جريمة غسل العار ! تعبير صارخ عن عبودية واسترقاق المرأه

ناديه كاظم شبيل
nadiakadhom@hotmail.com

2009 / 7 / 3

لا زالت المرأة الشرقية تطالب باصرار بالمساواة مع شقيقها الرجل ، ولا زال المجتمع (الرجل ) يصر على رفضه منحها هذه المساواة باصرار ، فهو من يشرع ويقر القوانين في ان واحد ، وليذهب صراخها (المرأة ) ادراج الرياح .

لا زلنا في عصر الرق والعبوديه ، الزوجة في الحقيقة مملوكة للرجل بدرجات منها الزوجه الشرعيه وهي اما ان تكون مرتبطة بزواج معلن او سري .او كما نشاهد ونسمع هذه الايام مسميات عديدة ومقززه تحت شعار الزواج ،وكلها استغلال وانتهاك لحقوق وظروف المرأه ، فالمرأة الشرقية يسحرها لقب المتزوجه ، وترفض لقب الخليله وحتى الحبيبة ان لم يكن مصحوبا بالتبرير (لقب شرعي ) ، فزواج الوناسه افضل بطبيعة الحال من الوناسه (حاف ) وزواج البوي فريد افضل ايضا من البوي فريد ، هكذا هو الحال ، اختر ما تشاء من العلاقات الماجنه وارفقها بكلمة زواج فيصبح زواجا باذن الرجل !

عندما تزف المرأة يجب ان يكون هنالك عقد يقره ولي الامر ورجل الدين ، سواء كانت المرأة بالغا او قاصرا ، فاي امرأة منا تزوجت على غير ذالك ؟ نعم جميل جدا ان يطلب السيد محمد حسين فضل الله من الفتاة ان تتزوج الشاب الذي اختارته حتى وان رفض ولي امرها ذلك ، ولكنني اتساءل كيف ستكون حالها مع ولي امرها وكيف ستكون نظرة المجتمع لها ؟ هل ياترى سيغفر الاب والاخ او المجتمع لها تلك الجرأة ام سيكون السيف هو الحد الفصل ؟

نحن الان في القرن الحادي والعشرين ، والانسانية تعود الى الوراء بقرون ، والتشريعات تتراجع تحت سياط رجال الدين المتسلطنين ، والمرأة تسلب منها حقوقا وهبها لها الرجال الاحرار ، وبدأت حملة قطع رقاب النساء تشحذ سكاكينها بحده ، فيرتفع عدد الضحايا يوما بعد يوم ، وتقف التشريعات العرجاء عاجزه عن حماية المرأة ، فكيف تحميها وهي التي اعدت لها كل مسببات القتل تحت مسمى (غسل العار ) والعار الحقيقي هو هذا الغسل الذي يجب ان يغسل منه المجتمع الى الابد بقانون عادل ورادع فالقاتل يجب ان يقتل ، ليكون عبرة للاخرين ، كي تختفي هذه الجرائم النكراء الى الابد .

لنعد الى المجتمع الشرقي الشقي وننظر الى حال المرأه والمسميات التي يطلقها المجتمع على المرأة : بكر ، ثيب، ارمله ،مطلقه ، عانس ، عاقر،لقيطه ، قبيحه ،عامله ، عاطله ، ولكل امرأة قيمتها ، وتزداد هذه القيمه كلما ازدادت مكانة عائلة الفتاة ، فالاميرة ليست كالمغموره ، والغنية ليست كالفقيره ، والجميلة ليست كالقبيحه ، وهكذا هو الحال ، ولو عشت في الغرب لعرفت ان كل هذه المسميات قد تلاشت تماما ، فالكل بشر ، وكم من جميل او امير تزوج منامرأة يطلق عليها مجتمعنا لقب (البايره ) . هذا اللقب المهين لا يوجد في الغرب ، لانه ينظر الى جوهر المرأة ولتذهب كل الالقاب المذلة الى الجحيم .

يجب ان تغير نظرة المجتمع الشرقي للمرأ ه ، لانها شقيقة الرجل وامه واخته وحبيبته ،وحياة بدون نساء حياة عقيمة من كل ما هو رائع وبر وجميل ،جميل ان يصون الرجل المرأة ولكن لا بالعباءة كي يحميها من اعين الرجال ، بل ان يصونها بالحب وذلك بان يضعها في القلب والعقل والضمير ، فالعباءة لا تصون المرأة كما يظن البعض ، فحتى بنات الهوى يرتدينها تحت ذريعة التخفي او التستر من الرقيب .

يبدأ التغيير من الاب كونه رب الاسره ، وكلمة رب تعني المربي ، فيكون مسؤولا عن حصاد زرعه ، وبموجب ذلك يتحمل الاب القسط الكبير من مسؤولية سوء التربيه والوقوع في المحذور ، فالولد الذي يجنح الى الشذوذ الجنسي والانحراف السلوكي يجب ان يقع تحت نفس العقاب الذي يطال الفتاة التي تقوم بذات فعله ، ولا اعني بذلك العقاب القتل وانما النصح والارشاد الذي يصل الى حد التعنيف وليس الضرب .

احيانا كثيره تدفع المرأة في مجتمعنا وحدها مسؤولية اغتصابها ، وبالرغم من اثار المقاومة البادية عليها والتي تكون شاهدا على برائتها الا انها تنال عقوبة غسل العار فتتحمل عقوبة الجاني اما هو فيبقى حرا طليقا بموجب القوانين الوضعيه والاعراف الخاطئه التي تعشعش في قوانيننا ومجتمعاتنا .

لننظر الى قانون تعدد الزوجات الذي هو اهم خلل في علاقاتنا الاسريه ، فاي اب محب وعادل يقبل ان ينال هذا الشقاء من فلذة كبده ، فترى زوجها يقبل اخرى او يضاجعها تحت مسمى الشريعه احلت ذلك ، هل يوجد قهر وانسحاق لعواطف ووجدان المرأة اكثر من هذا ؟؟؟؟؟اهكذا هو العدل الرباني ؟؟؟؟؟ ام هي شريعة الغاب ؟ ولكن عندما تحاول المرأة الانتقام لكرامتها عندما تشاهد زوجها في حالة زنا وبصورة مباشره وتثأر لكرامتها بقتله فالقانون لها بالمرصاد ، لانها قاتله في نظره وتستحق القتل .
اذن يجب ان تزال المسببات الرئيسيه التي تدفع المرأة للانحراف واهمها قانون تعدد الزوجات ، الذي هو وحش كاسر يهدم كيان الاسرة والمجتمع ، وان تكون العصمة بيد المرأه كي لا يطلقها الرجل وقتما شاء ، لان المرأة اكثر حميمية وعشقا وحرصا على بيتها من الرجل ، فهي الام والام لا تحطم بيتها وتشرد صغارها لاي سبب من الاسباب ،كما يفعل البعض من الرجال .

على وزارة الثقافه والاعلام نشر الوعي الثقافي لدى المواطنين بتغيير النظرة الدونية للمرأة ، وتعزيز ذلك بالافلام والمسلسلات العامرة بالخير والمساواة ، لانها تؤثر ثأثيرا ايجابيا ومباشرافي الفرد ، وعلى وزارة المرأة الحذو بنفس المنحى ، على المجتمع ككل رعاية المرأة وحمايتها من القوانين التعسفيه الجائره ، فكرامة المرأة من كرامة الرجل كما ان كرامة الرجل من كرامة المرأة ، فهما من نفس واحده ، من ضلعه خلقت ولم تخلق من ضلع ابليس لتنال العقوبة وحدها ويعفى عنه .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن