوات تدريس الاستماع 21
المبحث الثالث : توجيهات عامة في تدريس الاستماع 22




الفصل الأول
المبحث الاول :مشكلة واهمية البحث
المبحث الثاني : مفهوم الاستماع
المبحث الثالث : الفرق بين مصطلحات (السماع، الاستماع، الانصات)
المبحث الرابع : أنواع الاستماع










المبحث الاول : مشكلة البحث وأهميته
مشكلة البحث
يعد الاستماع من اهم فنون اللغة ان لم يكن اهمها على الاطلاق وهو اول فنون اللغة، وله مكانة كبيرة في حياتنا لكنه لم يلق العناية والاهتمام الكافي.
ورغم ان الاستماع يلعب دور الخادم لكل مهارات اللغة الاخرى وهو الوسيلة الى الفهم والاتصال اللغوي الا انه لم ينل ما نالته المهارات الاخرى (الحديث، والقراءة، والكتابة). وان مهارة فهم المسموع لم تأخذ نصيبها من التدريب، والتعليم المبرمج كغيرها من المهارات اللغوية،وذلك لاعتقاد بعضهم بان هذه المهارة تعلم بصورة تلقائية من خلال الاندماج بالمجتمع دون تنظيم او تحديد مسبق. (نصر: 1997. ص2).
وتأتي ضرورة التركيز على الاستماع في الجانب التعليمي من جهة انه جزء اساس في معظم برامج تعليم اللغة في الدول المتقدمة (يونس: ومحمود الناقة 1978).
وقد كشفت بعض الدراسات ان نسبة 45% من الوقت تقضيه الناس مستمعة الى الاخرين وتلاميذ المرحلة الابتدائية يزيدون 5% اي 50% من وقتهم المدرسي يقضونه في الاستماع الى غيرهم و30% من الوقت تقضيه الناس متحدثة الى الاخرين بينما 25% من الوقت تقضيه الناس بين القراءة والكتابة (والي، 1998، ص144) (مجاور، 2000، ص90).
لذا ارتأى الباحثان تسليط الضوء على مهارة الاستماع (الانصات) في اللغة.

أهمية البحث
قال تعالى : "وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا)
(الاعراف: الآية 204)
لقد جاء تكرار السمع في القرآن الكريم في (27) موقفا ويظهر في هذه الآيات اهمية السمع فيقول الله جل وعلا "وهو الذي أنشأ لكُمُ السمعَ والابصارَ والافئِدةَ" (المؤمنون: 78) وقوله تعالى: "ان السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُ اولئك كان عنه مسؤولا" (الاسراء: 36).
لقد خص الله تعالى هذه الحاسة مقدمها على البصر، فهي ادق الحواس وارقاها، بانها عامل مهم في عملية الاتصال اللغوي وهي مهارة لا يجيدها الا المتدرب عليها (مدكور، 1980، ص82)
ومما يؤكد مزايا الاستماع ان صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد حفظوا القرآن بالاستماع.وقد اوصى على العرب في قولهم (تعلم حسن الاستماع قبل ان تتعلم حسن الكلام) فإنك تسمع وتعي احوج منه الى ان تتكلم. (الجمبلاطي، 1982، ص56)
ان العلماء المسلمين يرون ان اول العلم صمت، والثاني استماع، والثالث تلفظ، والرابع العمل، وكانوا يفخرون بالعلم الذي حَوتْهُ الصدور.واكد كثير من الباحثين على اهمية هذه المهارة، فعلى سبيل المثال يرى العالم اللغوي كراشن ان مهارة الاستماع تساعد المتعلم على تنمية مهارات اللغة الاخرى، اما خالدية 1993 فيرى ان الاستماع ليس مجرد الاصغاء الى مجموعة من المفردات الموجودة في حوار قصير او طويل والاستماع الى مواد مكررة او جملة بل يجب ان يقدم للمتعلم مادة اصلية، غنية بالثقافة. (نصيرات، 1998، ص205).



المبحث الثاني
مفهوم الاستماع
الاستماع هو فهم الكلام، او الانتباه الى شيء مسموع مثل الاستماع الى متحدث، اما السمع فهو حاسة وآلته الاذن، ان الاستماع شرط اساسي للنمو اللغوي بصفة عامة، فالانسان يولد صامتا الا من بكاء ، ثم يليه بعد مدة ضحك ثم مناغاة فكلمات بسيطة.ويسمع الطفل قبل النطق كلاما كثيرا، فيحاول ان يتعلم فيصيب مرة ويتعثر اخرى، الى ان يتقن التفلظ (مدكور: 2000، ص127).
ويرى (Don Brown) ان المقصود بالاستماع ليس السماع بل المقصود به هو الانصات وهذا اكثر دقة في وصف المهارة التي ينبغي ان نعلمها للطالب. والاستماع هو عملية انصات الى الرموز المنطوقة ثم تفسيرها (طعيمة ومناع، 2001، ص80).
ومن الواضح ان الفهم في الاستماع لا يعني ان يسمع الانسان كل ما يقال من كلمات، ويفهمها تماما، إذ قد يستمع الى كلمات وعبارات لا يفهمها، وهنا يرتبك ويفقد القدرة على متابعة الحديث، ويمكن التغلب على هذه الحالة بتمكين المتعلم من مهارات التركيز في المعنى العام في الحديث.(Latef-net.1992 .p35)

الاستماع لغة :
السمع :من مصدر تسمعا وسماعا وسماعة وسماعية. وسمعه الصوت واسمعه اي استمع له وتسمع اليه (ابن منظور، ص162).
الاستماع اصطلاحا :
الاستماع هو عملية انسانية مقصورة تهدف الى الفهم والتحليل والتفسير ثم البناء الذهني (طعيمة، 2000، ص143).
والاستماع مهارة لغوية تمارس في اغلب الجوانب التعليمية، وتهدف الى انتباه التلاميذ الى شيء مسموع وفهمه، والتفاعل معه لتنمية الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارية. (العزاوي، 2003، ص23).
لذا يعد الاستماع احد فنون اللغة الاربعة واول هذه الفنون، ويأتي بعده الحديث والقراءة والكتابة، إذ إن لكل لغة من اللغات الحية المتداولة وجهين اساسيين احدهما: الاستماع وثانيهما: التحدث، ووجه اللغة الاول المستمع عند الاستقبال ويمثل والوجة الثاني المتكلم عند الارسال (صلاح، 1999، ص13). وقد اختلفت التسميات التي اطُلقت على الاستماع ،منها، الادراك السمعي، الوعي الصوتي، القراءة السمعية، التمييز الصوتي.


المبحث الثالث
الفرق بين مصطلحات (السماع ، الاستماع ، الإنصات)
هنالك فرق بين مستويات التلقي الصوتي (السماع ، الاستماع ، الإنصات)
1. السماع : ويقصد به استقبال الاذن ذبذبات صوتية من دون اعارتها اهتماما، فهو عملية فسيولوجية تعتمد على الاذن وقدرتها على التقاط الذبذبات، ولا تحتاج الى تعلم.
والسماع هو عملية ادراك الاشارات او الالفاظ المنقولة عن طريق الاذن والتي تكون جملا تحمل دلالة معينة، وهو شيء غير ارادي يحدث للانسان من دون تدخل منه او اهتمام. (الصوافي ، 2001، ص45).
2. الاستماع : هو فن يشمل على عدة عمليات ويوضح السيد (1988) الاستماع بقوله، وهو الانصات. والفهم، والتفسير والنقد. اي تعرف الرموز المنطوقة وفهمها وتفسيرها والحكم عليها. (السيد، 1988، ص98).
ويرى (ستيته واخرون، 1995) ان الاستماع هو ذلك النشاط الذهني الذي يمكّن الطالب من الاصغاء الواعي والانتباه والتركيز، والمتابعة المستمرة لما يلقى على مسامعه، او محاولة الفهم والإحاطة باهم الافكار. (ستيته واخرون، 1995، ص44).
3. الانصات : ويقصد به في اللغة السكون والاستماع للحديث مع تركيز الانتباه والانصات وهو الاصغاء. (الصوافي: 2001، ص46).
فالانصات والاستماع متقاربان في الادلة. إذ قد يقع احدهما مكان الاخر وذلك لتلازمهما، ولان الاستماع الجيد لا يتم، الا مع الانصات. (الجميلي، 2004، ص41).
وجاء تقدم الاستماع على الانصات لتفرق بينما في درجة الانتباه والتركيز، ولان مهارة الانصات تتم يإتقان مهارة الاستماع.

المبحث الرابع
أنواع الاستماع

تعددت الاراء في تصنيف انواع الاستماع واختلف التربويون في تحديد انواع الاستماع، فمنهم من استند الى محاور عديدة منها ما يعتمد على المتكلم وما يتعرض له من مواقف وهذه المحاور هي :
1. مصدر الاستماع.
2. مستوى الاستماع.
3. الغرض من الاستماع.
وهناك من صنف الاستماع حسب وظيفته / وهو على الأصناف الاتية:
1. الاستماع الاجتماعي : وهو الذي يمارسه الفرد في وقت اجتماعي معين ويتمثل هذا النوع في الصف بان يلتزم الطالب قارئا او متكلما او مستمعا دوره في عملية الاتصال ويتم ذلك بان يتكلم الطالب حيث ينتهي دور غيره في الكلام.
2. الاستماع الثانوي : مثل الاستماع الى النشيد مع مزاولة عمل آخر كالرسم او الكتابة.
3. الاستماع الإيقاعي : وهو الذي يمارس بوصفه هدفا مستقلا في ذاته مثل الاستماع الى حوار بين طرفين، او الاستماع الى التمثيليات وغير ذلك.
(شيبة، 1992، ص76).
وقد اعتمد بعض العلماء تقسيم الاستماع في مجال التربية حسب ما يحققه من (فهم، تحليل، تفسير) لكون الاستماع فن يعتمد على القصد والارادة لفهم المادة المسموعة ومن ثم تحليلها وتفسيرها ثم نقدها والحكم عليها. (الشنطي، 2001، ص159).
وقد قسم على النحو الآتي:
1. الاستماع التحصيلي : يتم التركيز في هذا النوع على الانتباه للمادة المسموعة، وربط الافكار ببعضها، وتحديد معنى المسموع من السياق وتصنيف الحقائق وتنظيمها وبيان اوجه الشبه ثم التفريق بينها، وكذلك القدرة على استنتاج النتائج من هذه الادلة.
2. الاستماع الهامشي : ويعني هذا النوع من الاستماع بمعرفة الخطوط العريضة لما يقال دون الخوض في التفاصيل ودون الحكم عليه، كما يشوبه خلل في الفهم والنقل، ومعظم استماع صغار السن من هذا النوع.
3. الاستماع من اجل المتعة : ويتضمن الاستماع لمحتوى المادة المسموعة وتقدير ما يقدمه المتكلم، والاستجابة النامية له وتحديد منهج المتكلم في التحدث وميزاته، والتأثير بصوت المتحدث والاندفاع معه شعوريا، ويدخل في هذا النوع الاستماع من اجل التذوق.
4. الاستماع الناقد : وهو استماع يعتمد على مناقشة ما يسمع من المتحدث وإبداء الرأي فيه، اما معه او عليه.
(رشدي، واخرون، 1989، ص62). (مجاور، ص218 .2000 )



الفصل الثاني

المبحث الاول : علاقة مهارة الاستماع بالمهارات الاخرى.
المبحث الثاني : تنمية الاستماع.
المبحث الثالث : معوقات الاستماع.

المبحث الأول
علاقة مهارة الاستماع بالمهارات الاخرى
قد اثبتت دراسات كثيرة في اوربا وامريكا إمكانية تفوق الطالب في الدراسة كلها تبعا لتفوقه في مهارات الاستماع، وان الطالب عندما يتعرف على نمطه الاستماعي فانه يستطيع ان يقوّم نفسه في الاستماع، وفي فنون اللغة الاخرى بل وفي عملية التعلم والتعليم ككل.
(Rubi, 1994, P. 37)
ان العلاقة بين الاستماع والقراءة قوية جدا لان الاستماع هو الاساس في التعلم اللفظي في سنوات الدراسة الاولى والمضعيف في القراءة يتعلم في الاستماع اكثر مما يتعلم من القراءة.
والعلاقة بين الاستماع والقراءة علاقة وثيقة لانها عماد كثير من المواقف التي تستدعي الاصغاء والانتباه إذ يستقبل الفرد المعاني والافكار الكامنة وراء ما يسمعه من الالفاظ والعبارات التي ينطق بها المتكلم والقارئ في موضوع ما. (ابو الدرابي، 1989، ص56).
إذ ان القدرة على الاستماع اساسية في تعلم القراءة، وان النجاح في القراءة يعتمد على المهارة في الاستماع. (Mccaullay, 1992, P. 34)
اما علاقة الاستماع بالحديث فهي علاقة تكاملية لان عملية الاتصال اللغوي تقوم على مرسل ومستقبل اي ما معناه متكلم ومستمع.فالطفل يسمع فيردد ويقلد ثم نجده بعد ذلك يبدع ويتكلم كلاما لم يسمعه من قبل وعن طريق استماع الكلام يستطيع الانسان ان يتصل بافراد جماعته لقضاء حاجته اليومية ويعرف ما لديهم من افكار ومعلومات. (خاطر واخرون، 1989، ص12).
وترى العزاوي (2003) ان المستمع الجيد هو متكلم جيد ولا يمكن الفصل بينهما.
(العزاوي، 2003، ص34).
اما العلاقة بين الاستماع والكتابة فتتمثل بالمستمع الجيد الذي يستطيع التمييز بين اصوات الحروف فيستطيع كتابتها كما ان الاستماع الجيد يزيد الثروة اللفظية، وقد اشارت دراسة (مدكور، 1988) الى وجود علاقة ايجابية بين التدريب المقصود على مهارات الاستماع ومستوى اداء الطلبة في التعبير التحريري.

المبحث الثاني
تنمية الاستماع
هنالك عدة اساليب تمكن المعلم من تدريب طلابه وتنمية مهارة الاستماع لديهم ومن هذه الاساليب:
1. ان يكون المعلم قدوة لتلاميذه وذلك بإستماعه اليهم والإصغاء في اثناء حديثهم عن طريق استغلال بعض موضوعات القراءة او الاخبار اليومية في الصحف والمجلات او الاحداث العابرة.
2. استثمار حصص التعبير بما يخدم مهارة الاستماع وذلك بربطها بمهارات التعبير والإنشاء كأن يطلب من الطلاب الإتيان بقصة مشابهة للقصة التي قصها عليهم.
3. استغلال النص الاملائي في حصة الاملاء وذلك بقراءته على الطلاب ضمن مناقشتهم حول ما يتضمنه من افكار.
4. استثمار حصص مادة القواعد والنصوص الادبية وما فيها من استنتاج للقاعدة وللافكار الاساسية.

المبحث الثالث
معوقات الاستماع
يمكن تصنيف مشكلات ومعقوات الاستماع الى عدة اصناف منها:
1. المشكلات ذات العلاقة بالمستمع وهي:
أ. مشكلات خلقية عضوية مثل ضعف في الجهاز السمعي.
ب. مشكلات خلقية نفسية مثل العزوف عن الاستماع وعدم تعلمه لضعف القدرة الذهنية وتدني مستوى الذكاء. (صلاح والرشيدي، 2001، ص162).
2. المشكلات ذات العلاقة بالمادة المنتقاة:
قد تكون المادة غير ملائمة لقدرات الطلبة وغير مشبعة لحاجتهم. (والي، 1998، ص152).
3. المشكلات المتعلقة بالمعلم:
ربما يكون المعلم غير قادر على ملاحظة الفروق او ان يكون عاطفيا ويتساهل في السيطرة على الدرس وقت الاستماع او ربما لا يجيد تعليم فن الاستماع.
4. مشكلات تتعلق بالطريقة: فلا تراعي طريقة التدريس التي يستخدمها المعلم الدوافع الى الفهم او الاستماع او تفتقد الطريقة الى الوسائل التعليمية المحببة للمادة.
ان جميع هذه المعوقات تحتاج الى تذليل وعلاج كي يحقق درس الاستماع الاهداف المرجوة منه.

الفصل الثالث

المبحث الأول : أساسيات تدريس الاستماع
المبحث الثاني : خطوات تدريس الاستماع
المبحث الثالث : توجيهات عامة في تدريس الاستماع

المبحث الأول
أساسيات تدريس الاستماع
أثبتت الدراسات ان مهارة الاستماع يمكن ان تُعلّم، وان الافراد بحاجة الى تعلم هذه المهارة وهذا يستلزم معلما واعيا وعلى درجة عالية من الاعداد وهو بحاجة الى منهج منظم لتعليم هذه المهارة وهذه مهمة معاهد اعداد المعملين بصفة خاصة وكليات التربية بصفة عامة. (مدكور، 2000، ص63).
ينبغي في تدريس الاستماع ان تراعى مسألتان ليكون التدريس تدريسا فعالا وهما:
1. ان نجهز المادة التي يستمع اليها الطلبة لتتناسب وقدراتهم.
2. ان تُثار دوافع الطلبة للاستماع الذي يتطلب استجابة وقتية.
(طعيمة، ومناع، 2001، ص87).
ولتدريس الاستماع لابد من المرور بعدد من المراحل يسعى المدرس فيها الى مساعدة الطلبة على فهم متطلبات الدرس ومحتوى الموضوع. أذ ان الطلبة المبتدئين يكونون غير قادرين على التمكن من القراءة الجهرية او الصامتة فيكون الاستماع خير وسيلة لإيصال المحتوى التعليمي. (عاشور، 2007، ص99). ومن ثم يوجه المدرس الى استماع المعلومات التي سيحصلون عليها في تحديد الافكار الرئيسة ولابد من شرح الكلمات والعبارات الجديدة وتقويم بعض التوجيهات التي تسهم في كتابة الملخصات عن الموضوع المستمع اليه.ومن ثم لابد من تقويم كل من المتكلم والمستمع وموضوع الاستماع وقد تأخذ المتابعة شكل اسئلة استيضاحية يوجهها الطلبة للمدرس او بالعكس وهذا ما يسمى بالاسلوب الاستيعابي. (صلاح، 1999، ص132) ، (مدكور، 2000، ص63).
واذا عقدنا مقارنة بسيطة بين مناهجنا في مجال الاستماع ومناهج الدول المتقدمة فسوف نلاحظ فرقا شاسعا بين المنهجين إذ ان المناهج الغربية اعطت هذا الفن جزءا كبيرا في مناهجها بل وافردت له كتبا خاصة لأهميتها، وفي المقابل لم تجد مناهجنا اهتماما كبيرا يتناسب واهمية هذه المهارة. (عاشور، 2007، ص98).

المبحث الثاني
خطوات تدريس الاستماع
1. التمهيد
تهيئة أذهان التلاميذ لدرس الاستماع ، وذلك بإيضاح أهمية الدرس ، وطبيعة المادة العلمية التي ستقدم إليهم ، ثم تعيين المهارة التي يراد التدريب عليها ، كاستخراج الأفكار الأساسية ، والتمييز بينها وبين الأفكار الثانوية .
2. العرض
ـ تقديم المادة وما يتناسب والهدف المراد تحقيقه ، كالإبطاء أو الإسراع في القراءة ، أو التوقف قليلا عند نهاية الفقرة ، وما إلى ذلك .
ـ توفير كل ما يمكن أن يساعد على تحقيق أهداف الدرس ، كتوضيح معاني الكلمات ـ مناقشة التلاميذ فيما استمعوا إليه ، بوساطة طرح الأسئلة التي توصل إلى تحقيق الأهداف .
ـ تقويم التحصيل بطرح أسئلة أكثر عمقا ، لها ارتباط في صياغتها بالأهداف السلوكية ، التي سبق تحديدها عند إعداد الدرس . ويشترط في هذه الأسئلة أن تكون شاملة لجميع الأهداف ، وقادرة على قياس ما وضعت له فقط .
( زياد،ص2009،15)



المبحث الثالث
توجيهات عامة في تدريس الاستماع :
وفي ضوء هذه الدراسة يضع الباحثان مجموعة من التوجيهات العامة التي من شأنها تسرع من تفعيل هذه العملية وهي كالاتي
. توفير بيئة دراسية ملائمة لمستوى نضج الطلبة وتهيئتهم النفسي كي يكونوا مستقبلين جيدين للدرس ويستوعبوا مفاهيمه.
2. يحتل المعلم الدور الاكبر إذ يجب أن يكون دائما قدوة لتلاميذه ، وفي وان يقتدب به طلبته في حسن الانتباه ، والإنصات ، وعدم مقاطعة المتحدث . الا بعد ان ينتهي من حديثة
3. التخطيط الجيد للدرس ، والطريقة المناسبة التي ينتقيها المعلم ووضوح الأهداف المطلوب تحقيقها.
4. انتقاء النصوص الشيقة الملائمة لمستوى التلاميذ ، واختيار المواقف اللغوية المعينة على تحقيق الأهداف المنشودة .
5. تهيئة الإمكانات المادية وغير المادية المساعدة على تحقيق الأهداف ، كالابتعاد عن الضوضاء ، والإلقاء الجيد ، واستخدام الوسائل التعليمية الملائمة 6-الربط دائماً بين التركيز في السماع وبين المواد الشرعية الإيمانية والأوامر والنواهي الخ .
7. مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة المتعلمين لاسيما الطلبة بطيئي التعلم


المصــادر
1. ابن منظور، جمال الدين محمد، لسان العرب، ط 2، دار احياء التراث العربي، بيروت، 1992.
2. ابو الدرابي، خالد، اثر تزويد التلاميذ بمهارات القراءة الجهرية، جامعة اليرموك، اربد، رسالة ماجسيتر غير منشورة، 1989.
3. الجمبلاطي، علي، وابو الفتوح، الاصول الحديثة لتدريس اللغة العربية والتربية الدينية، ط 3، دار النهضة بمصر، القاهرة، 1984 م.
4. الجميلي، زينب، عبدالحسين حمدان، اثر الاستماع الناقد عند تدريس المطالعة في الاداء التعبيري وتنمية التفكير الناقد لطالبات المرحلة الاعدادية، كلية التربية، ابن رشد، جامعة بغداد، اطروحة دكتوراه غير منشورة، 2004.
5. خاطر، واخرون، طرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية في ضوء الاتجاهات التربوية الحديثة، ط 4، 1989.
6. الزوبعي، عبدالجليل، واخرون، الاختبارات والمقاييس النفسية، وزارة التعليم العالي، دار الكتب للطباعة، جامعة الموصل، 1981 م.
7. ستيتة، سمير شرف، واخرون، المبادئ الالسنية وتطبيقاتها في تدريس اللغة العربية، مجلة جامعة دمشق، ع 13، 1992 م.
8. السيد، محمود احمد ، تعليم اللغة العربية بين الواقع والطموح، طلاس للدراسة والترجمة، دمشق، 1988 م.
9. الشنطي، محمد صالح، المهارات اللغوية، (مدخل الى خصائص اللغة العربية وفنونها)، ط 2، دار الاندلس، 2001 م.
10. صلاح، سمير يونس، وسعد محمد الرشيدي، التدريس العام وتدريس العربية، ط 1، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، 1999 م.
11. الصوافي، نصرة بنت محمد، تقويم اداء تلاميذ الحلقة الاولى من التعليم الاساس في مهارات الاستماع، كلية التربية، جامعة السلطان قابوس، رسالة ماجستير غير منشورة، 2001.
12. طعيمة، رشدي احمد ومحمد السيد المناع، تدريس العربية في التعلم العام، نظريات وتجارب، دار الفكر العربي، 2001.
13. ...........، تعليم العربية والدين بين العلم والفن، ط1، دار الفكر العربي، 2000 م.
14. عاشور، راتب قاسم ومحمد فؤاد الحوامدة، اساليب تدريس اللغة العربية بين النظرية والتطبيق، ط 1، دار المسيرة، عمان، 2007.
15. العزاوي، فائزة محمد فخري، بناء برنامج للاستماع لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي في ضوء كفاياتهم اللازمة، كلية التربية، ابن رشد، جامعة بغداد، اطروحة دكتوراه غير منشورة، 2003 م.
16. مجاور، صلاح الدين، تدريس اللغة العربية في المرحلة الثانوية، (اسسه وتطبيقاته التربوية)، دار الفكر العربي، القاهرة، 2000 م.
17. محمد زياد،مسعد،مهارة الاستماع وكيفية التدريب عليها،عمان.2009
18. مدكور، علي احمد، تدريس فنون اللغة العربية، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1980 م.
19. .................، تدريس فنون اللغة العربية، دار الفكر العربي،الاردن 2000 م.
20. نصيرات، صالح، طرق تدريس العربية، دار الشروق، عمان، 2006.
21. نصر، حمدان علي، مستوى اداء الصف الاول الثانوي في مهارات الاستماع في ضوء المؤشرات السلوكية ذات العلاقة، مجلة كلية التربية، ع 13، ج 2، اسيوط، 1997 م.
22. والي، فاضل فتحي محمد، تدريس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية (طرقه، اساليبه، قضاياه)، ط 1، دار الاندلس، 1998 م.
23. يونس، ومحمود كامل الناقة، اساسيات تعليم اللغة العربية، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، 1978 م.
24. Rubin, Joom (A review of second languge) journal, vol, 1994.
25. Mccaulley, R. J. the effects of asemester long listening skill in program – of listening – Dal – a 53 – 50, 1992.
26. W.W.W. late, F – net, 1992.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن