مهنة الطب واحترام الاخلاقيات

عبد العزيز الحيدر
aziz.alhaider.aa@gmail.com

2010 / 2 / 3

ان الخيانة ....! من الحالات المؤلمة وتكون أكثر إيلاما عندما تكون خيانة للوجود الانساني وأوغل ايلاما عندما تكون خيانة للطفولة..! مصدر البراءة ووحيها الأثير... وتكون الطامة الكيرى عندما تكون
الخيانة من مؤتمن علميا واجتماعيا واخلاقيا على موضوع ذي أهمية قصوى كاهمية الصحة وفي مجال هو الموت او الحياة بشكل اشتثنائي كما هو الحال مع الإصابة بمرض الإيدز (نقص المناعة المكتسبة) العسير على العلاج والمهلك اجتماعيا وماديا. والذي يقود الى هذه الشهادة -المداخلة موضوعة الأخلاق وخاصة أخلاقيات مهنة الطب في العصر الحديث هذه الاخلاقيات العظيمة في تاريخ الطب في سعيها الحثيث من اجل إزالة الالام وتخفيف الأوجاع وايقاف الانهيار، هذه الأسس الأخلاقية العظيمة في خلق السعادة والمنفعة والمتعة على رأي أهل الفلسفة والحكمة... هذه الأخلاقيات ومع الأسف الشديد اصبحت في موضع اختيار واتهام منذ سنوات ليست بعيدة تحديدا مع الانتشار الواسع للمرض الملعون "الايدز" فبعد احداث الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين اتهموا وأدينوا بجريمة نقل الدم الملوث بالايدز الى ليبيا والذي قررت المحكمة فيه، المحاكم الليبية، إصدار أحكام الاعدام بحقهم وأكدت محاكم الاستئناف والتمييز وهي قضية عرفت ومنذ سنوات على مستوى الرأي العام العالمي والتي لا اعتقد بانها كانت غافلة عن انظار مرتكبي الجريمة الجديدة هذه المرة في كازاخستان....!
حادثة جديدة في نفس السياق تدلل على بشاعة ما يمكن ان يصل اليه البعض من انعدام الضمير والبحث عن المال الحرام باي شكل من إشكال التصرف حتى لو كان منافيا لكل القيم والأخلاق العامة والمهنية على مر العصور الا قيم النفعية والجشع الذي تدعو له أنظمة الفساد الرأسمالية وفلسفاتها النفعية العطنة والتي تقع قيمها بالضد من مصالح الأغلبية من شعوبها وشعوب الأرض فبعد انهيار التجربة الاشتراكية في بلدان ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي وسيادة أنظمة المافيات والاستغلال وتحطيم بناءات الدولة الاقتصادية والادارية، بدا السباق المارثوني- بالانفاس المتقطعة – وراء الربح السريع ومن اقصر الطرق وأصبحت التجارة بصحة الناس في مجتزءات هذا الاتحاد من أسهل واضمن وسائل الاتجار والربح السريع من ضمن وسائل الاتجار الاخرى غير الشرعية.
لقد أوردت الصحف الغربية ومنها النيويورك تايمز في عدد 20/3/2007 تحقيقا مثيرا للانتباه ومقلقا جدا لما وصلت اليه مستويات التدني الخلقي عموما والاخلاق المهنية في مجال الطب في كازاخستان. حيث انتشرت حالة وبائية من الاصابة بفايروس الـHIV) )الذي يسبب الإصابة بالايدز في مدينة شيماكيت المحاذية لجمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية اوزبكستان وشملت الحالة الوبائية التي تم رصدها إصابة أكثر من 100 طفل وفي اعمار مختلفة بهذا المرض اللعين وهو امر استدعى تدخلات سريعة في أجراء التحري الوبائي عن مصدر هذه الإصابة وتحديد بؤر المصابين وأعمارهم وتواريخ إصابتهم، والحالة العائلية والتعرف على تاريخ كل حالة، وتبين بالتدقيق ان الحالات هذه كانت جميعها ناتجة من اجراء عمليات نقل دم الى هؤلاء الأطفال، ووجد ان الغالبية من عمليات نقل الدم ( الملوث) كانت غير ضرورية اصلا وانما كان يوصى بها من قبل أطباء لهم علاقات مالية ببنوك الدم وثم من خلال شراء الدم من هذه البنوك الاهلية، وان كل عملية نقل دم كانت تتم بعشرين دولارا، يكون حصة الطبيب المحول للحالة منها عشرة دولارات، وهو مبلغ لا يستهان به كما يقول الخبر الصحفي بالنسبة للأطباء في بلد ككازاخستان، حيث لا يتجاوز الأجر الشهري للطبيب الـ 175 دولارا.
وحاليا تجري وقائع محاكمة مثيرة بحضور أهالي الضحايا والأطباء المتهمين في اكثر من قضية. لقد تمت السيطرة بالفعل على الحالة الوبائية في الانتشار منذ صيف 2006 بعد ان تم تحديد أسباب الظاهرة وتم وضع اليد على آليات نقل الدم ولم تسجل حالات جديدة منذ صيف 2006 مما يؤيد التشخيص الصحيح لأسباب الانتشار المؤلم للمرض بين الأطفال الذين لا ذنب لهم او لا هليهم سوى انهم كانوا أهدافا لجشع فئة ضالة... ان المختصين الدوليين يؤكدون على ان هناك بالفعل اصابات ذات طابع وبائي منتشرة، ولكن بأشكال محدودة في بعض بلدان العالم النامي، وخاصة في بلدان الاتحاد السوفيتي السابق، حيث عم الفساد الإداري النظام الطبي بالكامل بعد الانهيار



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن