سنة 2010 نهاية تاريخ

بودريس درهمان
OURIBLI@HOTMAIL.COM

2010 / 3 / 21


نظرة تاريخية على التاريخ الذي نحيا فيه اليوم تكشف لنا بان هذا التاريخ ليس إلا مقطعا من مقاطع التاريخ. مقطعنا التاريخي الذي نحيا فيه حاليا جعلنا نعتقد رغما عنا بان ما نراه صحيحا ليس صحيحا و نقوم رغما عنا بتعويض ما نراه صحيحا بما تفرضه علينا إيديولوجية مقطعنا التاريخي.
ثوابت المقطع التاريخي الذي نحيا فيه يحتكرها الرأسمال و قيم الرأسمال، و الرأسمال لا يفتكرنا إلا حينما يحتاج إلى فضاءات شاسعة لتوسيع استثماراته آنذاك فقط يلجأ إلى قيم المواطنة و حقوق الإنسان و يلجأ إلى حقوق الأقليات و حقوق الجماعات السياسية و الفكرية المختلفة و حينما يقف الرأسمال المحلي أو حينما تقف الجماعات السياسية الحاكمة في و جه هذا التوسع الرأسمالي تواجه هذه الجماعة السياسية المحلية و هذا الرأسمال المحلي جماعات سياسية و رأسمال دولي قوي وشرس
السياسيون المحليون الذين يستقوون على مواطنيهم البسطاء و على سياسييهم المحليين يقومون بهذا الاستقواء بالاستناد إلى برامج و تصورات الرأسمال الدولي و بالجماعات المالية الدولية الشرسة. يحدث هذا بداخل الدول المسماة متقدمة و يحدث كذلك حتى بداخل الدول التي لا زالت تفصلها عن مرحلة الديمقراطية سنين عديدة. مأساة الدول التي مازالت بعيدة عن مستوى الديمقراطية في بعض الأحيان لا تجد الجماعات السياسية المالية الدولية الشرسة ممثلين محليين لها فتعمد إلى خلق الفوضى و التوتر.
المقطع التاريخي الذي نحيا بداخله أثثته خلال العشريتين السياسيتين الأخيرتين وجوه سياسية تتقاسم في ما بينها ملامح سياسية فاضحة يسهل التعبير عنها بسهولة.
أحداث هذا المقطع التاريخي عرفت بداياتها الأولى يوم 10 مايو 1994 مع استيلاء شخص يدعى سيلفيو بيرليسكوني على رئاسة الحكومة الايطالية لأنه حتى عند الشعوب المسماة ديمقراطية يتم الاستيلاء علنا على الديمقراطية امتد هذا الاستيلاء لثلاث ولايات و لازال مستمرا إلى اليوم؛ بعد سيلفيو بيرليسكوني استطاع طوني بلير هو الأخر الوصول إلى رئاسة الحكومة البريطانية سنة 1997 و البقاء فيها لثلاث ولايات تماما مثل سيلفيو بيرليسكوني حيث لم تنتهي هذه الولاية إلا سنة 2007 بعد ذلك انتقلت العدوى إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أصبح يوم 20 يناير 2001 جورج بوش الابن رئيسا على الولايات المتحدة الأمريكية و دامت هذه الرئاسة ولايتين لان الدستور الأمريكي لا يسمح بولاية ثالثة. بعد الولايات المتحدة الأمريكية انتقلت العدوى إلى فرنسا حيث استطاع مهاجر مجري أن يغير الملامح السلوكية لرئاسة الجمهورية الفرنسية
غريب، ما بين الأب و الابن عاشت الولايات المتحدة الأمريكية ولايتين تحت رئاسة ديموقراطي اسمه بيل كلينتون و رغم ذلك لم يتعلم الابن.
الديمقراطي بيل كلينتون كان رئيسا فعليا أما الابن جورج بوش فكان مرؤوسا يؤتوه بصور الأقمار الاصطناعية المزيفة و يصنعوا بمنصبه الرئاسي المقطع التاريخي الذي نحياه جميعا. ما ينطبق على جورج بوش الابن ينطبق كذلك على توني بلير، بيرليسكوني و حتى ساركوزي ذو الملامح النابليونية الغدارة. من سوء حظ الأسبان فترة مرؤوسهم اثنار 2004/1996 واكبت هي الأخرى ملهاة صناعة التاريخ بالأقمار الاصطناعية
الرئاسة السياسية بالنسبة للبعض ثقافة سياسية و بالنسبة للبعض الآخر تثاقف سياسي مع معطيات غير سياسية.
مرحلة التثاقف اللاسياسي اقتربت إلى نهايتها سنة 2010و نصيبنا نحن المغاربة من هذا التثاقف اللاسياسي هو الجهاد في السلفية لقد أخطا من سمي التيار الديني الذي أرعب المجتمع و السياسيين بالسلفية الجهادية لان هوية هذا التيار هو الجهاد في السلفية و الزعيم النقابي المغربي المدعو شباط وعى هذه الخدعة وحمى السلفية من الجهادية عن طريق حماية مدينة فاس من الخمور؛ لأن السلفية هي سلعته التي يبيعها للزبناء...
نصيبنا نحن المغاربة هو الجهاد في السلفية أما نصيب الايطاليين فهو الجهاد في العاهرات و نصيب الفرنسيين الجهاد في الزوجة التي أوصلت رئيس الجمهورية إلى منصب الرئاسة و نصيب الأمريكيين الجهاد في العراق و في أفغانستان
مقطع التاريخ الذي نعيشه تعتبر سنة 2010 هي سنة نهاية كل مراحله. توني بلير استدعي إلى البرلمان لاستفساره على الكذب التاريخي في حق البريطانيين و بيرليسكوني نال ضربة على رأسه من احد الرجال و جورج بوش الابن لم يعد له وجود ليبقى نيكولا ساركوزي يعيش مرحلة النهاية وحده.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن