دولة الدعارة في عراق الحضارة

عماد البابلي

2009 / 10 / 11

من الثوابت الاقتصاديــة والمعروفة مفهومان شائعان جدا هما : البنية التحتية والبنية الفوقية ... البنية التحتيــة : ويعني مجموع الأبعاد والعلاقات الموجودة في المستوى الاقتصادي ، والعلاقة بين المنتج المباشر ووسائل الإنتاج والتبادل والتوزيع ... البنية الفوقيــة: ويعني مجموع الأبعاد والعلاقات الموجودة في المستوى الســـــياسي والفكري للمجتمع سواء كان ذلك من زاوية شكل الدولة و مؤسساتها وأجهزتها ، أو من زاوية نوعية الأفكار والأيديولوجيات المتحركة في المجتمع والمحركة له .. ( موسوعة المصطلحات الفلسفية – ص 67 )
في ضوء التعريفان السابقان نجد أن الدولة أي دولة لديها خياران للتعامل في تبني برنامجها السياسي – الاقتصادي !!! ونجد ضمنا أن الدولة الرشيدة هي تلك الدولة التي تفضل البناء التحتي على البناء الفوقي ، لأنه ســـــر ديمومتها وبقائها كدولة ناجحة تضمن المعيشة الجيدة لمواطنيها .. لكن !! الدولة في العراق قد تبنت الخيار الأول في برنامجها الســــياسي ، أي خيار البناء الفوقي !!!! وهنا الكارثة الكبرى .. كارثة الصدأ الذي بدأ يأكل الهيكل الأساسي للمجتمع العراق ... دراســـــــة حالة مصغرة لأحدى حكومات الأقاليم في العراق ( العظيم جدا ) قد تفيد في أثبات وجهة نظري هذه .. في مدينة ( W ) صرف مجلس المحافظة ملايين الدولارات على مشاريع خدمية مثل : بناء جسر معلق وبناء بارك بخمسة طوابق ( موقف للسيارات ) ،، وتبليط أكثر من 28 شارعا مع شبكة مجاري من النوع الغير جيد ،، وبناء شقق سكنية ( خمس نجوم ) لمجمع ضخم يقع بالقرب من النهر ،، وبناء القصر الثقافي التربوي بواجهة مزججة .. كل تلك المشاريع قيد الإنجاز حاليا والله ورسوله أعلم بالمدة التي يقضيها المقاول العراقي ( يكثر الله أفلوسه ) في إنهاء ما تم تكليفه به !!! ..
مدينة ( W ) تعاني من : سوء الكهرباء بشكل كامل ،، الماء رديء جدا وغير مخصص للاستهلاك البشري – حسب شهادة مهندس صديق يعمل في إدارة الماء في المدينة – ،، ومعمل نسيج المدينة الذي يضم أكثر من 4000 عامل مهددين بالطرد بسبب كساد سوق الغزل في العراق عموما ،، وعدم امتلاك مستشفيات المحافظة عموما جهاز الرنين المغناطيسي ( MRI ) وهو يعتبر من أبسط مستلزمات أي مستشفى ووجود جهاز مفراس ( CT ) وحيد وكثير الأعطال ،، والإنتاج الزراعي متوقف بنسبة 60 % ويتم استيراد أبسط الخضروات من الدول المجاورة ( و 100000000 أه من الدول المجاورة !!!! ) ...
التناقض الذي وقعت فيه الحكومة الإقليمية لا يمكن حله ألا ضمن مفاهيم الاقتصاد الاشتراكي أي دولة تفضل البنية الفوقية وتهمل البنية التحتية هي دولة تريد بناء دولة دعارة وســـــياحة ( مثل الفلبين والمكسيك ) .... دولة دعارة مستقبلا وطبعا بعد التوكل على العزيز الجليل !!! دولة قائمة على ديماغوجية مزعجة جدا لا شيء غير الوعود والخطابات الرنانة وعنتريات لا تنتهي ..
يا رب .. يا محمد .. يا علي .. يا صحابة النبي .. يا مهدي .. يا أبو حنيفة .. ويا من لا اعرف وانتم تعرفون !!!!!! ..
أليك نشتكي من أن الحكومة صارت دولة قمار والوطن صار دار بغاء ونحن أصبحنا كزهور ذابلة ننتظر الفرج .. متى يأتي ؟؟؟
أكتب مقالتي الآن واسمع أغنية ( ما وعدتك بنجوم الليل ) للفنان وائل كفوري وبها أختم مقالتي هذه .. أعتذر عن إزعاجكم





https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن