مدى تأثير الدعاية الانتخابية

سلام خماط
salamkamad@yahoo.com

2010 / 2 / 18

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية تتسارع إيقاعات الحملات الدعائية بين المرشحين لكسب تأييد الناخب وتتنوع هذه الدعايات لتأخذ أشكالا مختلفة بين مرشح وأخر,ومن بين أكثر هذه الأشكال وضع الصور والملصقات في الأماكن العامة لجذب الانتباه رغم مخالفة البعض فيتجاوز الأماكن المخصصة .
والدعاية الانتخابية هي حق مشروع من اجل التعريف بالمرشح وما يملكه من خبرات ومؤهلات علمية ,وقد اختلفت كذلك تلك الدعابات وحجم الملصقات من مرشح لأخر ,ففي الوقت الذي أنفقت فيه الأموال الطائلة على هذه الدعايات اكتفى بعض المرشحين في وضع بعض الملصقات البسيطة التي تحمل صورهم وتسلسلهم ضمن القائمة التي رشحوا عنها لاعتقادهم ان العمل البرلماني لا يستوجب رفع الشعارات وإنما سوف يستند الناخب في خياره إلى سلوك المرشحين الفائزين في الحملات السابقة والى ما قدموه من انجازات وليس الى ما يرفعوه من شعارات أو يدلون به من تصريحات ,وقد عرف العراقيون ان الكثير من البرامج الانتخابية كانت مخيبة للآمال لأنها قائمة على التنظير المجرد وطرح الوعود الغير قابلة للتطبيق ولا تستند إلى أسس علمية تتناسب مع الواقع الحالي للدولة .
ان الدعاية الانتخابية لابد ان تنظم بقانون ينصف المرشحين ويحول دون سيطرت من لديهم الأموال على كسب المعركة الدعائية وذلك لضمان مبدأ المساواة الذي يشكل القيمة الأساسية لضمان حرية التعبير عن الرأي,ومن أساسيات هذه المساواة تخصيص مساحة زمانية ومكانية في الإعلام الحكومي (شبكة الإعلام العراقي ) ,أما وسائل الإعلام الأخرى فلابد من تحيد حجم المبالغ التي يراد إنفاقها لأغراض الدعاية ,فليس من العدل ان ينفق احد المرشحين عشرات الملايين من الدنانير على حملته الدعائية في الوقت الذي لم يستطيع الأخر من من طبع البوسترات والملصقات التي تعد من ارخص وسائل الدعاية الانتخابية .
وهذا لا يعني أن كلفة الدعاية تعبر عن قوة المرشح إلا أن الملفت للنظر هو حجم الأموال المستخدمة من بعض المرشحين الأمر الذي يدعو للريبة لهذا البذخ السياسي الذي يهدف إلى تسليط أضواء الشهرة على أشخاص قد يكون العديد منهم سبق وان مر بتجربة فاشلة .
فالحقيقة التي غفل عنها هؤلاء المرشحين هي ان القناعات الشخصية لا يمكن ان تتأثر بأي دعاية انتخابية لهذا المرشح او ذاك حتى لو كان من ذوي القربى ,والدليل على ما أقول ان احد المرشحين لانتخابات مجلس محافظة ما كان شيخ عشيرة معروف وقد عقد الجلسات تلو الجلسات وأقام الولائم تلو الولائم لأبناء عشيرته إلا انه لم يستطع ان يتخطى العتبة الانتخابية التي تؤهله للوصول إلى مجلس المحافظة ,من هنا نستطيع القول ومن خلال استطلاع عشوائي أجريناه مع نماذج مختلفة من الشرائح الاجتماعية ,توصلنا من خلاله إلى أن التصويت لهذا المرشح أو ذاك إنما مسؤولية يجب أن لا تأخذ مسألة الولاءات وبمختلف أنواعها أي اعتبار ,وان مرحلة الاعتبارات الطائفية والدينية والعشائرية قد انحسرت عما كانت عليه سابقا حيث أصبح الناخب على دراية ومعرفة لاختيار الأفضل ,وان الناخب سوف يستند في خياره إلى التمييز بين القوائم الفائزة في الانتخابات السابقة وما حققته من انجازات وليس إلى ما تطرحه من شعارات دعائية .

سلام خماط



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن