من مخلفات الثقافة العرجاء..

كريم الشريفي
Karimfi@hotmail.com

2009 / 10 / 6


(أعظم المزايا التي يجب أن يتمتع بها الصحفي هي أن يجعل الجديد مألوفاً والمألوف جديداً ) - صموئيل جونسن-. لكننا لانرى أي جديداً ولا مألوفاً تأكدت جديّتهُ في كتابة نصف مقالة تسيئ الى شريحة واسعة من أبناء العراق الطيبين البابليين تحديداً. مثلما فعلت صحيفة المدار الأسبوعية وهي تدعي المهنية و الحيادية والموضوعية، والوطنية التي تزايد بها الآخرين!
ليس هنالك من ألمعية أو سبق في عطاء أن تتناول أمر اجتماعي من خلال ظاهرة عابرة أو متجذرة حتى تسيئ الى مجتمع بكامله بتلفيق ملطف لترويج نصف مقالة تهكمية فاقعة خالية من أي سبق أو ابداع.
من أهم الأسباب التي يتميز بها الأنسان هي ما يقدمه من عطاء الى مجتمعه ووطنه، وأهله مهما كان شكل أو لون، أو طبيعة هذا العطاء الأنساني بالضرورة ،لاسيما العطاء المعرفي ، الفكري ، والأخلاقي لأن قيمة العطاء لها علاقة بمصداقية الوسيلة لهذا العطاء .. بما فيها الأعلام الذي يجمع الكثير من المشتركات الآنفة الذكر كونه وسيلة في مجالات المعرفة والأخلاق. ان تنتاول ظاهرة من الظواهر وتقوم بنقلها وتسليط الضوء عليها بطريقة تدعو الى الألتفات لغرض معالجتها هذا أمر حسن . خصوصاً تناول بعض الظواهر الأجتماعية التي تحتاج الى معالجة لغرض الحّد منها أو تغيرها للأفضل لكن بطرق مهنية مهذبة واضحة الغاية وبشفافية عالية تدعو الى الأعجاب .أما الطريقة التي تم تناول هذه الظاهرة هي بالحقيقة تفتقر الى الأمانة بنقها، ولا هادفها الحّل المتواخى من طريقة تناولها عبر الوسائل التي من شأنها ان تلفت انتباه المسؤولين إليها أو المؤسسات التي تكون ضمن نشاطات معالجتها . أن طريقة الفضح والتظليل، والشماتة، والتهكم لا تكون إلا ارتباكا لتناول الظاهرة وبالتالي تصبح فخاً يسئ بدلا من عطاءً يُقدم.
أحدى حواضن الجهل وادارته التابعة الى مخلفات الثقافة العرجاء والتي لاهدف لها سوى الخبث للنيل من الآخرين والتشهير الملفق بغرض التشفي المريض الذي يعتبر ركيزة من ركائز الثقافة الصفراء الفاقعة التي ساهمت بتشويه متعمد للأنسان العراقي الذي ساهمت بمسخه ليتحول الى وعاء لقبول كل ما أنتجته ثقافة التجهيل ومنظريها ليبقى الجمهور ممتلئ الخواصر تخلفاً ومكتنز العقل غباءً . أن تصريح جريدة المدار التي تصدر اسبوعياً طالعتنا في عددها الأخير 291 في 3/10/2009 وعلى صفحتها الرئيسية بعنوان أصفر فيه رائحة من خسة فلول وبقايا الثقافة الأحادية بعنوان ( 5% من فتيات بابل مدمنات على المخدرات ) وكانه يتحدث عن مجتمع يعيش في مجاهل افريقيا ، أو في كوكب آخر ..لماذا هذا الحقد والتشفي المريض الذي يعبر عن ضعينة ودونية موروثة؟ كيف سمحت هيئة تحرير الصحيفة بتمرير مثل هذا العنوان ؟ لماذا هذا التجني على شريحة من المجتمع العراقي لازالت تعاني من ثقافة القهر البعثية البغيضة . كيف استنتج صاحب المقال هذه النسبة واعتمدها بشكل ثابت ؟ هل هناك مشافي للأدمان في بابل تصرح بذلك واعتمد احصائياتها وأرقامها ؟ ليدلنا على هذه المشافي حتى نتحّرى بأنفسنا من تثبت النسبة التي ذكرها صاحب المقال ؟ نتحداك ياصاحب المقال ان تعرف عدد العاطلين في بابل رغم وجود هيئات معنية بهذا الشأن وتعطي الرقم التقريبي فضلا عن الأرقام الدقيقة ..ونتحداك ثانيةً اذا تعرف عدد نفوس محافظة بابل .. وتصنف عدد الذكور من الأناث رغم البطاقات التموينة التي لاتخلو عائلة منها ؟ من أين جئت بهذه النسبة المئوية للفتيات الأتي يتعاطينّ المواد المخدرة ؟ والأكثر من هذا تربط الموضوع بشكل غير موفق ويفتقر الى العلمية والموضوعية بأن هذه الظاهرة الجديدة هي من ( قيم العراق المُحّرر) تغمز بذلك من وطنية البابليين.. ان البابليين مجتمع محافظ ومتمسك بثوابته وقيمه الأخلاقية والدينية التي تمنع بل تُحرم عليه التعاطي مثل هذه المواد المُهلوسة سواء للشباب أو للبالغين فضلاً عن البنات. ان مقالتك فيها الكثير من التجّني على المجتمع الحلي وعليك الأعتذار وسحب المقالة لانك جرحت كرامة وكبرياء عوائل الحليين عندما تتهم بناتهم بتناول المخدرات وبنسبة 5% منهنّ . عندما تتناول مثل هذه المواضيع لاتتناولها بأنتقائية فجّة وجعلها شماعة لعُقدْ تسقطها على الآخرين..ان ظاهرة الكبسلة والهلوسة والعربدة الناتجة عن تناول الكحول كانت متفشية من ايام سيدكم ( امير المؤمنين) صدام حسين وكانت النسب تزداد عند الجنود والسجناء بسبب قتامة الوضع المزري وحجم الظلم والآلم......... لم نسمع ان اناث انحدرت لتناول مخدرات الهلوسة حتى بنسبة 1% من اي محافظة في العراق لا من قبل ولا الآن لكنك حددت نسبة ال 5% التي تفتقت مخيلتك بتقديرها على نحو غير صحيح . اتقو الله أيها السادة الأشواس . أما استشاهدك بقول الزميل علي السعيدي لتعزيز ماذهبت إليه بنسبة ال 5% من الفتيات فهو بعيد عن الصحة ..لان السيد السعيدي تناول الموضوع بعمومه وأكد على ظاهرة بيع المواد المخدرة التي اجتاحت السوق المحلية وهذا الموضوع تكتب عنه معظم الصحف بدون نسب . والسيد السعيدي نعرفه ونجله لانه يعمل بتماس مع شرائح المجتمع البابلي كونه يقود منظمة مجتمع مدني في الحلة ومطلع على الكثير من الظواهر الأجتماعية .

كريم الشريفي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن