الكرات الزجاجية الأربع

حامد المظفر
hamedalmudafer@yahoo.com

2010 / 4 / 5

الشابان إحسان والحارث يلعبان الكرة منذ الصغر،جوارب ملتفة مكورة ، تدافعها إقدامهما نحو الهدف….كانا يشاهدان الكرة الكبيرة، بالعين المجردة بين إقدام المخضرمين...فتترنح الكرة بين عينيهما ، وكأنها لصيقتان..بؤبؤ كل عين منهما يتقافز نحو البؤبؤ الأخر وتمتزج النظرات واحدة تلو الأخرى.كيف سيتعلم كرة اليد ،هل تعلم كرة السلة في بلد زنجي اسود وكيف سيضرب الكرة الصفراء ،هل تعلم كرة القدم في بلد المرأة الخمرية؟ وتلاحقت النظرات واحدة اثر الأخرى ، امتزجت الصورة في دماغ الأول أنكرت وجودهما ، الكرة المنبعجة ، المفلطحة... وتقافزت الكرة الدائرة نحو السلة العالية ، كلتاهما الكرتان و السلة عبر العين نحو المخ...لا وجود لأساس في ارض الملعب ، ولا نطز ولا طفر ، وتشابك على البلاط، في المخ ارتسمت الصورة، وفي حلم ليلة، تشبه ليلة العرس، طارت إلى نافوخه صورة عبر نظارتيه قريبا من الأنف...إنها كرة وكرات.. في الملعب قرب واشنطن...وصار يتصايح أينك يا حارث...وصلت قبلك عبر المحيط.. وأنت لا تزال هنا ، تعال واقترب مني.. سأجدك في السفرة القادمة، عند العودة، على السين قرب الملعب، العب كرة القدم.. وأتعلم أنا كراتك، وأخشى أن تكسر نافوخك كرات الزجاج الأربع عندما اضرب بمضرب التنس الكرة الصفراء...تعلم أنت كرتي وأتعلم أنا كرتك،صفراء، بيضاء، حمراء، رمادية...تضرب في الرأس تراها العين، ونلتقي ما بين إيفل، وتمثال الحرية..أتريد أن تذهب إلى هناك!! ضربة وركلة في القدم... فتطير الكرة الكبيرة وبضربة الساعد بالشبك، تتقافز الكرة الصغيرة... وتتضارب الكرتان و تنزلان على الأرض لا نرى منها سوى زجاج نظارتينا المحطمتين..دماغنا انشغل بالكرات الأربع..وتركنا السفر.أتتوقع لأننا فشلنا في السفر ، السفر الطويل.. وترك السفر سمة لا تلزمنا، فقبلنا كثيرون، سافروا، وتعطل سفرهم، غادروا بلادهم، وحطت الطائرة في ارض قاحلة، بعض الأحيان تسقط بهم الطائرة والهشيم تذروه الرياح ويستمر الناس في السفر برغم اتفاق.. أو تضاد، كرات الزجاج الأربع ومهما اتفقت على الرؤيا كرات البؤبؤ الأسود أو الملون، فالزجاج لن ينكسر والبؤبؤ يترنح نحو هدف الرؤيا.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن