وجهة نظر في اجتثاث الموظفين البعثيين من دوائر الدولة العراقيه

عماد الاخرس
emtk_alakhras58@yahoo.com

2010 / 2 / 22

الظروف الموضوعية لكتابة المقال .. الحمله التى تقودها البعض من مجالس المحافظات العراقيه لإجتثاث الموظفين البعثيين وعدم السماح لهم بالاستمرار فى عملهم بدوائر الدوله .
ومن المعروف للجميع بان كل الحملات التى تطالب بالقصاص من البعثيين تظهر زوبعاتها الاعلاميه دوما بعد التصريحات الفوضويه الغير مدروسه للبعض من قادة حزب البعث المنحل أو المحسوبين عليه أو بعد كل عمل ارهابى كبير يستهدف البنى التحتيه والانسان العراقى .. أما هذه الايام فتتزامن مع المعركه الانتخابيه الثانيه ليستخدمها البعض من السياسيين كدعايه انتخابيه .
ومن البدايه اقولها ان مقالى ليس للدفاع عن البعث بل غايته رفع الظلم عن شريحه من العراقيين البعثيين العاملين فى الدوائرالمدنيه الغير امنيه ابان العهد البائد ومستمرين فى الخدمه منذ سبعة اعوام اى بدء العهد الجديد لما فى ذلك من دور فى ضمان انسجامهم واجيالهم مع العمليه السياسيه للعراق الديمقراطى الجديد وهذا يصب فى حمايتها والسير بها الى الامام .
ولابد من التوضيح .. بان قرارات اجتثاث الموظفين البعثيين ممن هم بدرجة عضو فرقه واعلى صدرت من قبل لجان تم تشكيلها فى دوائر الدوله .. و للأسف لم يستند اعضاؤها على اسس ومقاييس واضحه واكثر قراراتهم اعتمدت على ضوابط شخصيه بحته والبعض منها كانت معرضه للمساومة والابتزاز .. لذا عاد للوظيفه من تمكن من التعامل معها والبعض الآخر لم يتمكن من العوده .
ومما لاشك فيه هو إن الاستمرار في إجراءات الاجتثاث والاستفزاز لهذه الشريحه يخلق نتائج قد تصيب بالضرر الكبير على اهم منجز فى العراق الجديد وهى العمليه السياسيه الديمقراطيه الجاريه فيه ..اما الزوبعات الاعلاميه فمن مواقيت انفجارها يمكنك ان تلمس الغاية الغير وطنيه لأبطالها والذين لا يهمهم نجاحها أو فشلها .
وبما ان العراقيين جميعا يسمعون يوميا تصريحات وتأكيدات ساستهم الجدد بضرورة التمييز بين البعثيين والصداميين ويعلنون رفضهم المطلق لتعميم الظلم والإيذاء على الكثير من العراقيين الذين انساقوا وراء امتيازات العهد البائد..لذا فمن حقهم المطالبة بضرورة أن يكون السماح لشريحة الموظفين البعثيين المدنيين واقعاً والسماح لهم في ممارسة دورهم في بناء العراق الجديد وعدم بقاؤهم عرضه للاستفزاز والابتزاز والمساومه.. وهذه المطالبة لا تمنع أن يخضعوا أسوة بكل العراقيين للمراقبه والمتابعه وبما لايسمح لهم ولغيرهم من دعم الارهاب ومحاولة الاضرار بالعمليه السياسيه الديمقراطيه .
علينا ان نستفاد من التجربه الصداميه فى الظلم بعدم تكرارها واليقين بان الانتقام لن يعيد لنا شهداؤنا ولن يعوضنا عن عذاباتنا طيلة عقودها وإذا كان ساسة العهد البائد ظالمين فعلى ساسة العهد الجديد أن يكونوا مثالاً للرحمة.
وأخيرا أقولها للتحذير .. علينا إتباع كل السبل لانجاح العمليه السياسيه الديمقراطيه للعراق الجديد وخصوصا فى ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها من قبل العديد من الدول لافشالها .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن