أسرار جنسية : سر (الحب والحزب الأول)

لمى محمد
shams-2011@live.com

2009 / 9 / 4

الحب الأول.. كذبة حلوة اخترعناها حتّى نستمر ...

(إذا لم تكونوا أنتم أحرارا من أمة حرة ، فحريّات الأمم عار عليكم...)
لم تسعفني الذاكرة عندما سألني "كميت ": هل تعلمين يا دكتورة لمن هذه الجملة ؟!
و عندما لم أجبه ، تابع قائلا : ألا يحق لمن هم في عمري الاختيار ، لماذا يتوجب عليّ أن أقبل دوما بدور الطفل ، إلى متى ستصادر حريتي ، و قناعاتي ؟! لقد صمموا أن يمزقوا أوراقي كلها .. ذهابي إلى بيت دعارة خطأ!! فلتخبريهم إذا أنني لم أعش تجربة حريّة الرأي إلا في بيت الدعارة ...

كان "كميت " الشاب الأخير الذي سيسمح لي بمحاورته ، لم يكن صديقا للبقية ، و لا هو كان يشبه أحدا منهم ...
دخل الغرفة متورما ، و آثار الضرب واضحة على وجهه ، و سلم عليّ بمنتهى اللباقة ، مؤكدا لي على ضرورة الغفران ، و عدم أخذ فكرة (غلط ) عنه ، و أخبرني أنه منحوس جدا لأنها كانت المرة الأولى التي يذهب فيها إلى مثل ذلك المكان ،بدا نادما جدا و هو يسرد لي حكايته مع العيش (كما أسماها) ، و يبرر كل ما حدث ...

-الحب الأول ..الصدمة الأولى ، و الجرح الأول الذي يخبرك أن العيش ليس كما توقعته ، أنك يجب أن تتوقع انفجار البركان قبل أن تلسع بحممه...
مروى جارتنا و معلمتي ..السبب الأول في حبي للحياة ، السبب الأول في انتمائي المعنوي للحزب القومي السوري ..و السبب الأول أيضا في ذهابي إلى بيت الدعارة ...المرأة التي ألغت تفكيري عندما اقتحمت حياتي ببساطة الصدفة ، و عفوية القدر...
لم أفكر بفارق عشر سنين عمرية،ولا بزوجها الذي كانت تمضي بداية الحصة ممتدحة له ، ولا حتى بالفيزياء التي كنت ضعيفا فيها ، و كانت السبب في الدروس الخصوصية ...الحب و العقل لا يجتمعان يا دكتورة ...
زوجها (غريمي) كان أحد أعضاء الحزب القومي السوري ،الحزب الذي قرأت عنه كثيرا ، و أحببته لكثرة إعجاب مروى به ...

شرب كميت كأس ماء ، ثم و ضع رأسه الأشقر على يده ..تنهد بعمق و تابع :
-الصدمات في الحياة تأتي مجتمعة ، رسبت في الباكالوريا ، بعد أن أمضيت العام كله أقرأ عن الحزب القومي السوري ،و رحلت مروى عن الحي ...لم أكن أطلب من العيش إلا رؤيتها ، لكن العيش خبيث جدا ، فهو يبحث عمّا تريده جدا ليحرمك منه...

لم يبق لي عندها سوى "انطون سعادة " لاتبعه ، طرحت على أبي الفكرة ، فجن و هو يصرخ :
-خمسين سنة في حزب البعث ، و لم أعرف أن أربي ابني...
جادلته محاولا إقناعه فخسرت عائلتي جميعها ، خاصموني كلهم ، فهم و على بساطة تفكيرهم ، لا يريدون أن يسمعوا حتى تعريف الحزب القومي السوري ، حبسوني في البيت ككلب (جربان) لمدة أسبوع ...
عندما خرجت من ذلك السجن ، كانت مروى في جميع الأماكن ، رأيت وجهها في جميع الفتيات ، و تمنيت لو أضمها ، و أنام بين ذراعيها ، لم يعد حبي لها عذريا عندما حملت تفاصيلها في مخيلتي إلى ذلك البيت الموبوء ...و ألبستها إلى"فيفي" التي خلعت جميع ملابسها ،و أقبلت على جسدي كالغول ، تمصه كله ، و تستبيح صورا رومانسية كنت قد رسمتها في ذاكرتي ، مثبتة لي أنني كنت مخطئ ، و أن لا أحد إطلاقا يشبه مروى ...
مكتسبي الوحيد كان أنني استطعت سب جميع أهلي في ذلك البيت ، و كانت فيفي تسبهم معي مرددة :
( يحيا الحزب اللي مابعرف شو اسمو ،يلعن أبو أهلك)
ابتسم "كميت" لأول مرة قائلا : أتعلمين يا دكتورة ، أحس أني لص تفاصيل خائن ، و خائب أيضا .. فلو لم تحضر الشرطة كنت سأسلم نفسي !!

يتبع...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن