لحظة البوح

بريهان الجاف

2009 / 9 / 7


تغريني الكتابة وتغريني أصابعي ويغريني القلم في زمن الغى فيها الكتاب أقلامهم واستعانوا بلوحة المفاتيح لتعبر عن دواخلهم ونسوا القلم الذي كانوا بهم يسطرون مشاعرهم لحظة بلحظة , اليوم أجلس كما اعتدت الجلوس يوميا , أجلس امام الكيبورد وانظر الى مفاتيحه الصامتة إانها لا تغريني بقدر ماانها تساعدني في اختيار لون الحرف وحجمه وأشياء اخرى لكن هذه اللوحة غير قادرة على نقل ارتجافات يدي ورعشتها وانا اكتب بخجل كلمة حبيبي .. كنت حين اكتبها بالقلم كانت تحمل بعض مني بل كل ما في كان القلم يتراقص بين اصابعي فيماأجد الآن لوحة المفاتيح جامدة لا تعرف ماذا اريد ولا تدرك اني كتلة من المشاعر تتحرك وحين تطىء اصابعي هذه اللوحة أشعراني لا أجيد الكتابة , أحاول أن أعتذر منها فأجدها لا تقبل الاعتذار لأنها عبارة عن لوحة لا تحمل ما يحمله القلم .هل يمكن أن نستبدل لوحة المفاتيح بأقلام .. مجرد سؤال راودني في لحظة نسيت فيها اننا نعيش عصر السرعة وعصر العولمة وعصر الديجيتل .. تناسيت كل ذلك , لم يكن أمامي سوى ان اترك أن اترك لوحة المفاتيح وامسك أوراقي واقلامي واكتب رسالة لحبيبي الذي غادرني متجها صوب الغربة ويحمل معه أحلام بحجم الأرض ... وانا اكتب له كان القلم يتراقص فرحا بين يدي والكلمات تنساب بعذوبة وحنين وشوق ولهفة وكان حبيبي هناك في البعيد يكتب لي بقلم الرصاص آخر قصيدة شعرتغنى بها بعيوني وخصلة شعري وخصري وراقصني عبر اوراقه القادمة الي من البعيد ... فكرت أن الغي حاسوبي والغي ايميلي والغي كل التكنلوجيا التي دخلت حياتي ولكنني تراجعت لأنها الوسيلة الوحيدة كي اتصل بحبيبي بعد أن احالوا ساعي البريد للتقاعد واصبحت صناديق البريد خاوية الا من الفراغ .




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن