في اليوم العالمي للمرأة . . . .

غادة السمان
contact@ghadaalsaman.com

2010 / 3 / 14



في يوم المرأة العالمي

المرأة دون شك تقاسي من كل ما يعانيه الرجل في المجتمع العربي من قهر سياسي واجتماعي واقتصادي ،بالاضافة الى وضعها البائس كأنثى . على انه ليس المطلوب مساواة المرأة بالرجل فحسب، بل المطلب الأهم هو تحرير المرأة والرجل في مجتمع يستعبدهما معاً. فالعلاقة بين المرأة والرجل جدلية لا جامدة ،بمعنى ان وراء كل امرأة مسجونة رجلا مكبوتا، ووراء كل مومس رجلا يائسا يعاني من علاقة سطحية وغير انسانية...

مدام كوري لم تقم بعملية استئصال للثديي. المهم هو استئصال ذاكرة الخنوع ووهم التخلف النوعي. وانديرا غاندي لا تزال ترتدي الساري. فالمهم جوهر التحرر لا قشوره . وما جدوى ان ترتدي المرأة العربية ربطة عنق اذا كانت لا تزال محتفظة بخلخالها تحت البنطلون؟

ويا نساء العالم ...احببن!
فالرجل كائن جميل، وهو بائس مثلنا.. وتضامن معه بدلًا من تقليده. فالمطلوب في علاقة المرأة والرجل التكامل لا التماثل .. والمطلوب المماثلة في الحقوق والواجبات كمواطنين !.

المرأة العربية تعاني من استلاب حرياتها الاقتصادية والفكرية والسياسية والجنسية، ولكن من قال ان الرجل العربي حر؟! ومن هنا أؤمن بأن هذه المرحلة تفرض على المرأة النضال من اجل حرياتها ضمن اطار نضال الانسان العربي (ككل) ضد قوى الاستلاب كلها، اذ لا يمكن لاي فرد (رجلا كان او امرأة )ان يكون حراً في مجتمع مستعبد فاقد العدالة.

ان قضية المرأة العربية هي نفسها قضية الرجل العربي الثوري. فحواء وادم العربيان المعاصران لا يعيشان في جنة تمنحهما (ترف الشجار)، وانما يعيشان في جهنم أحداث هذه المنطقة ومآسيها وأخطارها، وكل هدر جانبي للطاقات هو جريمة بحق النضال العربي ككل.

ليس الرجل فقط هو الذي ظلم المرأة، بل ان الاستعمار والتخلف والطبقية ظلمتهما معا، ومن الضروري أن تبدأ مرحلة التحالف الواعي بين المرأة والرجل ضد عدوهما الحقيقي.

مقتطفات من كتابها :

صفارة انذار داخل رأسي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن