قرآن القُراء الكريم

جهاد علاونه

2009 / 10 / 12

في مسألة رفض الإمام (أحمد بن حنبل) لخلق القرآن لم تكن بسبب عدم قبول أحمد بن حنبل للقرآن , أي أن الإمام كان يؤمن بأن القرآن كلام الله المُنزل والمُعجز وليس كلام الله المخلوق ولم يكن الإمام يوافق على أن القرآن من كلام القُراء بنفس الوتيرة التي نرمي إليها نحن اليوم ,ولكن من المستحيل أنه لا توجد للإمام أحمد بن حنبل علم بالقراءات المتعددة فهو يعرفها ويعرف غريبها وإن وجهة نظره في القرآن أنه غير مخلوق بغض النظر عن طبيعة موقفه من القراءات المتعددة.

وأنا لو كنت في زمن الإمام لرفضت اعتبار القرآن مخلوقاً لسبب آخر يختلف عن سبب الإمام فالأسباب عندي هي تعدد القراءات وتغيير النص الأصلي للقرآن فكما لاحظنا وسنلاحظ الآن أن للرسول قراءة تختلف عن معظم القراءات .

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : لماذا لم يلتزم القراء بقراءة الرسول مع أنهم معترفون أنها قراءة صحيحة ؟
ولماذا نلتزم بالحديث النبوي الشريف وتعاليم الرسول ولا نلتزم بقراءة الرسول للقرآن؟

ولماذا نلتزم بالقرآن كشاهد لغوي على القواعد اللغوية وبنفس الوقت لا نقبل بالحديث كشاهد لغوي ؟

ولربما أن الغالبية لا تدري عن هذه المشكلة اللغوية , وهي أن الحديث النبوي الشريف مرفوض عند علماء اللغة والنحو والصرف كشاهد على لغة العرب , لماذا ؟
بعض علماء اللغة يقولون بأن الحديث مرفوض لأن الصحابة رووه بالمعنى أو بما معناه, أي أنهم لم ينقلوه بالحرف الواحد حرفاً حرفاً وكلمة كلمةً.
وهذا جواب غير مقنع لأن هنالك قراءات للقرآن جاءت بالمعنى من القراء , أي أن القرآن لم يروَبالحرف الواحد كما نزل فيه جبريل من لدن عليم خبير!!!

هذا سؤال يفتح أمامنا عدة احتمالات

قال ابن خالويه: تقفُ بعضُ العرب على أواخر القوافي بالتنوين إن كان فعلاً أو في نهايته ألف الإطلاق الشعري(ناً, باً, فاً, عاً, خاً...) أو إن كان فيه ألف ولام ( لا) ومنه قول الشاعر:

أقلي اللوم عاذلَ والعتاباً

وقولي إن أصبتُ فقد أصاباً.

في الوقت الذي لو كتب فيه شاعر ٌ قصيدته ووقف عليها بالتنوين لأعتبر مجنوناً وجاهلاً باللغة العربية ذلك أن العرب كما تعلمنا في كُتب النحو لا تبدأ بساكن ولا تقفُ على مُنون(تنوين ضم أو فتح أو كسر) إلا في قولهم (حينئذ ٍ) والوقوف هنا يكون تعويضاً عن جملة مفقودة .

وعليه قرأت العرب من سورة الفجر:

"والفجرٍ..والوترٍ...ويسرٍ..) فقد نونوا الراء في نهاية الجمل.
والفجرٍ ...كلها وقوف على منون .

" يا أيتها النفسُ الآمنةُ المطمئنةُ إيتِ ربك راضية مرضية فادخلي في عبدي" قراءة أبي بن كعب .
هنا زيادة جملة كاملة ليست موجودة في قرآن عثمان .
" وادخلي في جنتي" قراءة ابن مسعود.


سورة الإخلاص:
"اللهُ أحد" بغير( قل هو) وهي قراءة الرسول.

يتهكم بعض الناس على معمر القذافي زعيم الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية ..العظمى, على قراءته (هو الله أحد) ولا أحد يدري أن القذافي عالم ومفكر , وأنا

شخصياً لم أسمعه ولكن سمعتُ هذه القصة مراراً وتكراراً.

"هو الله أحد" قراءة عبد الله وأبي.

"الله الواحد" عبد الله والأعمش.

"لم يولد ولم يلد" وقال سيبويه قرأ الجفاة من الأعراب (كفؤا, ولا أحد يدري كيف هي في القرآن مثل (ماهو بشرٌ).

سورة الدين:

"أرايتك الذي يكذب " قراءة ابن مسعود , وأي كلمة (أرأيت) في مصحف عبد الله ابن مسعود تكون بالكاف في نهايتها .
"الذين هم عن صلاتهم لاهون" وهي عندنا (ساهون) وهذه قراءة ابن مسعود.

سورة العاديات:

"إذ بحثر ما في القبور" وهي قراءة ابن مسعود.

سورة القارعة:

"فإذا هم كالصوف المنقوش" بدل كالفراش المنفوش.

إننا نستنتج من كل ما فات أن هذا القرآن ليس من كلام الله وجبريل فالقراءات المتعددة له تثبت أنه كلام القُراء : الأعمش وعاصم وابن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب ...إلخ.

وأنا لا أقول أنه لم يكن هنالك قرآن, بل أقول أن الذي بين أيدينا هو قرآن عثمان وعاصم وليس الذي نزل فيه جبريل على الرسول , إن القراءات المتعددة واختلاف القراء يوحي لنا بأن هذا القرآن ليس كله من كلام الله , فما هو تفسير علماء القراءات لاختلاف القراءات ؟

ولربَ مُجيب يقول أن الاختلاف فقط في الحركات الإعرابية كما تأتيني رسائل على الإيميل بذلك , ولكن عُمق التجربة والمشاهدة والآيات السالفة الذكر كلها تثبت لنا أن القراءات المختلفة ليست في الحركات الإعرابية ( الضمة والفتحة والكسرة والخفض) لالالا المسألة أخطر من ذلك هنالك جُمل محذوفة وكلمات زائدة في أغلب السور القرآنية .









https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن