متى يتشكل الوجه العراقي الجديد

سعد الزبيدي
sf1968@live.com

2010 / 3 / 31

متى يتشكل الوجه العراقي الجديد؟
قبل ايام قليلة اغلقت صناديق الاقتراع معلنة بذلك انتهاء رابع ممارسة انتخابية شهدها العراق بعد التغيير الذي حصل في 9نيسان2003 .
وبين 9نيسان و7اذار2010 وجوه واسماء وصوركثيرة تغيرت , اسماء كبيرة أفلت لتسطع اسماء لم تكن معروفة على المستوى السياسي كما لم يكن لها دورفي فترة معارضة النظام الدكتاتوري البائد وما كان متوقع لها ان تبزغ وتسحب البساط من اسماء لها باع طويل في العمل الساسي ومقارعة النظام البائد وهكذا الحال مع الاحزاب السياسية التي يمتد تاريخ البعض منها لعقود من الزمن مارست خلالها عملية التأثير على الشارع الى درجة جعلتها تستحوذ عليه وكان الكثير من المراقبين والمحللين يتوقعون عودة هذا الاستحواذ بمجرد رجوع هذه الاحزاب الى العراق بعد 9نيسان.
اسماء اخرى وتنظيمات سجلت حظورا واضح ومؤثر في السنوات الثلاث الاولى التي اعقبت التغيير انحسر دورها في هذه الانتخابات وفي احسن الاحوال حصلت على مقعدين من مقاعد المجلس البالغة 325 بعد ان كانت تهيمن على اكثر من 40 مقعد يوم كان عدد اعضاء المجلس 275 .
ائتلافات وتحالفات كانت توصف بالستراتيجية تفككت في الانتخابات الاخيرة ومع كون التغيير ظاهرة صحية (الحقيقة الثابتة في هذا الكون ان كل شيء متغير) و(دوام الحال من المحال) لكن يبقى المقلق في الامر هو غياب المشترك في برامج الكيانات الفائزة التي تبحث عن تحالفات لتشكيل الحكومة الامر الذي يعقد تشكيل هذه الحكومة ومع المدعى الوطني لجميع القوائم الفائزة والتي تبحث عن تحالفات لتشكيل الحكومة يبقى الاثر الواضح بجلاء للامور الشخصية والفيتو على الاشخاص في اغلب الاحيان هو الذي يؤخر تشكيل الحكومة.
مايقلق حقا هو غياب الحد الادنى من الشعور بالمسؤلية الوطنية والاجتماعية عند التحدث او قل نقد الاخر(الخصم) ولعل الخشية تتعاضم عندما يكون هذا الاخر حليف الامس.
وصف البعض تقدم قائمة معينة بالانتخابات باليوم الاسود في تاريخ العراق بينما كان بالامس القريب يسمي هذه القائمة بالوطنية داعيا الناس الى انتخابها كونها تشكل الحل الوحيد لكل مشاكل العراق ما ان انفرط عقد تحالفه معهم حتى بات يصفهم بأقذع النعوت .
كيانات اعلنت فوزها بالانتخابات قبل ان نغمس اصابعنا بالحبر البنفسجي فيما شككت قوائم اخرى بنزاهة الانتخابات قبل ان تبدأ.
المشكلة الحقيقة التي نعاني منها هي التطرف عند الحب وعند الكراهية ولعلها ظاهرة تستحق الوقوف والدراسة فقد اوصلنا من نحب الى مصاف الانبياء (قتلناك يااخر الانبياء) وانحدرنا بمن نكره الى اسفل السافلين الى درجة اوصلتنا الى المقابر الجماعية اوصلتنا الى عبادة الشخصية واعتناق الراي الواحد والغاء الاخر.
لظاهرة التطرف جذور تاريخية في مجتمعنا لايتسع المجال لبحثها في هذه السطور نأمل ونحن نتطلع الى تشكيل الوجه العراقي الجديد ان نتعافى من هذه الظاهرة وبالتدريج.

بقلم سعد الزبيدي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن