طاقية الاخفاء

عمران العبيدي
omrn64@yahoo.com

2010 / 5 / 7

ممكن للانسان ان يتخفى لفترة معينة ،ويتستر على مايضمر ،ويحاول استغفال الاخراو ايهامه ،ولكن قليل من هؤلاء من يستطيع ان يستمرالى نهاية المشوار لأنه سيصاب بالملل ،مما يؤدي به الى ان يكشف عن بواطنه او بعض منها على اقل تقدير .
بعد نيسان 2003 واحداث التغيير تنوعت المواقف تجاه الوضع الجديد في العراق، وتباينت الاراء، ولكن من الواضح ان اغلب دول المنطقة غير مرتاحة لمايجري لاسباب يعرفها الكثير منا ، فنوعية النظام الذي لاينسجم مع بعض الانظمة في المنطقة والتي يتقاطع معها نهجا وسلوكا، اضافة الى الوجود الاجنبي ( الامريكي تحديدا) جعل العراق وكأنه جسم غريب ، هذان العاملان تحديدا جعلا بعض الدول تتخذ مواقف لاتستطيع في بعض الاحيان من اعلانها ،لذلك حاولت اخفاء حقيقة نواياها وبدأت وكأنها داعما وراعيا وحريصة على مايجري في العراق، وحاول البعض منهم ارتداء طاقية الاخفاء محاولا قيادة اللعبة دون ان تتكشف خيوطها .
البعض من هذه الجهات بعيدة كانت ام قريبة لم تستطع الاستمرار بتلك اللعبة ،او هي تشعر انها لم تعد بحاجة الى ارتداء طاقية الاخفاء التي تسترت خلفها كل هذه الفترة، وتبين لها ان العزف على لحن الحرص على العملية السياسية الجديدة وتخوفها على وحدة العراق وشعبه وعدم تدخلها بالشأن العراقي غير ذي جدوى ، لذلك راحت بعض تلك الدول ابعد من ذلك لتزيح عن كاهلها تلك الطاقية لتعلن بعض هذه الجهات رعايتها للمؤتمرات التي تعقدها القوى المعادية للعملية السياسية لتجري الاشياء في العلن خلال الاشهر الاخيرة في اكثر من دولة بعيدة منها وقريبة .
المؤتمرات العلنية الاخيرة في هذه الدول لاتحتاج الى تفسيرات وتأويلات حيث بينت زيف مانشيتات الحرص على العراق وشعبه ،وانهم بذلك يصرون على ان ينكؤوا جراح الملايين من العراقيين من خلال استضافة القتلة والمجرمين علنا ،وأكدت في المقابل صحة مواقف بعض القوى السياسية العراقية التي اعلنت اكثر من مرة شكواها من تصرفات البعض تجاه العراق .
الغريب في بعض هذه المواقف وكأنها تسلك الطريق الوعرة تجاه العلاقة بالعراق حينما ترعى تلك المؤتمرات او تنظم تلك اللقاءات بينما كان سلوك الطريق المعبد اسهل من خلال تصحيح مسار العلاقة مع الوضع الجديد وفتح صفحات بيضاء في تاريخ العلاقة بين العراق ومحيطه خصوصا ان هذا المحيط كان متضررا من الحقبة السابقة ولكن في السياسة تشهد الغرائب .
اذا كان بعض السياسيين العراقيين ولحد قريب يدافع عن مواقف هذه الدول تحت مسميات الاخوة او حسن الجوار، فما حدث في هذه الدول مؤخرلايمكن تبريره او الدفاع عنه مما يؤكد الحاجة الى مراجعة المواقف وتوحيدها قبل ان يتجرأ الاخرين على فعل الاسوأ ،فهم نزعوا طاقية الاخفاء فماذا بعد ؟ .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن