في ضل الدمار والدماء والجوع ترتفع رايات العمال في الواحد من أيار

رديف شاكر الداغستاني
radeef_shaker@yahoo.com

2009 / 5 / 7

تحاملت على نفسي النهوض مبكرا رغم معاناتي الصحية المريرة مع كبر السنين ومعاناتها حملتها قاطعاً العهد ان أكون ككل سنه في مقدمه الحضور للتجمع الاحتفالي في الأول من أيار .. هكذا انطلقت من ساحة عدن في الساعة الثامنه صباحاً وبنفس صحفي سياسي اتبعت طريق السير بأتجاه ساحة التحرير اتابع الشعارات المرفوعة على الجدران... عن ماهيتها ولمن تعود... فكانت اغلبها هُمشت لشيوعي اللجنة المركزية واتحاد نقابات العمال... شعارات روتينية بالعموميات وما ان حط رحالي في ساحة التحرير كانت اللافتات المرفوعة متنوعة معلقة على الاسيجة ومنها مربوطة بين العواميد كلها بالون الأحمر اندفعت لبحثي عن المفردات لهذه الشعارات ولمن تعود ايضاً كانت نصيب ابو داود واتحاد العمال العام الاكثر والأخريات العمال الشيوعيين 4يافطة وتصحيح المسار 2 يافطة واتحاد الصناعات 4 يافطة 2 يافطة جمعية السراجين هذا كل ما موجود في محيط ساحة التحرير والشعارات كلها مطلبية... كان الموعد المحدد لانطلاق المسيرة لاتحاد ونقابات العمال الساعة العاشرة
حرب مجيد موسى الساعة الحادية عشر ... عقارب ساعتي تشير إلى التاسعة صباحاً وهذا يعني ان لدي الوقت الكافي للتحرك نحو ساحة الفردوس مقر نهاية المسيرة... كالمعتاد كان الشارع خالياً الا من بدأ يحضر الى مقر الانطلاق بساحة التحرير وصلت ساحة الفردوس فوجدتها زاهية بالأعلام الحمراء مع المنجل والمطرقة او بدونها كذلك يافطات عديدة مرفوعة وينشط شباب لرفع المزيد منها بداخل الساحة وحول محيطها هناك منضدتان إحداها لحزب مجيد موسى عليها كتب وكراريس للبيع واخرى عليها صحف وبيانات لحزب العمال الشيوعي وكلاهام تتحلق حولهما المتطلعين وأنصارهم خاصة يبدوا ان العمالي لامسيرة لديه فسألت ابو علي احد رفاقناالقدماء المخلصين... ما القصة اليوم لاتوجد لديكم تجمع مسيري لا يا رفيق الضرف يحكم يعني تراجع لا الى الامام وضحك انت أعرف بالوضع ... هذا الرفيق هو احد الرفاق الذين صمدو في قصر النهاية اسنخدم ذكائه وفطرته العمالية عمل بالعمالي وكل الرفاق يشيدون بجهاديته وعجبهم كيف يعمل ضمن العمالي الشيوعي ولقد عجز الجميع عن إقناعه إلا انه دائم الميل إلى رفاقه القدماء فأمسى تعريفا عليه (مديور راسه) حقيقتاً كل العمالي الشيوعي بكفة وهو بكفة واحدة هذه شهادة الجميع له ويفتخر بها... ومع مرور الوقت يزداد عدد الجماهير مع حضور قوات الشرطة مطوقة الساحة مطالبة بتصريح بالتظاهرة فتم ابرازها من قبل المسئولين .. فجأ انقطع سير المركبات في الشارع ولاحت لنا من بعيد الأعلام الحمراء فبدأت القلوب تخفق يبدو إن المسيرة بدأت كلما تتقدم تصلنا أصوات الهتافات الجماعية المطالبة وهكذا استمر المشهد حتى اكتمل الدخول الجميع مع أهازيج النسوة ورمي الحلوى على الجماهير وكان الحضور جيد في وضع انتشار الأعمال الإرهابية مجدداً تفجيرات واغتيالات للجماهير فالمسيرة كانت اقل عدد من العام الماضي لكنه هو التحدي ... التقى رفاق الأمس مع رفاق اليوم المختلفين مع المؤيدين حول النضال الطبقي فهذا اليوم لا اختلاف حوله وان تخلى حميد مجيد عن الطبقة العاملة فلم يتخلى رفاق العمال عن طبقتهم ... هكذا كان التعانق والتهاني الحارة وحميمية المشهد الذي يعاد كل عام والكل يتمنى لو إن المسيرة السياسية كلها على النهج والمنوال عمالية سلوكاً وهدفاً للوطن وللشعب... كان آخرين داخل ساحة الفردوس ضمن المسيرة لاتحاد النقابات يافطتان واحدة لحركة التصحيح وأخرى للقيادة المركزية ... لقد كان زميلي في صحيفة كفاح الشعب يكتب ملاحظاته ويجري لقاءات مع الجمهور .. إذا هنا من يهتم بتغطية ما تبقى في الاحتفالية فغادرت مسرعاً إلى ساحة التحرير مستهدف الوصول إلى شارع المتنبي لأطلع عن أي شئ هناك في هذه المناسبة التقيت في مسيري مسيرة جماعة حميد موسى التي انطلقت بفارق ساعة عن مسيرة الاتحاد كانوا قليلي العدد لغالبية أنصاره مع مسيرة الاتحاد ... يسيرون ببطء في ألمقدمه يرددون شعارات والآخرين صامتون كأنهم يسيرون خلف جنازة * أهذا يوم الشيوعي صرخت بأحد الرفاق القدماء كان يسير معهم هل هذه مسيرة حزب شيوعي هل انتم أموات؟؟ قفز من مسيره ليقبلني بهذه المناسبة ز
ثم استمريت بسيري إلى شارع المتنبي فلم أرى ملامح احتفالية من قبل المثقفين سوى يافطة واحدة لحميد مجيد وأخرى للقيادة المركزية استغربت للأمر أين المنتديات الثقافية . قال لي البعض هناك احتفالية مؤشراً بيديه صوب مقهى الشابندر... يعني فوقها فتح فخري كريم مقراً ثقافي في كل جمعه فيها لون قلت هل من المعقول فخري يعملها هرولت مسرعاً تسلقت السلم أذا بهي احتفالية لحسين نعمه المطرب مع عرض للوحاته .. إذن هكذا كيف كان هذا الأفاق عضو مكتب سياسي لمكتب الحزب الشيوعي العراقي كان يقرر لمن مثله مصير سياسات الحزب بيدهم فدفعوها إلى الهاوية وأمسى عراباً للاحتلال عدت أدراجي للمقهى أجد لنفسي فسحة من الراحة بعد عناء المسير فوجدتا مكتظة بالرواد بالمثقفين .
حين جلست بعد( الله بالخير....) سألتهم أتعلمون اليوم ماذا قالوا ماذا اليوم عيد العمال العالمي 1 أيار وانتم كنتم أوائل المحتفلين بهذه المناسبة يوماً كانت الأجوبة متفاوتة متنوعة بعضها تهكمية تعبر عن الأسى إلى ماوصل به العراق ومنهم من قال أين هم العمال والطبقة العاملة لا وجود لها انتهى دورها لم أرد على الآخرين لكن هذا الجواب الاستفزازي كان ردي عليه واجب قلت أنت لم تكن عاملاً أولا وثانياً أنت مستسلم للاحتلال وطروحاته فمبروك عليك ثوبك الجديد ... غادرت المقهى حتى دون أن أتناول شئ بعدها وجدت إن جسدي لا يتحمل الثبات من شدة الحرارة وما سمعته .. فكانت عودتي إلى الدار الساعة الرابعة عصراً أصابني إغماء وجدت نفسي بعد أن صحوت في عيادة طبيب أمرني بعدم التحرك من الفراش وإلا الموت قادم بجلطة في الدماغ أو القلب .. تعددت الأسباب والموت واحد ... لنعش ونرى عجائب الدنيا من مسرحيات الاحتلال ودعاته من الحرس القديم والحرس الجديد إلا أن الحقيقة تبقى إن الانتصار حليف لإنسانية والشعوب.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن