مصر في عهد مبارك

بولس رمزي
attorney_22000@yahoo.com

2010 / 5 / 12

في هذا المقال تعمدت في ان اقوم بدراسة محايده الغرض منها تقييم نظام الرئيس مبارك خلال ثلاثين عاما تبوء خلالها دفة القياده في مصر وبناء علي هذه الدراسه يمكننا الوقوف علي السلبيات التي يجب علينا محاربتها والايجابيات التي ينبغي تنميتها وتطويرها :

اولا – تطوير الاقتصاد المصري :

- شرع الرئيس مبارك منذ توليه الحكم في أكتوبر 1981 في تنفيذ مشروع وطني، كانت التنمية الاقتصادية على قمة هذا المشروع، لذا كانت الدعوة لعقد المؤتمر الاقتصادي في فبراير 1982 لتحديد من أين وكيف تبدأ مسيرة التنمية في مصر
- خلال المؤتمر اتفق المتخصصون علي أهمية إتباع إستراتيجية تنموية طموحة ومتواصلة من خلال الخطط الخمسية والتي بدأت عام 1982. وقد انصرفت عملية التنمية في المرحلة الأولى لبناء بنية أساسية قوية، وجدولة الديون، إضافة إلى تكثيف إجراءات التحول نحو اقتصاد السوق، والتي من أهمها إلغاء نظام التخطيط المركزي والاستعاضة عنه بأسلوب التخطيط التأشيري، وإعادة النظر في أولويات الخطة، وتقليص دور القطاع العام تدريجياً، والتحول إلى القطاع الخاص مع الإبقاء على دور الدولة في إدارة الاقتصاد الكلى على نحو يكفل استقرار الأسعار والتوازن الخارجي والعدالة في التوزيع ومنع الاحتكار والانتقال من مرحلة التصنيع من أجل الإحلال محل الواردات إلى مرحلة التصنيع من أجل التصدير
-وفي الفترة من عام 1991 حتى 1997 نجحت مصر في برنامج الإصلاح الاقتصادي، وبدأ الاقتصاد المصري يتحرك نحو مزيد من النجاح غير انه واجه بعض الصعوبات نتيجة للتأثيرات التي لحقت بالاقتصاد العالمي منذ عام 1997 بسبب الأزمة الاقتصادية في دول شرق آسيا التي تسببت في دخول الاقتصاد العالمي في فترة من التباطؤ، فمنذ ذلك العام واجه الاقتصاد المصري مجموعة من التحديات تمثلت في ارتفاع نسبة العجز في الموازنة وارتفاع معدلات الائتمان وانخفاض عائدات البترول من النقد الأجنبي، ورغم هذه التحديات استطاعت الحكومة المصرية السيطرة علي عجز الموازنة من خلال العديد من الإجراءات الاقتصادية والإصلاحات التشريعية في مجال الضرائب والجمارك وبعض القوانين الاقتصادية الهامـة .

- بناء علي توصيات هذا المؤتمر اعداد خطه خمسيه (82-87) تستهدف تنفيذ ما جاء في توصيات المؤتمر الاقتصادي الامر الذي ادي الي نتائج ملموسه ادت الي تحقيق نموا كبيرا في الاقتصاد المصري خلال العام المالي المنصرف والربع الأول من العام 2007 / 2008، فقد حقق الاقتصاد المصري نمو بمعدل 7.1 % حيث ارتفع الناتج المحلى الإجمالي بتكلفة عوامل الإنتاج إلى 684.4 مليار جنيه.
- شهد عام 2007 بدء العمل بالخطة الخمسية 2007 / 2012 ‏ والتي تستهدف تحقيق معدل نمو سنوي ‏8 %‏ وارتفع بند المدعم والمنح والمزايا الاجتماعية إلى 58.4 مليار جنيه وتراجع العجز الكلى من 9.2% إلى 7.5 % من الناتج المحلى الإجمالي

جميع هذه الارقام والاحصاءات مأخوذه من المصادر الاقتصاديه الرسميه وقبل ان ننتقل الي مجالات اخري علينا اولا تحليل الموقف الاقتصادي المصري في نظرة محايده :

الخطه الخمسيه (82-87)

1- الايجابيات :
- لقد كانت خطه انتقاليه من الاقتصاد الموجه الي اقتصاديات السوق تم من خلالها نقل الاقتصاد المصري من قبضة القطاع العام ليكون في قبضة القطاع الخاص
- تم السيطره علي التضخم وتحقيق معدلات تنميه اقتصاديه حقيقيه انعكست انعكاسا حقيقيا علي معدل دخل الفرد الحقيقي قياسا بالسلع والخدمات التي حصل عليها الفرد

2- السلبيات :
- فوضي بيع المؤسسات الاقتصاديه التي يمتلكها القطاع العام وظهور فئه المنتفعين والسماسره من الساده المسئولين الحكوميين ادي الي نقل ملكية الكثير من المؤسسات الاقتصاديه العامه الي القطاع الخاص مقابل قيمه غير عادله الامر الذي ادي الي اهدار الكثير من الاموال
- الاستخدام الغير امثل للاموال الناتجه عن بيع القطاع العام المصري فلا توجد اي ارقام موثقه عن حصيلة بيع شركات القطاع العام ولا يوجد اي بيانات عن استخدامات تلك الاموال وهنا يلح علينا سؤالا هاما :اين ذهبت هذه الاموال وماهي اوجه انفاقها؟؟

الخطه الخمسيه ( 2007-2012 )

1- بالفعل لقد حققت مصر معدل نمو في عام 2007 تجاوز 7% وهو معدلا غير مسبوقا في الاقتصاد المصري لكن هذا المعدل لايمثل حجم الانتاج الحقيقي فقد تم قياسه متضمنا ايرادات شاذه لايمكن ان نضمن الاقتصاد المصري بها عند القيام بعملية قياس معدلات النمو ومن امثلة هذه الايرادات : المتحصلات عن منع رخصة شركة المحمول الثاله في مصر – المبالغ المحصله نتيجة منح حق الانتفاع لبعض الشركات العربيه والاجنبيه لبعض اراضي الساحل الشمالي كذلك الامر ارتقاع اسعار البترول ولكي يكون قياس معدلات النمو قياسا حقيقيا يجب استبعاد كل هذه الايرادات
2- تعمل هذه الخطه علي خفض معدلات التضخم الي 5% وبالرغم من هذا فقد شهد عام 2010 تضخما ناتجا عن ارتفاع الاسعار بلغ 11%
3- لايمكن باي حال من الاحوال اجراء تقييما لهذه الخطه قبل عام 2012 وبالتالي ماتم ذكره عن هذه الخطه هو القاء الضوء علي بعض الانحرافات حتي يتم العمل علي اتخاذ الاجراءات التي من شأنها القضاء علي هذه الانحرافات السالبه وتنمية اي انحرافات موجبه

ثانيا – البنيه التحتيه :

مما لاشك فيه ان البنيه التحتيه في مصر شهدت في عهد الرئيس مبارك طفره نوعيه لم تحدث في تاريخ مصر الحديث ففي عهد مبارك تم مايلي :
1- مجال الطرق والنقل : تم التوسع في انشاء وتحديث الطرق البريه فنجد في الصعيد تم انشاء طريقين جديدين في الصحراء الغربيه والصحراء الشرقيه انشاء طريق الاسماعيليه الصحراوي وطريق بورسعيد الصحرواوي والطريق الدولي من بورسعيد الي السلوم وكوبري السلام اعلي قناة السويس ومترو الانفاق بالقاهره ونفثق الازهر والطريق الدائري ومحور 26 يوليو لو حسبنا تكلفة هذه المشروعات فقط فنجد ان تكلفتها تعادل خمسة اضعاف تكلفة بناء السد العالي
2- مجال الاتصالات : تولي الرئيس مبارك الحكم في مصر وكانت قوائم الانتظار في الحصول علي خط تليفون ارضي لاكثر من عشر سنوات ويحسب له الان امكانية تركيب خط تليفون ارضي خلال ساعات من التقدم بطلب الحصول علي هذه الخدمه اضافة الي خدجمة الانترنت التي اصبحت متاحه للجميع
3- مجال المياه والصرف الصحي : فقد تم التوسع الافقي في خدمة توصيل المياه النقيه الي اغلب قري ونجوع مصر ولايفوتنا ان نذكر ان القاهره والمحافظات كانت بها شبكات صرف صحي مهلهله وكانت شوارعها تموج بحار من الصرف الصحي الناتجه عن تلك الشبكات المهلهله وقد تم تجديدها بالكامل والقضاء علي هذه الظاهره السيئه
4- مجال المدن الجديده والمناطق الصناعيه :
في عهد مبارك تم انشاء العديد من المدن الجديده ومنها ( مدن العاشر من رمضان والقاهره الجديده و السادس من اكتوبر والشروق والعبور والسلام وبني سويف الجديده والمنيا الجديده واسيوط الجديده وسوهاج الجديده )
وجميعها مدن جديده شاملة جميع المرافق من (طرق – اتصالات – مدارس – جامعات – كهرباء – مياه – صرف صحي – دور عباده ) وتكلفتها تتجاوز عشرة اضعاف تكلفة بناء السد العالي
اضف الي ذلك المناطق الصناعيه ومنها ( العاشر من رمضان – السادات – ابو رواش – السادس من اكتوبر – المناطق الصناعيه ببني سويف والمنيا واسيوط وسوهاج )
5- مجال الصناعه : في السابق لكي تحصل علي ثلاجه فما كان عليك سوي ان تدفع ثمنها وتظل في انتظار دورك لمده تتجاوز عامين من اجل الحصول علي ثلاجه ايديال 8 اقدام اما الان فما عليك الا ان تذهب الي السوق لاختيار افخم الثلاجات التي جميعها من فخر الصناعه المصريه ونفس الشئ بالنسبه لباقي الاجهزه المنزليه من بوتوجاز وسخان وغساله
6- مجال السياحه : في عهد مبارك تم التوسع السياحي فبدلا ما كان السائح الاجنبي ياتي الي مصر من اجل مشاهدة اثارها التاريخيه فقط فقد تم التوسع في النشاط السياحي النوعي من اجل فتح مجالات سياحيه لنوعيات اضافيه من السائحين واضافة نوعا اخرا من السياحه الي السياحه التاريخيه وهو السياحه الترفيهيه وهناك العديد من المدن السياحيه الجديده التي تم اضافتها الي خارطة مصر السياحيه ومنها مدن (شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا والعريش والساحل الشمالي ) الامر الذي اضاف الي اقتصاد مصر اضافه اساسيه لايمكن اغفالها

اخيرا مجال القوات المسلحه والتسليح :


من خلال البيانات والاحصاءات الرسميه والغير رسميه عن القوات المسلحه المصريه كفاءة وتدريبا وتسليحا وعتادا فلم تغفل القيادة السياسيه للدوله القوه العسكريه المصريه فقد اخذت علي عاتقها تجهيز الجيش المصري لكي يكون اقوي جيش في المنطقه علي الاطلاق :
فالجيش المصري يتفوق علي كل من الجيش الاسرائيلي والجيش الايراني ويكفي ان اقول حسب التقييم الاميركي للقوات المسلحه المصريه بانها قادره علي الانتشار والتمركز في سيناء وتكون جاهزه لصد اي عدوان خلال احدي عشرة دقيقه فقط اما فيما يختص بالتسليح :

1- عدد أفراد القوات المسلحة المصرية يقترب من نصف مليون شخص (لكافة الأسلحة و الأفرع التابعة) في حالة السكون و حوالي 25 % من عدد السكان في أقصى حالات التعبئة العامة اي اكثر من عشرين مليون جندي في حالة الحرب
2- التسليح :
- اكثر من 4000 مدرعه من طرازات مختلفه ومتطورة متنوعة مصادر الصنع منها الامريكي والوسي والصيني والاوروبي والمصري والمشترك
- صواريخ باليستيه طويلة المدي تمتلك مصر اكثر من الف صاروخ باليستي ارض ارض
- صواريخ باليستيه قصيرة المدي : تمتلك مصر اكثر من الفين صاروخا باليستيا قصير المدي
- اكثر من عشرة الاف مدفعا منها (هاون و130مم وغيرها من المدافع الخارقه للدروع والحصون من مختلف الصناعات منها الامريكي والروسي والاوروبي والمصري )
- الدفاع الجوي : لدي مصر العديد من صواريخ الدفاع الجوي من مختلف الطرازات والمدي منها الصناعه الامريكيه والروسيه وغيرها
- القوات الجويه : تمتلك مصر اكثر من 675 طائره مقاتله عامله من طرازات مختلفه الاغلبيه فيها لطائرات اف 16 الامريكيه وميج 21 الروسيه الصنع وميراج فرنسية الصنع
- طائرات الاستطلاع والانذار المبكر : يوجد لدي مصر احدث طائرات الانذار المبكر وعددا قادرا علي رؤية كل شبر علي الحدود المصريه ويتجاوزها بما لايقل عن مائة كيلو متر خارج الحدود المصريه في جميع الاتجاهات
- الطائرات المروحيه : يعمل لدي القوات المسلحه المصريه مايزيد عن 500 طائره هيليوكوبتر قتاليه
- القوات البحريه المصريه : تمتلك القوات البحريه المصريه اكثر من 300 قطعه بحريه مختلفه : (مدمرات – فرقاطات – غواصات – كاسحات الغام – مراكب ولنشات صواريخ – مراكب حراسه ومراقبه ولنشات طوربيد – مراكب ولنشات ابرار بحري –طائرات استطلاع ومراقبه مضاده للغواصات والسفن – طائرات نقل بحري وجنود )
- افمار صناعيه عسكريه : يوجد لدي مصر قمران صناعيان مخصصان للاغراض العسكريه والتجسس وجاري العمل علي تصنيع العديد من الاقمار الصناعيه

بالتالي فان مصر في عهد مبارك لم تسترخي عسكريا بل ان جيشها في حالة تطورا مستمرا ولا ننسي مقولة مبارك ( للسلام جيشا قويا يحميه )

اخيرا :
اترك لك عزيزي القارئ ان تقيم حكم مبارك ماله وما عليه من انجازات واخفاقات خلال ثلاثين عاما في حكم مصر
بولس رمزي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن