مخابئ لأسلحة وذخائر وصواريخ لا تحصى، للتدمير والقتل

مصطفى محمد غريب
mmgharib98@yahoo.com

2009 / 9 / 16

من يُتابع ويحصي مخابئ الأسلحة المنتشرة التي يتم العثور عليها في الكثير من مناطق العراق يضع يده على رأسه وقد يصرخ من ذهوله " ياللهول" كل هذا من اجل التدمير وقتل العراقيين كل هذا الكم من الأموال الهائلة لشرائها وكل هذا الدعم من البعض الذين لا ضمير لهم ولا وجدان وهم يتلذذون بسادية لرؤية دماء الأبرياء، يتراقصون فرحاً وحبوراً من اجل تدمير اكبر عدد ممكن من البنى التحتية وقد يقول مشاغب أو نذل أن مناطق الجنوب الهادئة على حد زعمه غير المناطق الغربية ويوعز ذلك داساً قضية الطائفية ووضع اللوم على جهة دون أخرى لكن ما نسمع به ونشاهده ونقرأ عنه أن العديد من المخابئ ولأسلحة جديدة عثر عليها في مناطق الجنوب وبخاصة بعد اقتراب موعد الانتخابات النيابية تجعلنا نبري لهذا المنافق وذاك النذل والمشاغب ونقول قتل العراقيين لا يعرف طائفة أو دين أو معتقد فهو قتل مع سبق الإصرار وانتقام له سلسلة تاريخية تربطه إلى الماضي الذي كان الانتقام من الشعب العراقي يتجلى في قول صدام بتسليم العراق خراباً ينعق فيه الغربان لكن المشكلة في صدام لم يحقق غايته بشكل كامل وهو حي يرزق فقد بدأت الخطط تستكمل وتنفذ من خلال التفجيرات المفخخة والعبوات التفجيرية اللاصقة وغير اللاصقة وإطلاق الصواريخ والهاونات والاغتيالات المبرمجة إذا كان من فلوله وفلول نظامه أم من قبل المليشيات الخاصة وبدعم جهات إيرانية وقد وجدت كميات كبيرة من أسلحتها في محافظات الجنوب وتم نشر العديد من الصور لصواريخ عليها تاريخ ومكان واللغة الفارسية والقضية ليس فيها تحايل أو تحامل على إيران أو الجهات التي تمول العمليات وتُهرب الأسلحة وتتفق مع مروجيها وهم ليسوا فقط من طائفة واحدة وما تصريح الرائد عزيزي العمارة قائد قوات شرطة الرد السريع في محافظة واسط إلا تأكيداً على ذلك " إن الشرطة تعثر على كميات كبيرة من الذخيرة تشمل صواريخ ومتفجرات محلية الصنع وبعض الأسلحة مصنوعة في إيران" وفي الوقت نفسه القي القبض حسبما تشير المعلومات في منطقة السعدية شمال بعقوبة على " امرأة تحمل وثائق إيرانية مزورة وبحوزتها كميات كبيرة من مادة الـ/سي/4/ شديدة الانفجار والمادة 4 هي التي سببت التفجيرات يوم الأربعاء المعروف بالدامي وتفجير عدة مباني من بينها وزارة الخارجية، ليس هذا فحسب بل هناك الكثير من الدلائل تشير إلى العثور على أسلحة إيرانية متطورة الصنع بمل فيها اللاصقات التفجيرية التي تلصق بالسيارات إضافة إلى كواتم الصوت التي تقوم بمهمة الاغتيالات للشخصيات الوطنية والكوادر العلمية والمثقفين الذين يقفون بالضد من الإرهاب ومجاريه ومموليه ، ماذا تريد هذه الجهات التي تسعى إلى الدم العراقي والى الخراب والدمار في العراق؟ بالتأكيد لها مصلحة في عدم الاستقرار وبالتالي إيقاف عملية التحولات نحو الديمقراطية والتعددية والعودة للنظام المركزي وما هي الحجة؟ الحجة نفسها محاربة وقتال القوات الأجنبية بينما نرى في حقيقة الأمر هو من أجل قتل اكبر عدد ممكن من الجماهير الشعبية الكادحة وتفجير تقريباً أكثر المناطق الشعبية فقراً وازدحاماً وهو يثبت كذبة القاتلين ومموليهم وداعميهم ومن يقف خلفهم من تنظيمات بعثقاعدية ومليشيات طائفية مرتبطة بدول خارجية إلا أن ما يحير فعلاً نجده في موقف الحكومة او الحكومتين الجعفري والمالكي أنهما وعلى الرغم من الدلائل الكثير لم ينبسا بكلمة واحدة لا تدين من يقف خلف إرسال أو تهريب الأسلحة الإيرانية وهو بالتأكيد لهم ضلع ليس بالقليل في الحكومة أو الدولة الإيرانية بينما يجري صراخ منقطع النظير ضد سوريا والسعودية فماذا يعني هذا الموقف الذي يكيل بمكيالين ولا يتطرق إلى موضوع الأسلحة الإيرانية ؟ أو الدعم اللوجستي المتنوع لبعض المليشيات والفرق الخاصة ؟ لماذا لا تضع النقاط على الحروف كما يقال وتقال كلمة الحق وبدون تمييز ضد كل من يريد إيذاء العراق وشعبه بمبررات وادعاءات لا تصمد أمام الحقائق التي يكشف عنها للجميع؟ إن من يتصور انه مازال يعيش ظلام إخفاء المعلومات وطمس الوقائع والإحداث فهو الغباء بحد ذاته فالثورة المعلوماتية ووسائل الإعلام الحديثة والأقمار الصناعية والانترنيت والفضائيات تصل إلى ابعد نقطة في العالم وتستطيع كشف ما يدور وبكل سهولة فلا شيء مخفي ولا يمكن إخفائه فترة طويلة فضلاً عن وجود تقنيات أخرى ممكن استخدامها لمعرفة ما يدور وبخاصة في قضايا تشكل خطراً على حياة وسلامة المواطنين ولهذا فقضية الأسلحة الإيرانية التي أشار لها أكثر من مسؤول حكومي وأكثر من وسيلة إعلامية وأكثر من الاعتراف عليها وعلى الذين يساهمون في إرسالها وأكثر من جهة همها استمرار الاضطراب الأمني ، صحيح جداً أن فلول النظام السابق وتعاونهم مع القوى التكفيرية وتداخلهم مع المليشيات الخاصة هم المسببين الرئيسين فما حصل ويحصل على نطاق الأعمال الإرهابية ولكن هناك دعم خارجي معروف يجب أن لا يسكت عنه وان لا تتهم جهة دون أخرى بسبب المصالح الطائفية أو مصالح ثانية تؤثر على اتخاذ القرار المناسب للحكومة العراقية.. للعلم وأولهم الحكومة العراقية كل شيء مكشوف ولن يخفى نور الشمس " بمنخل"





https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن