صورة

عمر عبد العزيز
omaraziz@link.net

2009 / 12 / 10

تلف الدنيا تجري تدور ما تتغير و نتغير
يعيشها كل كائن حي لمرة مش بتكرر
دوائر ساحبة احلامنا و اعمارنا ما نتخير

بداية القصة طفل عنيد بيجري في الخلا بيلعب
بيترجى الحياة غنوة تدور ما تكِل و لا تتعب
و طفلة الحلم ماليها من الشباك بتتلصَّص
و في عيونهم لقا يلّمس على حِلم بيتفصص
و فرح الدنيا يجمعهم في لعبة في ضِحكة ولا حِوار
ما هو الغدر اللي متنكر مانكشفهوش و احنا صغار
براءة مغلفة العالم هزاره جد و جده هزار
براحه للسما السابعة بالوانها بياض x خضار

و في الشارع بتتشبك إيدين في الرايحة و الجاية
يروحوا المدرسة و ييجوا ما يفترقوا ولا ف ثانية
حنان يرسم لدنيتهم في صورة خدتها بعينيها
قلمها حبره من قلبه تخط الرسم بإيديها

و تروي الحلم بوجودها لحد ما تخلص الجامعة
و يبتدي ينكشف عالم عيون شايفة و ودان سامعة
و شمس الدنيا بتفتت كيان واحد بقلب برئ
تولَّع في تفاصيله و تقلب السكينة حريق

و يظهر للولد عالم فيه المعروض بيتعدد
فراشتة هو دنيتها لكن افكاره تتجدد
و يبتدي منها يتهرب و بيسيبها بدون اسباب
يشوفها الكل من بعده براءة مغلفة بضباب

و تفضل عايشة ع الذكرى و تتنفس من الصورة
فضِل نَفس الكيان موجود و لكن رجله مبتورة
بتتسند على طيفه و ترفض كونه مش هيعود
و تتعامل مع الدنيا كأنه جنبها موجود


و بتدور الحياة بيها و تتعود على الوحدة
امومة تربي ف عقدة تشوف كل الرجال جاحدة
و لما تضلم الدنيا لقلب كأنه كسر إزاز
تلاقي النور كدة في بصة لصورة معلقة في برواز

تعدي سنين و بتقرر تسافر لجل ما تهرب
و تاخد حاجة تنسى حاجات لكن فاكرة تاخد صورة
بتهرب منها وياها في لحن لغنوة مكسورة

سنين بتزيد على غربة و فجأة وهي ماشية في مول
تحس بقلبها بيطُب و تتثبت كما ابو الهول
تشوف عيلة جاية بتقرب و فيها لمحة من الماضي
ده حلم قديم بيتشكل و ماشي في الزحام عادي

أمل عايش سنين فيها لا هو بيظهر و لا بيغيب
ملامحُه هي حاساها لكن باهتة في جسم غريب
سنانه دايبة من الدخان ماشي مخلَّع و شكله عجيب
بكرش بصلعة و بتجاعيد زمن حافر في خد في إيد
كهولة من الحياة فارغة بمسحة ضِل طفل عنيد
و بصِّت في عيونه تشوف علامة سايبها حب بعيد
لقيتها عيون كما الصخرة لا بتبربش و لا بتقيد

و جريت و الدموع نازلة تبوِّش حلم عاش فيها
دموع تغسل تعرّي وهم طول عمره مدفيها
ببصة في مرايات البيت بتشهق تتسنِد ع الحيط
شافت واحدة ماتعرفهاش لا عايزة تشوفها و لا حابَّة
و راحت جري عالصورة عشان جواها تتخبى
و كانت لحظة فيها الشوف ماهوش بالوهم كان له حدود
شافت صورة عيال تانية لا هية فيها موجودة
و لا هو كمان موجود



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن