مظاهر جامعية

اسماعيل موسى حميدي
msma78@yahoo.com

2010 / 4 / 10

في كل نيسان ومايس من كل عام يتخذ طلبة الجامعات اسلوبا جديدا ومغايرا للاحتفال بيوم تخرجهم وكلما كان هذا الاسلوب غريبا وشاذا كلما بعث المرح في نفوس المبتهجين ، والسمة الغالبة على زي المحتفلين هذا العام في في اغلب الجامعات ، هي الحفلات التنكرية للطلبة فمنهم من يرتدي الزي العسكري (للجيش والشرطة ) ولكلا الجنسين وبصورة مبعثرة وعشوائية ، فاحدى الطالبات ترتدي البزة العسكرية المرقطة وقبعة رجل المرور وبرتبة رائد في الكتف الايمن وملازم في الكتف الايسر وهكذا دواليك، اما البعض الاخر فاقدم على ارتداء الزي العربي الكامل او الزي البدوي بالنسبة للطالبات ، او تقليد القبنجي وجماعته بالزي البغدادي المعروف، وفي حالة غير مسبوقة ظهر مجموعة من الطلبة الى تقليد المتسولين بارتدائهم الملابس الممزقة القصيرة وهم حفاة يجلسون عند ابواب القاعات ومصاطب جلوس الطلبة ،وآخرون يقلدون القراصنة والسحارين وهكذا، ولما لا، فهم يعيشون اجواء الحرية في بلاد الرافدين.
الامر الذي ادى الى توجس الكثير من الاداريين في الجامعات لفوضوية الاحتفال الا ان ذلك مبعث سرور لكثير من الطلبة في بقية المراحل وهم يشاهدون كرنفالات الاحتفال .. ادت هذه المظاهر الى تعطيل الدوام في كثير من الاقسام واحدثت ارباكات عديدة لعمادات الكليات وتحولت بعض الكليات الى كرنفالات للاحتفالات فقط،
يجب ان تحدد مثل هذه الظواهر بضوابط تليق بالمكان التعليمي على وفق المعقول كي لا تفقد الجامعة دورها الحيوي الفعال لان تطبيق النظام والاعتداد به جزء من المتطلبات التربوية التي تسعى المؤسسة التعليمية على بنائها ، لان المكان التربوي يختلف عن غيرة من الاماكن اذ هو الرافد الذي يستقي منه الجيل المعرفة والذوق والاخلاق، فكيف اذا كان هذا المكان هو الجامعة التي هي اكبر مؤسسة تربوية في البلد ،لذلك هي مسؤولية الجامعات بان تسن قوانين تحد من هذه المظاهرة بالصورة التي تحفظ للجامعة هيبتها وتعطي للطالب حريته دون افراط او اساءة للمكان الذي يحتويه،كأن تخصص ايام محددة للاحتفال او يكون الاحتفال في مكان محدد او تلزم الطلبة بعدم الافراط بالصورة التي تؤثر سلبا على الواقع عموما لانه لوحظ ان الامر بات متنافس بين الطلبة ويشتد تنافسا عام بعد عام ،علينا ان نضع الحد المعقول كي لا تفقد الجامعات نكهتها التربوية التي اؤسست من اجلها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن