متى نفيق من هذا الكابوس?

نانا امين
nanaameen1@gmail.com

2010 / 5 / 24

مع انتشار العولمه و تحول الأرض الي قرية صغيرة، كثيرا من الأحيان اشعر بفضل جوجل الكبير (أو بالأحرى جميع محركات البحث) في كشف جميع الأديان بما تحمله من أفكار فاسدة تفسد الصحة النفسية والجسدية والروحية والعقلية لحاملها وتسبب المضايقات والأحزان للآخرين.

كما هو معروف، معظم الدول التي نبذت الفكر الديني استطاعت أن تنمو اقتصاديا، اجتماعيا، سياسيا، علميا، صحيا وتحقق أعلى معايير الصحة النفسية والجسدية لمواطنيها، بعكس الدول التي تطبق النظام الديني ، فهي تسير الى هاوية الفقر، المرض، الجهل في سرعة عنيفة.

نشر الأفكار والأبحاث الكاذبة احدى طرق الارهاب الفكري التي يمارسها صناع التلفيق ضد البسطاء من المسلمين لتحويلهم الي بشر مسلوبي الأراده فاقدين القدره علي التفكير ، مما عطل حركة التطور التاريخي في البلاد العربية والأسلامية: ومن أهم هذه الأفكار، الأفكار التي تتعلق بالحب والحياة الجنسية. وعلى الرغم من أهمية هذا الموضوع في حياتنا اليومية، فمعظمنا لا يزال يعتبره من المحرمات الثقافية لذلك معظم ما يعرفه المجتمع عبارة عن أكاذيب وتلفيقات بفضلها، معظم أفراد المجتمع يعانون من أمراض نفسية ومشاكل عائلية.
.
والأفكار المسيطرة والسائدة في هذا الموضوع ، آيات محمد القرآنية فبفضلها يصور الحب في بلادنا فساد وانحلال، ويعرف الجنس بأنه الفاحشة حيث قال محمد في كتابه " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النور:19]

وأيضا قال " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ " وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً " سورة النور آية : 2

بفضل هذه الآيات وآيات اخرى تعيش مجتمعاتنا العربية الأسلامية حالة من القهر العاطفي، والقمع الجنسي، وأزدواج بالشخصية جارةً البلاد العربية الى الفقر والجهل والمرض .

والعجيب في الأمر أن محمد لم يطبق هذه الآيات على نفسه، فالمتعمق والدارس (ولا أتكلم هنا عن صفاته الكاذبة التي يملوها علينا في المدارس من أمين الى راعً لنساء المسلمين) سيلاحظ بكل بساطة وبدون عناء أن محمد ليس إلا شخصية مرضية، في سنوات عمره الأولى بقي عالة على زوجته الغنية خديجة، التي لم يستطع معها بالتفكير في غيرها، ولكن بعد وفاتها انقلب على عقبيه يتدارك ما ضاع من شبابه مع هذه المرأة الغنية فأصبح يلهث من إمراة لأخرى معتمدا على أياته ليتتزوج ما يشاء من طفلاتٍ وعذراواتٍ وحتى متزوّجات.

قبل جاهلية الأسلام (وأنا أُومن أن الجاهلية العربية لم تبدأ إلا بمجيئ مُحمد،) كان الشعراء يصفون علاقاتهم النسائية بكل رقة وعذوبة فهذا امرؤ القيس بن حجر نجدي وهو أحد أشهر شعراء ما قبل الجاهلية الإسلامية وأحد أصحاب المعلقات السبعة المشهورة. ومن أشهر من أحب هي فاطمة بنت عامر بن الجوني الكندية وهي من أحد أبناء عمومته التي قال فيها في معلّقته الشهيرة:

و إن تك قد ساءتك مني خليقةٌ... فسلي ثيابي من ثيايك تغسل
أغرك مني أن حبك قاتلي... وأنك مهما تأمري القلب يفعل
و أنك قسمت الفؤاد فنصفه... قتيلٌ ونصفٌ بالحديد مكبل
و ما ذرفت عيناك إلا لتضربي... بسهمك في أعشار قلب مقتل
و بيضة خدرٍ لا يرام خباؤها... تمتعت من لهو بها غير معجل
تجاوزت أحراساً إليها ومعشراً... علي حراصاً لو يسرون مقتلي
إذا ما الثريا في السماء تعرضت... تعرض أثناء الوشاح المفضل
فجئت، وقد نضت لنوم ثيابها... لدى الستر إلا لبسة المتفضل
فقالت يمين الله، ما لك حيلةٌ... وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
خرجت بها أمشي تجر وراءنا... على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل

من اشعار رقيقة، جميلة كأشعار امرؤ القيس الي آيات لا تحض إلا على الحقد والكره والحرب للشعوب الأخرى، فقام متبعيه بتدمير الحضارات القديمة بهمجية لا توصف ، فقد دمر المسلمون بحروبهم حضارات ما بين النهرين، الرومانية، البيزنطنية، الفرعونية ، وحضارات شمال إفريقيا كالحضارة العطرية. وحتى أيامنا هذه لا يزال متبعيه يعيشون أقسى أنواع الانحطاط الثقافي من ترد واضح في الفكر والعلوم والسياسة والحياة الاجتماعية، والبقاء كمجتمعات تؤمن بالسحر و التنجيم و البخوروالشياطين والثعبان الاقرع و عذاب القبور، مجتمعات مليئةٌ بالكبت و الحرمان والشعوذة، وبدلاً من العيش بسلامً وحبً مع الآخرين، فنرى لا هم لهؤلاء المسلمين سوى في
إزاحة غيرهم من على وجه البسيطة.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن