دور استراتيجيات الفهم في تحسين أداء الذاكرة العاملة

محمود سلامة محمود الهايشة
mahmoud_elhaisha@yahoo.com

2009 / 11 / 3

لقد أولى التربويون منذ مطلع القرن الماضي اهتماماً كبيرا بقدرة المتعلم على القراءة ؛ باعتبارها حجر الزاوية في التَعلم الإنساني , وخاصة في معظم بحوث التعلم . فخلال تلك العقود الماضية أصبح التربويون على وعي بأن المتعلمين يُعالجون المَهام المعرفية باستراتيجيات فَهم تقليدية . فمعظم البحوث الحديثة في مجال علم النفس المعرفي قد ركزت على التدخل المبكر في المراحل الأولى من ظهور المشكلات الأكاديمية وذلك من أجل التعرف والتشخيص ومن ثَم التصدي لها .
نلتقي بصاحب هذه الدراسة المتميزة الباحث التربوي/ طارق محمد عبدالنبي عامر، وهي الدراسة التي نال عنها درجة الدكتوراه الفلسفة في التربية تخصص "علم النفس التربوي"، من كلية التربية جامعة المنوفية بجمهورية مصر العربية.

س: بادئ ذي بدأ، نحب أن نتعرف على مشكلة البحث ؟
تتلخص مشكلة البحث في الأسئلة الآتية :
 هل هناك علاقة بين أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية) ومستويات الفَهم القرائي (حرفي – نقدي – استنتاجي) لدى تلاميذ الصف الثاني الإعدادي ؟
 هل يختلف أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية) باختلاف إستراتيجية التدريب على الفَهم القرائي (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ)؟
 هل يختلف مستوى الفَهم القرائي (حرفي – نقدي – استنتاجي) باختلاف إستراتيجية التدريب على الفَهم القرائي (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ)؟
 هل يختلف أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية) باختلاف طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري)؟
 هل يختلف مستوى الفَهم القرائي (حرفي – نقدي – استنتاجي) باختلاف طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري)؟
 هل يوجد تفاعل بين طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري) والإستراتيجية المستخدمة (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ) على الفَهم القرائي ومستوياته (حرفي – نقدي – استنتاجي) ؟
 هل يوجد تفاعل بين طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري) والإستراتيجية المستخدمة (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ) على أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية) ؟

س: إذا، ما هي أهم أهـداف هذا البحث؟
يهدف البحث الحالي إلى :
 الكشف عن العلاقة بين أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية) ومستويات الفَهم القرائي (الحرفي – النقدي – الاستنتاجي) لدى تلاميذ الصف الثاني الإعدادي.
 الكشف عن الفروق في أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية) باختلاف إستراتيجية التدريب على الفَهم القرائي (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ).
 الكشف عن الفروق في مستوى الفَهم القرائي (حرفي – نقدي – استنتاجي) باختلاف إستراتيجية التدريب على الفَهم القرائي (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ).
 الكشف عن الفروق في أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية) باختلاف طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري).
 الكشف عن الفروق في مستوى الفَهم القرائي (حرفي – نقدي – استنتاجي) باختلاف طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري).
 الكشف عن تأثير التفاعل بين طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري) والإستراتيجية المستخدمة (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ) على الفَهم القرائي ومستوياته (الحرفي – النقدي – الاستنتاجي).
 الكشف عن تأثير التفاعل بين طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري) والإستراتيجية المستخدمة (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ) على أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية).

س: ما هي أهمية البحث ؟
تبدو أهمية البحث فيما يلي :
- الأهمية النظرية ، وتتمثل في:
o أننا نعيش في ظل ثورة معلوماتية ضخمة تتطلب من المتعلم فَهم ما يقرأه لمتابعة المزيد والمزيد . ومن هنا كان التركيز على الفهم ، إذ أنه من أهم المهارات الضرورية التي يتوقف عليها النجاح في كثير من المهارات الأخرى ، فهو أساسي في نجاح المتعلم.
o يركز نمط التعلم السائد في مدارس التعليم العام والخاص على الحفظ والاستذكار ، ونظراً للكم الكبير والمتزايد من المعلومات التي يفرضها النظام التعليمي على أبنائنا في المدارس بما لا يمكنهم من استيعابه ؛ فإن تلك الاستراتيجيات المستخدمة في البحث الحالي (التلخيص -التساؤل - التنبؤ) ربما تمثل حلاً للتغلب على غزارة ذلك الكم من المعلومات من خلال فَهمها من أجل استيعابها.
o فعاليتها – تلك الاستراتيجيات - في تحسين أداء الذاكرة العاملة لدى التلاميذ في الحلقة الثانية من مرحلة التعليم الأساسي ؛ فذاك هدفاً تربوياً هاماً تسعى إلى تحقيقه كافة الأنظمة التربوية على اختلاف فلسفاتها وتوجهاتها، وهذا الهدف نشأ ونما في ظل نتائج العديد من الدراسات والبحوث التي أجريت على الذاكرة بصفه عامة والذاكرة العاملة بصفة خاصة والتي تشير إلى أن الذاكرة العاملة يمكن تحسين أدائها وزيادة كفاءتها وفاعليتها من خلال استخدام استراتيجيات الفَهم المناسبة.
o توجيه نظر المعلمين إلى ضرورة مراعاة ظاهرة الفروق الفردية بين المتعلمين بتعدد استراتيجيات الفَهم لتلاميذهم وفق مستواهم وطبيعة المحتوى.
o توجيه انتباه الباحثين إلى أن الذاكرة العاملة تلعب دوراً مهماً في كل أنواع التفكير وحل المشكلات والفَهم اللغوي والقدرة القرائية والحسابية ، حيث تقوم بإحداث تكامل وتنسيق بين العمليات والمنتج النهائي والنتائج الفرعية . لذا فهي في حاجة إلى مزيد من البحث.
o تلبية دعوة الباحثين بضرورة تحول البحوث والدراسات نحو التجريب والتدريب في ضوء نتائج الدراسات والبحوث السابقة لمعرفة أثر الاستراتيجيات المتنوعة مع التلاميذ في إتاحة فرص التقدم والارتقاء المعرفي .
- الأهمية التطبيقية ، وتتمثل في:
o ربما يسهم البحث في إعادة تنظيم المناهج الدراسية، والأخذ في الاعتبار الاستراتيجيات التعليمية الأكثر فاعلية في إطار الاهتمام بالتلاميذ وخصائصهم العقلية.
o تقديم عدد من التوصيات التربوية التي يمكن أن يستفيد منها المعلمون وأولياء الأمور في التعامل مع أبنائهم.
o بناء اختبار للفَهم القرائي يتلاءم مع طبيعة التلاميذ في الصف الثاني الإعدادي على مستويات الفَهم (الحرفي – النقدي – الاستنتاجي).
o إعداد عدد من مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية).
o تقديم عدد من استراتيجيات لفَهم النص (التلخيص – التساؤل – التنبؤ) من أجل تحسين أداء الذاكرة العاملة.

س: ما هي مصطلحات البحث ؟
يتضمن البحث الحالي المصطلحات الآتية:
o الفَهم:
o الفَهم القرائي:
o الإستراتيجية
o الذاكرة العاملة.

o استراتيجيات الفَهم القرائي :
= استراتيجية التلخيص.
= استراتيجية التساؤل .
= استراتيجية التنبؤ.

س: ما هي فروض البحث ؟
تتمثل فروض البحث في الآتي:
 لا توجد علاقة بين أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية) ومستويات الفَهم القرائي (حرفي – نقدي – استنتاجي) لدى تلاميذ الصف الثاني الإعدادي.
 لا يختلف أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية) باختلاف إستراتيجية التدريب على الفَهم القرائي (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ).
 لا يختلف مستوى الفَهم القرائي (حرفي – نقدي – استنتاجي) باختلاف إستراتيجية التدريب على الفَهم القرائي (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ).
 لا يختلف أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية) باختلاف طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري).
 لا يختلف مستوى الفَهم القرائي (حرفي – نقدي – استنتاجي) باختلاف طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري).
 لا يوجد تفاعل بين طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري) والإستراتيجية المستخدمة (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ) على أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية).
 لا يوجد تفاعل بين طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري) والإستراتيجية المستخدمة (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ) على الفَهم القرائي ومستوياته (الحرفي – النقدي – الاستنتاجي).

س: ما هي حدود البحث ؟
يتحدد البحث الحالي بما يلي :
أ- العينة :
تتضمن عينة البحث من مجموعة من التلاميذ في الحلقة الثانية من مرحلة التعليم الأساسي "الصف الثاني الإعدادي" وعددهم (45) من الذكور بمدينة كفر الشيخ وتتراوح أعمارهم ما بين (13 – 14) سنة بمتوسط عمري مقداره 13.3 سنة بانحراف معياري 1.232.
وتم تقسيمهم إلى مجموعتين ؛ بغرض البحث .
وهم مقسمين كالتالي :
• المجموعة الاستطلاعية " ن = 25 "
• المجموعة التجريبية " ن = 20 "

ب- الأدوات
تتضمن ما يلي :
• اختبـار القـدرة العقـلية للأعـمار (12 – 14) . إعداد/فاروق عبدالفتاح موسي (2002)
• مقياس المستوي الاجتماعي الثقافي الاقتصادي . إعداد /عادل السعيد البنا (1996)
• اختبار الفهم القرائي إعداد / الباحث
• عدد من مهام الذاكرة العاملة (اللفظية – العددية – البصرية المكانية)إعداد / الباحث
• استراتيجيات الفهم القرائي (التلخيص - التساؤل - التنبؤ) إعداد / الباحث
ج - المنهج المستخدم في البحث : استخدم الباحث:
o المنهج الوصفي التحليلي .
o المنهج التجريبي .
د - الزمان
o في الفترة من 15/3/2008م إلى 16/5/2008م.

هـ - المكان
o معمل التطوير التكنولوجي بمدرستي :
 مدرسة الشهيد حمدي للتعليم الأساسي ؛ التابعة لإدارة كفرالشيخ التعليمية.
 مدرسة الإعدادية الحديثة للتعليم الأساسي ؛ التابعة لإدارة كفرالشيخ التعليمية.

س: ما هي الأساليب الإحصائية المستخدمة في البحث ؟
 مقاييس النزعة المركزية والتشتت .
 معامل ارتباط بيرسون.
 اختبار "مان ويتني".
 اختبار "ت".
 اختبار " تحليل التباين للقياسات المتكررة ".
 اختبار " أقل فرق معنوي ".

س: ما هي أهم نتائج هذا البحث القيم؟
أسفرت نتائج البحث عن الآتي:
 توجد علاقة بين أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية) ومستويات الفَهم القرائي (حرفي – نقدي – استنتاجي) لدى تلاميذ الصف الثاني الإعدادي.
 يختلف أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية) باختلاف إستراتيجية التدريب على الفَهم القرائي (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ).
 يختلف مستوى الفَهم القرائي (حرفي – نقدي – استنتاجي) باختلاف إستراتيجية التدريب على الفَهم القرائي (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ).
 يختلف أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية) باختلاف طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري).
 يختلف مستوى الفَهم القرائي (حرفي – نقدي – استنتاجي) باختلاف طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري).
 لا يوجد تفاعل بين طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري) والإستراتيجية المستخدمة (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ) على أداء مهام الذاكرة العاملة (لفظية – عددية – بصرية مكانية).
 لا يوجد تفاعل بين طريقة عرض الإستراتيجية (بصري – سمعي بصري) والإستراتيجية المستخدمة (الطريقة التقليدية - التلخيص - التساؤل - التنبؤ) على الفَهم القرائي ومستوياته (الحرفي – النقدي – الاستنتاجي).


س: من هم الأساتذة الذي أشرفوا على هذه الدراسة؟
الأستاذ الدكتور/ لطفي عبدالباسط إبراهيم- أستاذ علم النفس التربوي- كلية التربية - جامعة المنوفية.
السيد الدكتور/ صبري محمد إسماعيل عطية- مدرس علم النفس التربوي- كلية التربية - جامعة المنوفية.

# المصدر:
طارق محمد عبد النبي على عامر: "دور استراتيجيات الفهم في تحسين أداء الذاكرة العاملة"، رسالة دكتوراه، قسم علم النفس التربوي، كلية التربية، جامعة المنوفية، مصر، 1430هـ/2009م.







https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن