الإيمان بالغيبيّات...

جورج فارس

2010 / 3 / 28

هل نحن وحيدون في هذا الكون؟ أم أنّ كوننا هو الكون الوحيد في عالم الوجود؟
لماذا يقتصر تفكيرنا على كل ما هو مادي ومحسوس؟ ألا يُعتبر هذا بمثابة حصرٍ للتفكير البشري فيما يمكنه إدراكه فقط؟
وهل ارتباط الحياة بالمادة في عالمنا يعني أن هذه الحياة مرتبطة فقط بكل ما هو ماديٍّ؟ وهل يعني هذا أن الحياة موجودةٌ في كوننا فقط؟
هل عدم قدرتنا على إدراك ما هو غير مادي يعني بالضرورة عدم وجوده؟
هل من المستحيل وجود عوالم أخرى موازية لعالمنا لكنها تحمل طبيعة أخرى؟
هل كل ما يحدث في عالمنا المادي هو بالضرورة نتيجة قوانينه الخاصة أم من الممكن تفسير بعضها بنقاط التقاء مع عوالم أخرى مازالت مبهمة وغامضة بالنسبة لنا؟

هل وجود الحياة مشروطٌ بتوافر مواصفات معينة كما هي في الكرة الأرضية؟ أم من الممكن وجود حياةٍ من نمطٍ آخر وتحت ظروف أخرى؟ ولماذا نحدّ الحياة بشروطنا وظروفنا ونبحث فيما يشابهنا فقط؟


لكن كيف يمكن للإنسان أن يتعامل مع ما هو فوق مستوى إدراك عقله البشري؟ أليس القول بعدم وجود هذه العوالم لمجرد عدم رؤيتنا لها يُعتبر هروباً من محاولة البحث فيها وكشفها؟
هل إيماني بوجود هذه العوالم والذي يسميه البعض إيماناً بالغيبيات يُعتبر إغلاقاً على عقلي أم إطلاقاً له خارج حدود المألوف والإدراك؟
فهُم يبحثون عن أجوبتهم في حدود هذا العالم وأنا أبحث عن أجوبتي خارج حدوده، فلماذا يصفونني بالغبي؟ وبأي حقٍّ يعتبرون أنفسهم أصحاب الحقيقة المطلقة في حين أني وأمثالي نمثل الفكر الأسطوري البدائي بالنسبة لهم؟
أليست الأساطير هي محاولة البعض كشف أغوار تلك العوالم والأبعاد وارتباطاتها بعالمنا وبعدنا المادي؟ ورغم ذلك نحن نتهمهم بالبدائية. ربما نكون محقين باتهاماتنا هذه ولكن أليس من الإنصاف أن نحاول إدراك أو فهم ما توصلوا إليه دون أن نرى أنفسنا أفضل منهم وأننا نمتلك العقل الذي لم يكونوا يمتلكوه؟

ويبقى سؤالي هل عقلنا هو الأداة الوحيدة لإدراك محيطنا المرئي والغير مرئي؟ إن كان نعم فأعتقد أننا في مشكلة لأننا سجناء هذا العقل المحدود بكياننا، وإن كان لا فإذاً علينا أن نبحث عما هو فيما لإدراك هذه العوالم أو تلك الغيبيات .


وإلى كل من قد يأتي ليتهمني بالغباء، أرجوك يا أخي قبل أن تحكم بمحدوديتي سل نفسك إن كنت تستخدم عقلك بالإتجاه الصحيح لأني أحاول تخطي عقلي بمساعدته هو لأزيل حدود المرئي الذي فيه وأحلّق فيما لا تريد أنت إدراكه.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن