صورة للواقع السياسي العراقي والتحالفات الانتخابية

احمد موكرياني
amukiriani@yahoo.com

2009 / 8 / 29

لو تجرأنا وحاولنا رسم لوحة للواقع السياسي العراقي الحالي سندخل في متاهات لا أول لها ولا آخر والمشكلة الكبرى ستواجهنا هي غموض وعدم شفافية الأحزاب والقوى السياسية، الاستثناء الوحيد هو النائب مثال الآلوسي وصباح الساعدي وكأنهما يغردان خارج السرب.

ان سلبيات المجتمع العراقي والترسبات التي تجمعت خلال فترة القهر والتشرد تجمعت بصورة كاريكاتورية في الأحزاب العراقية وقياداتها.

قبل ان نقرأ ميولهم وأهدافهم السياسية يجب تحليل لياقتهم النفسية وأهليتهم في تبوأ مناصب كبيرة وتمثيل بلد يضم ملايين الأرامل واليتامى وثروات كبيرة وبنية تحية مدمرة وعدم توفر الكهرباء والمياه والعناية الصحية وتدخلات دول الجوار والإرهاب والمافيا العالمية.

معظم القيادة الحالية عاشوا كلاجئين وما أدراك ما اللاجئ وخاصة في دول الجوار: هارب من وطنه ومستجيرا بالآخرين يعيش من ما تتصدق عليه الحكومات المضيفة ومشروطة قد لا تكفي الضروريات الأساسية ليحيى بكرامة وكل إغداق في المصاريف والرعاية تقابلها تنازلات وخضوع من قبل اللاجئ.

لذا يمكن بسهولة الوصول الى النتائج التالية للصفات المشتركة للقيادة الحالية:
1. تمثيل للقوى الإقليمية ومراكز قوى موالية للدول التي حضنتهم. الاستثناء الوحيد القيادة الكوردستانية فأنهم ما زالوا يعيشون تحت مطرقة وابتزاز الدول الجوار والقوى القومية المتطرفة في العراق.
2. عدم استيعابهم للسلطة والنفوذ بعد عقود من الخوف والقهر في الداخل وبشكل غير مباشر في الخارج.
3. الهدف الأكبرلهم كان هو إسقاط حكم صدام بالقوة وتولي الحكم.
4. سيطرتهم على موارد النفط وعدم قدرتهم استثمارها بعيدا عن الحزبية والطائفية وعدم وجود آلية مراقبة الصرفيات والمحاسبة لمنع إساءة استغلال المال العام والعقود التجارية الوهمية.
5. تولي الجهلة والأميين إدارات حساسة في الدولة والقوى الأمنية.

ماهي الجبهة السياسية التي قد تقترب من تطلعات وأحلام الشعب العراقي وتكون البطاقة الرابحة للمالكي.
1. جبهة القائمة المفتوحة مع القوى التي لا تتعالى قوميا او طائفيا وتتمتع باستقلال ذاتي من سيطرة القوى الإقليمية ليختار الشعب كل ممثل وفقا لكفاءته وليس لعباءة الحزب.
2. يتخلص السيد المالكي من الشوائب والسلبيات التي شاهت فترة حكمه وخاصة الفساد المالي وتقديم المفسدين للعدالة.
3. التخلص من الوعاظ الذين قد يشوهون الحقائق تملقا ورياءً للبقاء في مواقعهم.
4. عدم التصعيد مع حكومة إقليم كوردستان، ان الحقوق المشروعة للشعوب الكوردستانية لا يمكن للعاقل ان يتجاهلها وهي نتاج صراع من اجل الوجود ولم يتمكن الطغاة في العراق ولا القوة العسكرية العنصرية في تركيا إخمادها ولن تستطيع كل القوى العراقية مجتمعة من وأدها.
5. إعداد برنامج يعكس تطلعات الشعب العراقي للحياة بكرامة وآمان.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن