الأول من مايو ( آيار )

محمود حافظ
mahmoudishafiz@gmail.com

2010 / 5 / 1

الأول من مايو ( آيار ) يوم عظيم فيه كرست الطبقة العاملة العالمية إ نتصارها على الطبقة الرأسمالية النقيض فى أعتى الإمبراطوريات الرأسمالية فمن ثورة العمال الفرنسيين فى عام 1848 م إلى ثورة العمال فى استراليا 1856 إلى ثورة المرأة العاملة فى نيويورك إلى ثورة العمال الكبرى فى فرنسا والإستيلاء على الحكم بعد هرب الطغمة الرأسمالية من باريس وتكوين كوميونة باريس عام 1871 م إلى ثورة عمال شيكاغو 1886 م فى الأول من مايو ( آيار ) إلى إعتماد هذا اليوم يوما عالميا للعمال على كوكب الأرض ليكون ذكرى للطبقة العاملة وعيدا تحتفل به الطبقة العاملة ونبراسا لنضالها فى سبيل تحقيق مطالبها المحقة فى الحياة .
الأول من مايو أرخ له لنضال الطبقة العاملة فى أعتى الرأسماليات الوليدة فى أمريكا وكيف تحالفت القوى الرأسمالية مع إدارة الدولة والمتمثلة فى أداة القمع الشرطية لتنهى ثورة العمال بتلفيق تهمة القتل للعمال الشرفاء وتعدم أربعة منهم ليكشف الأمر بعد ذلك وتعاد محاكمة العمال الأربعة بعد تنفيذ حكم الإعدام لينالوا البراءة ، إنها الممارسة الظالمة من الطبقة الرأسمالية الحاكمة ضد الطبقة العاملة التى تناضل فى سبيل أبسط حقوقها المشروعه
هذا اليوم هوالشاهد الأبدى على الصراع الطبقى مهما حاولت القوى الرأسمالية العالمية فى إخفائه والإيهام بصراع من نوع آخر يحل محل الصراع الطبقى كما تمارسه اليوم الطبقة الرأسمالية العالمية بوضع الصراع الأيديولوجى محل الصراع الطبقى هذه الممارسة فى الصراع والتى تريدها الرأسمالية العالمية الغرض منها تأبيد سيطرتها وتأبيد هيمنتها على المقدرات على كوكب الأرض ولكن تبقى حركة الصراع الطبقى فاعلة فبعد إعتماد الأول من مايو يوما عالميا لكفاح العمال فى عام 1889 م كافح العمال فى روسيا وأنتجوا دولتهم من خلال ممارسة كفاحية فى الصراع الطبقى وكان الإتحاد السوفيتى هذا الإتحاد الذى ظل مكافحا ضد أعتى الإمبروطيات الرأسمالية العالمية والذى خاض حربا عالمية ضدالجحافل الهتلرية حتى إنتصر عليها ليكرس وضعه العالمى فى الصراع مع الإمبراطورية العالمية الرأسمالية فى أمريكا والتى دخلت الحرب وخرجت منها كمنتصره فى أيامها الأخيرة هكذا هى الممارسةفى الصراع الطبقى يبقى العمال والفلاحين فى مقدمة الصراع وعندما تلوح بشائر النصر يتلقفه الآخرون ويبقى الآخرون هم المسيطرون ويبقى للطبقة العاملةذكرى الشهادة وذكرى النصر .
إنه الأول من مايو مخلدا لتاريخ الطبقة العاملة وإنتصاراتها فكما كان إنتصارها فى روسيا أيضا إنتصرت الطبقة العاملة مع تحالفها مع الفلاحين فى الصين بالثورة الماوية كما إنتصرت هذه الطبقة من خلال نضال مرير فى أمريكا اللاتينية بفضل مناضلين كأمثال سيمون دى بوليفار و كاسترو وجيفارا وما زالت الثورة مشتعلة فى أمريكا اللاتينية لتحقيق مكاسب وإنتصارات الطبقة العاملة حتى أصبحت معظم دول أمريكا اللاتينية دولا إشتراكية تحكمها الحكومات التى تتبنى مصالح الطبقة العاملة .
إن الأول من مايو ( آيار ) تاريخا مستمرا يعطى الدرس للطبقةالعاملة فى ضرورة الإلتحام بين الطبقة العاملة ومثقفيها العضويين رمز القيادة العلمية لهذه الطبقة والتى بدونهم تفشل ثوراتها فالمثقف العضوى إبن الطبقة العاملة هو عقلها الباحث والمخطط والإدارى والقائد والحاكم والراعى الذكى لمصالح طبقته والحارس الأمين لهذه المصالح من تسربات وتغلغللات أزلام وجواسيس الرأسمالية العالمية فى كيان الطبقة العاملة والذين بتغلغلهم الإمبريالى يعملونعلى هدم إنجازات الطبقة العاملة .
إن الأول من مايو تاريخ متجدد دوما ما دام الصراع الطبقى قائما ودوما يتجدد فى الأزمات المالية التقليدية للإمبرياليةالعالمية مهما حاولت الإمبريالية العالمية من طمسه ووضع بدائل له فبعد تفكك الإتحاد السوفيتى وإحلال الصراع الأيديولوجى بواسطة المثقفين العضويين للطبقة الرأسمالية بداية من كسينجر وبريجينسكى ثم هنتنجتون وفوكوياما يبقى الأول من مايو شاهدا على حقيقة صدق معطيات البنية الإجتماعية والتى وضعها مثقفى الطبقةالعاملة وأن التغيير لابد من حدوثه لصالح الطبقة العاملة العالمية والتى هى مؤهلة بواسطة طليعتها الثورية لقيادة العالم نحو حياة أفضل .
إن بوادر الأزمة المالية العالمية والتى تكرست مابين 2008- 2009 م قد أججت الصراع الطبقى وأعادته إلى وضعه الطبيعى من خلال الحراك السياسى فى المجتمعات العربية وخاصة المصرية والتى لاحت بوادره بجماعات مثل كفاية وشباب السادس من أبريل وكذا الحركات الإحتجاجيةالعمالية والتى أخذت من سور مجلس الشعب المصرى مكانا تعلن فيه عن مطالبها المحقة وتفضح الممارسات التى أدت إلى تدهور الإقتصاد الوطنى المصرى من خلال المؤامرات التى أدت إلى بيعه وكذا التدهور الذى حدث فى المجتمع المصرى من خلال إتباع سياسات التبعية الإقتصادية والتى أدت إلى تقلص الطبقة العاملة المصرية وتهميشها وخنقها بالجوع والعطش هذه الطبقة التى أعلنت عن ثورتها بداية ضد ممثليها غير الشرعيين والذين يعملون على طمس هويتها وضياع مستحقاتها الطبيعية وخاصة فى معاش هؤلاء الذين أدوا دورهم فى خدمة الإنتاج فى المراح-ل السابقة ولا يجدون قوتهم لرهن أموال المعاشات الخاصة بهم .
إن الأول من مايو ( آيار ) يبقى شاهدا على الممارسات التى تمارسها الطبقات المسيبطرة العربية رغم مواردها المالية الضخمة والتى طبيعيا تعمل على خلق فرص عمل من خلال إستثمار هذه الأموال فى مشاريع إنتاجية تنتج سلعا وتشغل أيدى عاملة وتعمل حراكا إجتماعيا بدلا من إستهلاك هذه الأموال فى العقارات الفاخرة والتى تستهلك رأسالمال فى دورة ينتج عنها تسرب أدوات الإنتاج وتركزها فى أيدى فئة قليلة وينتج عن ذلك جيوش البطالة والتى تزدحم بها الشوارع والطرقات إضافة إلى نمط الإستهلاك البذخى والذى يستهلك الأموال الطبيعية للشعوب العربية
إن الممارسات التى تمارسها الطبقة المسيطرة قد جعلت من الإحصاء الرسمى للطبقة العاملة الرسمية على سبيل المثال أن يكون عددها الرسمى ثمانية مليون عامل من أصل عدد سكان يفوق الثمانين مليونا فى حين عدد العمال فى مصر والذى يشمل الثمانية المسجلين والآخرون الغير مسجلين يصل إلى 24 أربعة وعشرون مليونا عاملا هذه القوة العمالية هى التى يجب أن تنظمها طليعتها الثورية بروحية الأول من مايو ( آيار ) لتقود بها النضال نحو التغيير .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن