عذراً للتمنيات الطيبة : جلباب مارتن لوثر ليسَّ بمقاس أوباما..!

حبيب محمد تقي
habibtaki@hotmail.com

2009 / 11 / 29

بعد أن وضعت عسكرة السياسة الخارجية وتهديداتها ووعيدها و حروبها القذرة ضد عدو مضخم عن قصد ! وسياسة من ليس معنا فهو ضدنا . أوزارها في قلب الأنتخابات الأمريكية . أنتجت وبأمتياز بروز نجم باراك أوباما . الذي أنهى وبأقتدار أحتكار الرجل الأبيض للبيت الأسود . ليكون أول رجل أسمر في البيت الأسود .

ظن العالم ، أو هكذا تمنى !
ولادة وبعث جديدين لمارتن لوثر . قادر على الوقوف بشجاعة بوجه اللوبيات والشركات الضاغطة و المؤسسات المالية والأيديولوجية المتطرفة للمسيحية المتصهينة . والتي تصول وتجول بلا وازع . والحد من تفرعنها في ظل الفوضى الخلاقة ! وفي ظل غياب الرقابة على هول سلطتها ونفوذها الرأسمالي البشع .

لكن الآمال والآمنيات الطيبة تلك . قد تبددت منذ الوهلة الأولى التي طبخ فيها أختيار الطاقم الأداري المحيط بالرئيس .
معظمهم من الحرس القديم ( فبات الكتاب واضحاً من عنوانه ) !
طاقم بكامله يخلوا من قطرة واحدة من دماء مارتن لوثر . فمن أين يأتي الأصلاح المؤمل والمرتقب ؟

* فلم يجرأ باراك أوباما منذ البدء ، في أختيار شخصيات من دماء جديدة . جريئة قادرة على وضع رؤية مستقبلية غير محابية للضغوط من جماعات ومنظمات ذات مصالح خاصة .

* فلم يجرأ باراك أوباما منذ البدء ، في أختيار شخصيات داعية الى رقابة على سلطة ونفوذ رأس المال المالي .

* فلم يجرأ باراك أوباما منذ البدء ، في أختيار شخصيات لها رؤية منتقدة لأسرائيل .

فلم يجرأ باراك أوباما منذ البدء ، في أختيار شخصيات مدركة لأسباب أزمتها الكامنة في أمبريالية دولتها .

بل االأدهى من ذلك ، أنه لم يكتفي بزج الحرس القديم داخل حزبه وتعيين شخصياته في طاقمه . بل ذهب باراك أوباما في نفاقه ومحاباته الى أبعد من ذلك .
إذ أستعان بالحرس القديم من شخصيات الحزب الجمهوري . حزب جورج بوش سيء الصيت ، أساس المشكلة . وظمهم في طاقمه !

* فهل الذي ينشد الأصلاح يختار في طاقمه شخصية من مثل هيلاري كلنتون . المعروفة تماماً بميولها المنحازة علناً للوبي الصهيوني .

* فهل الذي ينشد الأصلاح يختار في طاقمه شخصية من مثل جو بايدن نائباً له . وهو الداعية الى تفتيت العراق لالشيء ، الا من أجل ضمان أمن أسرائيل !

* فهل الذي ينشد الأصلاح يختار في طاقمه شخصية من مثل روبرت غيبس وهو وزير حرب سابق لحكومة بوش أساس الدمار .

* فهل الذي ينشد الأصلاح يختار في طاقمه ذات الفريق من المستشارين الأقتصاديين الذي أعتمدهم الرئيس السابق بل كلنتون خلال فترة حكمه . وهم نفسهم الذين أسهموا بالأزمة الاقتصادية الحالية .

** فهل الذي ينشد الأصلاح ، يتجاهل مأسات أخوانه من الأمريكيين الأفارقة .

** فهل الذي ينشد الأصلاح ، يصمت على مذابح القتل الجماعي بحق شعب غزة ! محاباتاً لبوش وأرضاءاً للدولة التي تقف فوق القانون .

** فهل الذي ينشد الأصلاح ، يستمر في ذات النهج المتغطرس في ترهيب وترغيب السودان بهدف أركاعها .

** فهل الذي ينشد الأصلاح ، يستمر في ذات النهج الاجرامي في قتل شعب الصومال وعبر وسيط أقليمي .

** فهل الذي ينشد الأصلاح ، يستمر في ذات النهج الاجرامي بالقتل والتدمير بحق شعب أفغانستان .

** فهل الذي ينشد الأصلاح ، يستمر في ذات النهج الاجرامي في تجويع الشعب الكوري حتى الموت لغرض فرض أرادته المتسلطة .

** فهل الذي ينشد الأصلاح ، يستمر في دعمه للانقلابين على الحكومة الشرعية المنتخبة ديمقراطياً في للهندورس .

** فهل الذي ينشد الأصلاح ، يستمر في حصاره وتجويعه لشعب كوبا .

** فهل الذي ينشد الأصلاح ، يستمر في تدخلاته في الشأن الفنزولي بهدف أسقاط حكومتها اليسارية .

** فهل الذي ينشد الأصلاح ، يستمر في أمتناعه عن ألغاء القيادة العسكرية الأمريكية لأفرقيا ( أفريكوم ) رغم مطالبات شعوب القارقة المتكررة لذلك .

أذاً نستنتج وبكل بساطة أن باراك أوباما ليس كما ظن ويظن البعض بأنه مصلحاً ولن يكون كذلك .

انه الوجه الأخر لذات العملة . وليس من المنطق بمكان ان ننتظر مثل هكذا أصلاح يأتينا من هناك . علينا بأنفسنا فمازلنا قادرون بمواصلة الطرق على الحديد . سيما وأنه ساخن الأن أكثر من أي وقت مضى . حتى يلين هذا الحديد او ينكسر . وهذا بدوره يتطلب تمسكاً بفكر المقاومة وبكل أشكالها وعدم الآذعان . بل تطوير ينابيع هذا الفكر وترجمته الى واقع ضاغط نحو صناعة التاريخ وبشروط الفكر المقاوم ورجالاته . وشروط الفكر المقاوم هي شروط الأكثرية التكاملية الرافضة لحياة الذل والعبودية والمقاومة لكل أشكال الاحتلالات والأملاءات العسكرية والسياسية والثقافية والاقتصادية .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن