ملاحظات و خواطر حول كتاب - سقوط صدام حسين : ألملفات السرية- لمؤلفه رياض ألصيداوي

عليم محمد عليم
aleem_m_aleem@yahoo.com

2009 / 5 / 5

ألأخ ألعزيز ألأستاذ رياض ألصيداوي
تحية معطرة و أعتذارا لتأخر هذه ألأستجابة
تلبية لرغبتك في ألأطلاع على ملاحظاتي حول ما أحتواه كتابك ألمزمع طبعه و المعنون " سقوط صدام حسين : ألملفات ألسرية " , أضع بين يديك بعضا مما خطر ببالي و انا أقرأ صفحات كتابك . كتبت هذه الملاحظات مرقمة و لكنها ليست بألضرورة مسلسلة حسب ألأهمية او ألترابط فيما بينها فأعتذر لذلك.
(1) ـ أود أن أنبه أولا أنني لست هاويا للتاريخ ألسياسي بصورة عامة ولست معنيا كثيرا بتتبع مجريات ألأحداث ألسياسية أو تحليلاتها أو ألتكهن بأتجاهاتها و نتائجها و تأثيراتها . فأنا , حسب ألمهنة , مهندس و قد درست و تدربت و خدمت في مجالات ألشؤن النفطية ألمختلفة ردحا من ألزمن طويلا قارب ألأربعين عاما و كسبت بذلك خبرة أعتقد ألبعض أنها و اسعة و مهمة.
ولكني , شأني شأن أكثر ألعراقيين أن لم أقل جميعهم , قد فرضت علينا ألسياسة و الأحداث ألسياسية ألجسام فرضا قاسيا و قاسيا جدا و أكتوينا بألويلات و ألثبور عقودا طويلة . . . وتدريجيا وجدنا انفسنا نساق سوق ألأنعام ألى مصير مظلم مجهول يغلفه الخوف و الرعب و ألسجون وألتعذيب ألوحشي و الأختطاف و ألأغتيالات و ألأعدامات و سفك دماء ألأبرياء و المساكين في حروب مستمرة لاتنتهي ويسيطر عليه ألفقر و ألعوز و ان ألذي يقودنا أنما هم جماعة (أو عصابة) يسيطر عليها و يستخدمها سفاح : هوسه وشاغله ألأعظم حبه لنفسه و تعظيمها و ألتمحور حولها , متعطش للدماء , متنكر للقيم ألأخلاقية مرتكب للجرائم ألكبرى ضد ألأنسانية كرمي ألآف ألأكراد ألفيليين في أقسى ألظروف و أكثرها وحشية على ألحدود ألعراقية ـ ألأيرانية تطاردهم ألكلاب ألسائبة ألمتوحشة و ينهشهم ألجوع و العطش و كحجز شبابهم و أطفالهم وأجراء تجارب ألأسلحة ألمحرمة عليهم و كأستخدام ألأسلحة ألكيماوية ضد ألأكراد مسلحين أو مدنيين عزلا من ألرجال و النساء و ألأطفال و ألشيوخ و ألمرضى و المعاقين في حملات ألأنفال ومذبحة حلبجة و كألمجازر ألمرتكبة بحق ألآلاف المؤلفة من ألشيعة في وسط ألعراق و جنوبه وكالمقابر الجماعية وألتي ما أكتشف منها ألى الوقت الحاضر يزيد على أربعمائة و عشرين مقبرة جماعية و و و . . . ألى ما لايمكن عده أو احصاؤه
أقحم صدام حسين العراق في الحرب العراقية ـ ألأيرانية عام 1980 و كان عنده من أحتياطي العملة الصعبة بحدود 36 مليار دولار أمريكي (وهوفي ذلك ألوقت مبلغ كبير) و أنتهى ألأمر بألعراق و هو يرزح تحت ديون هائلة (مئات ألمليارات من ألدولارات) تتراكم عليها ألفوائد بأستمرار و بما يعجز ألعراق عن تسديده ألى أبد ألآبدين . و كان متوسط ألمواطن ألعراقي معتدل ألملبس و ألمأكل , فاذا به يجد نفسه يلبس ألألبسة ألمستعملة و ألمرسلة كمساعدات من ألجمعيات الخيرية ألعالمية ( و هو الذي لم يعتد على ذلك وكان يأباه ألى درجة كبيرة) , و اذا به يحد نفسه عاجزا عن تغذية عائلته و أطفاله , يرى ألبرتقالة في بعض ألدكاكين و كأنها عملة صعبة لا يجرأ ألتقرب منها! أما فاكهة ألموز فقد اختفت من ألأسواق تماما و لم يعرف ألأطفال الصغار هذا ألنوع من الفاكهة ! و أروي في هذا ألمجال و للتاريخ قصتين حقيقيتين حدثتا لي شخصيا :
ألأولى هي انني , و عندما كنت موظفا في شركة نفطية , توجهت احد ألأيام لسيارتي في كراج ألشركة و بينما كنت احاول فتح باب سيارتي وقع بصري على برتقالة ساقطة على ألآرض قرب ألسيارة , فدهشت ثم تلفت يمنة و يسرة لأتأكد أن ليس هناك من يراني , وعندما لم أجد أحدا أنحنيت و بصورة حذرة و خجولة و ألتقفت ألبرتقالة و أخفيتها في يدي و سقت ألسيارة ألى ألدار ( لاحقا لم أستطع سياقة ألسيارة لصعوبة ألحصول على ألبنزين و لتهري أطارات ألسيارة و عدم امكانية الحصول على أطارات بديلة لعدم توفرها او غلاء سعرها ألفاحش). و عندما دخلت ألدار و بيدي البرتقالة , صاح ألأطفال متعجبين " برتقالة ! " ثم قمت بتقسمها الى خمس أجزاء و توزيعها على أفراد ألعائلة ألخمسة!
أما القصة الثانية , فهي أني ذات يوم أشتريت قطعة من أللحم من ألقصاب فو ضعتها على كتف ألسيارة ريثما أدفع ثمنها للقصاب , ثم ألتفت الى ألسيارة فلم أر قطعة اللحم فنظرت حوالي فأذا بشخص ( يبدو محترما و ليس لصا ) يحمل قطعة اللحم فصحت بصورة غير أرادية " ماذا تفعل ؟ " فأجاب أنا صاحب عائلة و عندي اطفال و لم نذق اللحم لما يزيد على شهر ! فصعقت في مكاني و قلت " خذها , بألعافية "
هذا نزر ضئيل جدا من عذابات و مآسي العراق في ألعهد الصدامي تجرعه تجرع ألسم الزعاف لسنين طويلة عامة ألشعب ألعراقي أن لم أقل جميعهم عدا صدام و عائلته و أقاربه و ألمقربين من حاشيته و المطبلين له من ألمنتفعين و ألأنتهازيين ! وقد كان أمرا معروفا انه لم تبق عائلة في العراق ألا وفيها ضحية او أثنتان او ثلاث و حتى خمس أو ست أو سبع أو اكثر ماعدا عائلة صدام حسين و بعض أقربائه و مقربيه !
وفي هذا المقام لابد من ذكربعض الحقائق المهمة التالية :
فألعراق الذي كان من أغنى دول ألمنطقة وكان يعيش بحبوحة نسبية من ألعيش انتهى به ألأمر تحت حكم صدام و هو يرزأ تحت ألأعباء الخانقة ألتالية:
ـ ديون بمئات ألمليارات من الدولارات , بدلا من مما يقارب 36 ملياردولار من أحتياطي ألعملة ألصعبة , تتكاثر فوائدها بمرور ألسنين بما لا يستطيع ألعراق أيفاءه ألى أبد ألآبدين.
ـ هبوط قيمة ألدينار ألعراقي ألى بضعة ألآف دينار عراقي للدولار ألأمريكي ألواحد (يمكن ألقول أن الدينار ألعراقي أنحدرت قيمته ألى ما يقارب ألصفر) , بعد ان كان ألدينار ألعراقي ألواحد يعادل ثلاثة دولارات و ثلث ألدولار!
ـ حصار أقتصادي و عزلة دولية خانقين.
ـ ما يزيد على ألمليون شهيد عراقي و أيراني (و ربما اكثر بكثير) من العسكريين و المدنيين.
ـ ما يزيد على ألمليون من ألثكلى و أليتامى و ألأرامل.
ـ ما يقارب أو يزيد على ألمليون من ألمعوقين و ألمشوهين و ألعجزة !
ـ عدة ملايين من ألمشردين و المهجرين و المهاجرين خارج العراق و داخله.
ـ رمي ما يقارب ألنصف مليون من ألكرد الفيليين على ألحدود ألعراقية ألأيرانية بعد مصادرة أملاكهم و ممتلكاتهم و حجز ألشباب منهم حيث لم يعرف لهم أثر!
ـ توقف حركة ألأعمار و ألخدمات ألأساسية : فلم تشيد على سبيل ألمثال مدرسة و احدة و لم ينشأ مستشفى و احد و لم يؤسس جسر و احد طيلة العشرة أو ألعشرين عاما ألأخيرة من حكم صدام , بل على العكس هدمت وتهالكت ألمؤسسات و ألطرق والخدمات على مختلف أنواعها و مستوياتها.
ـ أنهيار المجتمع العراقي و تدهور ألقيم ألأخلاقية و استشراء الفساد المالي و ألأداري بما لم يشهد له العراق مثيلا طيلة عهوده ألتاريخية!
ـ أستخدام ألغازات السامة المحرمة دوليا ضد شعبه .
ـ مجزرة حلبجة في شمال ألعراق الكردي و الخمسة آلآف ضحية من ألمدنيين ألعزل ( نساءا و أطفالا و شيوخا ومرضى و معاقين . . . ) نتيجة للقصف بألغازات ألسامة .
ـ مجازر حملات ألأنفال في شمال ألعراق و استعمال ألغازات ألسامة مما ذهب ضحيتها مائة و اثنان وثمانون ألف من المدنيين الأكراد حسب ألأحصائيات المعلنة , بالأضافة ألى تهديم ألألاف من قراهم و تسويتها بألأرض و ردم حتى أبار ماء ألشرب !
ـ بيع ألشابات و ألأطفال الأكراد ألعراقيين الى سماسرة ألبغاء و ألملاهي في مصر .
ـ المقابر ألجماعية (ألمكتشف منها الى ألآن يزيد على 420 مقبرة جماعية) و أبادة ألأعداد ألكبيرة من ألشيعة في جنوب و وسط ألعراق.
ـ و القائمة تطول و تطول . . .
(2) ـ نتيجة لما تم سرده في ألفقرة (1) اعلاه , فقد نمت عند الفرد ألعراقي ألأعتيادي موهبة أدراك سلوكية و توجهات ألسلطة الحاكمة و ما تريده و ما لا تريده و أساليبها ألقاسية البربرية في فرض أرادتها بألدعاية و بألأغراء و بألأكراه ألوحشي و ألتخويف وألأحتجاز و ألخطف و التعذيب و ألقتل و و . . . لا و بل حتى التكهن بما ستؤول اليه ألأمور على قساوتها و وحشيتها داخل ألعراق وخارجه و فيما يخصه .
و على ألعكس من أدراك ألعراقيين تماما لحقيقة ألسلطة ألجائرة ألقاسية التي تحكمهم و لما يتعرضون له في ديارهم و ما يتعرض له وطنهم من ويلات و مصائب , فأن ألدول ألعربية و ألمجاورة و أعلامها المسخر و دول ألعالم بصورة عامة كانت أما في حالة جهل تام بما يجري في العراق أو أنها تتعامى عما يجري فيه تشفيا و حقدا و رغبة في تدمير ألنظام ألأيراني ألجديد و ألذي شعروا أنه يقف بألضد من رغباتهم و وتطلعاتهم و أهوائهم و دعما لصدام حسين و نظامه ألذي غامر بمصير العراق في حربه لأيران و غذاهم بمآت الملايين من أموال ألعراق و بكوبونات ألنفط أغراءأ و رشوة .
و أن هذا الأمر ليحز في نفوس العراقيين ويجرح مشاعرهم بدرجة شديدة ويشعرون أنه تآمر عليهم و دعم للجلاد ألذي سامهم ألويل و ألثبور . ومن شاهد ذلك ألعراقي أبا تحسين , يوم سقوط نظام صدام حسين , و هو في لحظة ألأنفجار و الخروج من حالة ألكمت و أليأس الى حالة ألشعور بألأنعتاق و ألحرية و هو يصرخ بصوته ألأبح باكيا و منهالا ضربا بحذاء يحمله بيده لصورة كبيرة لصدام يحملها بيده ألأخرى , متشكيا مما سببه صدام للعراق و شعبه من مآس و ويلات , من شاهد ذلك ألمنظر ألتاريخي ألمعبر يدرك حقيقة ما تشعر به ألغالبية العظمى من ألعراقيين !
وحين يقرأ ألعراقيون مقالة أو كتابا عن أوضاع ألعراق أوألسطة ألحاكمة آنذاك لكاتب عربي غير عراقي أو لكاتب أو لمؤسسة من أمريكا أو أوربا أو أقطار ألعالم ألأخرى , و حين يلمسون في هذه ألمقالة أو هذا الكتاب دقة و صدقا في ألكلام و معرفة لحقائق ألأمور و تفاصيلها و كشفا لظلم ألحاكم ألمستبد و لأنتهاكاته لحقوق ألأنسان ضد شعبه ألأعزل ألحبيس , فأنهم (ألعراقيون) يشعرون بألأرتياح , لا لأنهم يتعلمون شيئا جديدا لم يعرفوه سابقا , فهم بألطبع يعرفونه و بألتفاصيل ألدقيقة , و لكن لأنهم يشعرون أن هناك خارج أسوار سجن العراق ألكبير من يستطيع رؤية ما في داخل السجن ألكبير و يلفت أنظار ألعالم ألى مظلومية ألسجين و حرمانه بألرغم من ألأسوار ألقاتلة و بالرغم من وسائل أعلام ألحاكم المستبد وأعلام ألمؤسسات و الشخصيات و الدول ألتي أصطفت معه تدعمه و تؤيده عن جهل بواقع ألأمور أو عن علم بها و تجاهلا لها طمعا بكوبونات ألنفط و ألمنافع ألمتعددة و مليارات ألدولارات (من خزينة ألدولة العراقية) ألتي وظفها هذا ألحاكم المستبد لخدمة أغراضه و أهوائه!
(3) ـ قبل أن أقرأ ما كتبه ألأستاذ ألتونسي رياض ألصيداوي في كتابه " سقوط صدام حسين : الملفات ألسرية " كنت أتوقع أن اقرأ تمجيدا و مديحا أو على ألأقل أبداء ألأسى و ألحزن على فقيد ألأمة و بطلها . . .ألخ . فهذا ما تعودنا سماعه , نحن العراقيين , من ألكتاب العرب . ولكني أقولها للحقيقة انني دهشت لما قرأت ! فأني وجدت نفسي أمام كاتب حذر يتلمس خطواته : يبحث عن ألحقيقة و يدقق في المعلومات التي بحوزته يناقش مصداقيتها و يوازن بين ألمتناقض منها و لا يتعجل ألأستنتاج و كأنه باحث علوم جامعي في مختبر أبحاث علمية . سررت لذلك كثيرا و كأني عثرت على كنز ثمين و واصلت ألقراءة بشوق ألى ألنهاية . و قد تبادر ألى ذهني , بطبيعة ألحال , كثير من ألخواطر و ألملاحظات , لاسيما و ان ألأستاذ الصيداوي كان قد دعاني متكرما ألى أبداء ملاحظاتي حول كتابه . وهذا ما أنا فاعله بعرض بعض من هذه ألخواطر و ألملاحظات بأيجاز أحيانا و بشيئ من ألتفصيل أحيانا .
(4) ـ أنا لا أتفق مع ألأطار العام لمقدمة ألكتاب أو فصله ألأول . فأن هذا ألفصل و هو واجهة ألكتاب و مفتاحه يبد و كأنه يضع على كفتي ميزان و بصورة متعادلة حسنات صدام حسين ومقامه ألرفيع و أهميته وعلو شأنه في ألأقطار ألعربية و ألعالم ألفسيح مع سيئاته و أجرامه و غطرسته ! و هو يستند بذلك على ما يرويه , على سبيل ألمثال , امير أسكندر و فوآد مطر وغيرهم من ألكتاب ألمأجورين (باعتراف ألكاتب) و كذلك على ما يرويه من أكتوى بآتون ألقساوة و ألظلم ألصداميين !
(5) ـ و في ألمقدمة أو ألفصل ألأو ل نفسه يبدي ألكاتب حيرته و عدم قدرته على ألأستنتاج بعد موازنته بين حسنات و سيئات صدام ! و يبد هذا ألأمر غريبا جدا وبصورة خاصة للغالبية ألعظمى من ألعراقيين ألذين يعرفون حقائق ألأمور و تفاصيلها , أضافة ألى أن ألقارئ للكتاب يرى بوضوح ألأستنتاجات ألمدمرة واضحة لسياسات صدام و تصرفاته, وعليه يبد ان هناك تناقضا واضحا بين المقدمة و محتوى ألكتاب . وربما أمكن صياغة ألعبارات بشكل آخر كأن يقال " وهكذا أختلفت ألتوجهات و المعتقدات بين ألعراقيين , أهل ألمصيبة, و بين ألأخرين ألذين ينظرون من بعيد . . . "
(6) ـ أنا لا افهم كيف لباحث كألأستاذ ألصيداوي أن يقوم بدراسة لحياة و سلوكية حاكم عربي مشهور كصدام حسين (من ألولادة و صعودا ألى ألنجومية , على حد تعبيره , و ألى سقوطه ألى ألحضيض) وهو في ألوقت نفسه يبعد عنه ألأدلة ألجنائية ( اثناء محاكمة صدام) من شهود حقيقيين ممن بقوا على قيد ألحياة و ممن أصابهم العوق و العمى و التشوهات بسبب ألتسمم بألغازات ألسامة و آخرين ممن فقدوا بعضا أو جميع أفراد عوائلهم للسبب نفسه ومن أدلة مادية موثقة و وثائق و كتب رسمية و خبراء عالميين متخصصين بألغازات ألسامة و الجرائم ضد ألأنسانية و المقابر الجماعية وغيرها من ألأدلة الجرمية ألتي ملأت محاضرجلسات المحكمة ألجنائية العراقية ألعليا ألأولى و ألثانية ( على ما أتذكر) أللتان حاكمتا صدام عن "جريمة الدجيل" و " جريمة ألأنفال " و حكم بألأعدام عن جريمة "الدجيل" (وأعدم قبل أن تنتهي جلسات المحاكمة عن "جريمة ألأنفال")
صحيح أن موضوع محاكمات صدام وألمسؤلين عن ألجرائم التي ملأت العراق اثناء حكمه موضوع طويل و فيه أطنان من الوثائق و المواد الجرمية و تغطيته تحتاج ألى كتابة كتاب أو كتب كاملة ألا أنها تحكي حياته الجرمية (أو جوانب منها) و لايمكن باية حال استبعادها كليا في اية دراسة جادة لحياة و سلوكية الرجل.
(7) ـ ورد في ألفصل ألأول أو مقدمة الكتاب الفقرة ألتالية : ". . . وتمت محاكمة صدام حسين على أيدي قضاة عراقيين ظاهرا و لكنا كنا (كلنا ؟) نعرف ان محاكمته ألحقيقية تمت على أيدي قادة أمريكيين لا نراهم و لكنهم فاعلون خلف الستار . و هم ألذين توصلوا الى ضرورة اعدامه و أوكلوا ألمهمة الى عراقيين . . ."
أود أن أسأل ألأستاذ ألصيداوي هل هذه هي حقيقة يعرفها ؟ أم أنها مجرد أفتراض أو معتقد ؟ و ألأستاذ ألصيداوي , كباحث , نتوقع منه أن يناقش مثل هذه ألأفتراضات قبل أن يعتمدها كحقيقة .
ألصورة كما اراها و كما يراها ألعراقيون بألأغلبية ألمطلقة (على ما اعتقد) هي ليست هكذا و انما هي ان العراقيين انفسهم و بصورة خاصة ألملايين من ضحايا الحكم المباد و ذويهم و أقرباءهم و ألمهجرين و المهاجرين و ألذين ضاقت صدورهم و أختنقوا في ألعراق ألذي حوله صدام ألى سجن كبير هم انفسهم ألذين كانوا يتطلعون و بحرقة شديدة لرؤية صدام , و ألمشتركين معه في أيصال ألعراق الى ما وصل أليه , يقبعون خلف قضبان محكمة مقتدرة عادلة تكشف كل تصرفاتهم ألوحشية و الأجرامية و تحاكمهم ألحكم العادل ألذي يستحقونه . ويجب أن اذكر هنا أنه كان في العراق ألعديد و ألعديد ممن أعتقد أن صدام لا يحتاج ألى محاكمة لأن أدانته واضحة و لا تحتاج الى ألبحث عن دليل . كما يجب أن أذكر أن ألعديد العديد من العراقيين حزنوا لقتل القوات ألأمريكية عدي و قصي ولدي صدام حسين لأنهم أردوا ان يروهما حيين يواجهان , وهما خلف قضبان محكمة مقتدرة عادلة , سرد ما أقترفت أيديهم من جرائم يندى لها جبين ألتاريخ وما تلطخت بهما من دماء ألأبرياء و و. . ألخ و يشاهدا مصيرهما ألأسود خلف قضبان تلك المحكمة .
دعنا نناقش ما أورده ألأستاذ ألصيداوي من أن ألأمريكان أرادوا محاكمة صدام و أعدامه. وفي هذا المجال يحضرني ماسمعته مرات عديدة من عدد من الأعلاميين و ألمتحمسين ألعرب (غير ألعراقيين) من ان ألأمريكيين سوف لن ولن يسمحوا بمحاكمة صدام لأنه سيفضح مؤامراتهم و يدلي بعلومات سرية تدين أعمالهم وأتفاقاتهم ألمشبوهة . . . ألخ . و قد كان هذا أعتقادا سائدا في ألأعلام العربي و تبناه حتى بعض او كثير من العراقيين أنفسهم .
ألآن و قد حوكم صدام و اعدم , فهل كان كل هذا برغبة ألأمريكيين ؟ أنا شخصيا اعتقد أن المحاكمة كانت برغبتهم و لسبب و دليل بسيطين : ألسبب أنهم ارادوا أن يرى ألعراقيون و ألعالم حقيقة صدام و جرائمه و بذلك تبرير مهم (ولو انه جزئي) لأحتلالهم ألعراق , وألدليل أن المحاكمة جرت في ألوقت ألذي كان بأمكانهم منعها أن شاؤا. و هنا يجب ألتأكيد على حقيقة أعتقد ان العرب (غير ألعراقيين) و ألأعلام العربي يجهلها او يتجاهلها ألا وهي أن محاكمة صدام هي رغبة عراقية تطابقت مع ألرغبة أو ألمصلحة ألأمريكية
أما موضوع أن أعدام صدام هي أرادة أمريكية فهو أمر مشكوك فيه ألى درجة كبيرة حيث أن ألأعدام ليس مما يتقبله ألشعب او ألمؤسسات ألأنسانية ألأمريكية ( ولو ان ألأعدام يمارس بصورة محدودة جدا في أمريكا) . وهنا أود أن أشيرالى حقيقة ظهرت مؤخرا و هي أن ألسيد ألمالكي رئيس وزراء ألعراق كان قد دخل في مشادة مع ألأمريكيين حول وجوب تسليم صدام حسين لتنفيذ حكم ألأعدام ألصادر بحقه و المصادق عليه من قبل محكمة التمييز. ولما أمتنع ألأمريكيون عن ذلك هدد واصر على ألأستقالة اذا لم يسلم من قبل ألأمريكيين خلال ساعة (هكذا رويت ألقصة) , ألأمر الذي أضطر ألأمريكيين ألى تسليمه حيث نفذ حكم ألأعدام على عجل. و قد كان عند العراقيين عامة شعور بألقلق من أن يقوم ألأمريكيون بتهريب صدام خارج ألعراق لمنع أعدامه .
(8) ـ عودة ألى مطلع ألفقرة (7) اعلاه و هي : " . . .و تمت محاكمة صدام حسين على أيدي قضاة عراقيين ظاهرا و لكنا كنا (كلنا؟) نعرف أن محاكمته ألحقيقية تمت على أيدي قادة أمريكيين لا نراهم ولكنهم فاعلون خلف ألستار . . . "
يستوحى من هذه ألأسطر أن ألأستاذ ألصيداوي ربما وقع في فخ ألأعلام ألعربي . فألأعلام ألعربي و المطبلون لصدام و ألمتلهفون على عودة حكمه ما أنفكوا يروجون لفكرة أن المحاكمات ألتي أجريت لصدام و ألمشتركين معه في جرائمه أنما هي محاكمات صورية و ان ألمحكمة ألجنائية ألعراقية ألعليا بفروعها ما هي ألا لعبة بأيدي ألمحتلين ألأمريكيين يسيروها و يأمروها كما يشاؤن وما هي (ألمحكمة) ألا مهزلة و مسخرة !
أن المتتبع لمجريات هذه ألمحاكمات ( و أنا منهم و بصورة شبه كاملة لمحاكمة " جريمة ألدجيل" و " جريمة ألأنفال" و "جريمة حلبجة") ليسخر من هذه ألأدعآت ألمضللة و ألضالة. فلم يشهد تاريخ القضاء ألعراقي ( و ألعربي بطبيعة ألحال ) محاكمات شفافة و عادلة و دقيقة , متحلية بألصبر ألطويل وساعية وراء ألحقيقة , تحفظ للمتهم كرامته وترعى حقوقه و لا تعتمد ألا ألأدلة و ألوثائق ألجرمية و تسمع للمدعي و المدعى عليه و لشهودهم مهما اطالوا و تسمح لمسائلتهم من قبل ألأدعاء و ألمتهمين ومحامي ألدفاع و المدعين بألحق ألشخصي و أصحاب العلاقة . كل ذلك يراه و يسمعه القاصي و الداني داخل ألعراق و في ألعالم أجمع من على شاشات ألتلفزيون و ألقنوات الفضائية . .
وأذا كان هناك ما يدعو الى السخرية , فأنما هو محاولات بعض ألمتهمين و محاموهم ألمتكررة و ألفاشلة ألهادفة ألى أفشال عمل ألمحكمة و اشاعة جو الفوضى فيها و محاولات بعض ألمتهمين و اخصهم برزان (أخ صدام غير ألشقيق) و صدام نفسه , محاولاتهم أستخدام قاعة المحكمة ساحة للخطابات ألسياسية و ألدعاية ألحزبية وتحريض ألمواطنين و الجماهير ألعربية.
و تؤكد ألمحكمة ألجنائية ألعراقية ألعليا أنها رفضت و ترفض كل أنواع ألتدخل في شؤنها و قراراتها بغض ألنظر عن ألجهة ألتي قد تصدر عنها سواءا داخلية أو أجنبية و أصدرت قراراتها بأرادة عراقية خالصة
وفي هذا المقام تجدر ألأشارة ألى أن ألمحكمة ألجنائية العراقية ألعليا و ثقت جميع جلساتها بألصوت و ألصورة و أسست متحفا يحتوي على جميع ما يتعلق بهذه المحاكمات من أفلام و أدلة مادية جرمية و وثائق وتقارير فنية لخبراء عالميين و محليين و"سيديات" بألصوت و ألصورة و و . . ألخ و يمكن للدارسين و الباحثين أليوم ألحصول على جميع التفاصيل ألتي يرومونها من هذا ألمتحف بما فيها نسخ من "السيديات" و ألأفلام و الوثائق .
(9) ـ أقترح على ألأستاذ ألصيداوي أن يحذف كلمة " الظلامي" من عبارة "ألدين ألظلامي" التي وردت في أحدى فصوله و أبدالها بعبارة اخرى كأن تكون "التزمت في الدين" و ذلك تجنبا لما قد يحصل عليه من رد فعل عنيف من قبل بعض ألقراء هو في غنى عنه .
ربما يكون من المناسب هنا أن أشير ألى أن تظاهر صدام بألتدين و تسميته لنفسه " عبد ألله ألمؤمن" و أبتداعه ما سماه "ألحملة ألأيمانية" , ما هو ألا نتيجة لشعوره بألهزيمة امام زعيم ألثورة ألأسلامية في أيران , الخميني , و ألذي نعت صدام ب"ألكافر" و "المعتوه" ألأمر ألذي أقض مضجع صدام خوفا من تألب ألجماهير ألمتدينة ضده ( و لو أنها مخنوقة تحت قبضته ألحديدية ألوحشية ألقاسية) فوظف كل أمكانياته وأجهزته ألأعلامية وأمكانيات ألدولة للتصدي لذلك و كعادته في اجتثاث كل ما يشعره بألقلق من جذوره ("يشلعه من عرجه" حسب تعبيره ألذي كان كثيرا ما يكرره) و أمر أفراد أجهزته ألأمنية و الحزبية بأطلاق أللحى و ألذهاب ألى الجوامع و ألمناسبات الدينية و أحيائها كما أشار ألى ذلك ألأستاذ ألصيداوي بصورة أو بأخرى في كتابه ألذي نحن بصدده . كل ذلك ما هو ألا نوع من أنواع الدجل السياسي ألذي عرفه العراقيون عن صدام و ألدائرين بفلكه . فألجميع يعلم أن صدام ملأ ألجوامع بألجواسيس و لاحق ألمتد ينين و قتل ألعديد منهم !
(10) ـ يبد ان هناك نوعا من ألألتباس وألخلط فيما يخص رفعت ألحاج سري , فقد بدا و كأنه أعدم في عهد صدام , في حين أنه كان قد اعدم في عهد ألزعيم عبد الكريم قاسم . وقد كان ( على ما اتذكر) ممن آزر ثورة ألشواف عام 1959 و كان مؤيدا قويا للزعيم جمال عبد ألناصر. و قد التزمه عبد الناصر ألتزاما قويا (على ألأقل في خطاباته) وقد هدد عبد الكريم قاسم مرة قائلا له: أتحداك أن تمس شعرة واحدة لرفعت الحاج سري ( و كان موقوفا آنذاك) . وقد تم أعدامه بعد فترة قصيرة من هذا ألتحدي . واعتقد ألبعض أن عبد ألناصر هو ألذي تسبب بأعدامه عندما قام بتحديه هذا لعبد ألكريم قاسم ألمعروف بتسامحه وقوله المشهور" عفى ألله عما سلف"!
(11) ـ هل تعامل صدام حسين مع المخابرات ألأمريكية أثناء أقامته في مصر؟ يطرح ألكاتب هذا ألسؤال ثم يستبعد أمكانية وجود أتصالات هامة مع ألأمريكيين في مصر و أحد ألأسباب هو صغر سنه حيث كان في ألسادسة و ألعشرين من ألعمر
أولا: أن الأنسان في السادسة و ألعشرين ليس صغيرا بل على ألعكس هو في سن ألنضوج و ألنشاط و المغامرة و هذا ما يتطلع اليه من يريد ألقيام بألأعمال الكبيرة وألمغامرات ألخطيرة .
ثانيا : أورد فيما يلي بعضا مما سمعت و ما شاهدت شخصيا والتي قد تلقي بعض ألضوء على هذا ألموضوع :
(1/11) ـ سمعت (ولم أقرأ) , و لمرات متعددة , أن خالدا أبن ألزعيم المصري جمال عبد الناصر يذكر في مذكراته (او في كتاب له) انه قد ذهب يوما ما لزيارة و الده ليبشره بنجاحه في ألأمتحان , فأعترضه سكرتير ابيه قائلا له لا يمكنه ألدخول على أبيه ألآن لأن أباه مشغول مع أشخاص مهمين . فأنتظر خالد في غرفة سكرتير ابيه فترة من ألزمن . ثم خرج بعد حين من غرفة أبيه ,غرفة عبد ألناصر , شخص يبدو أنه أمريكي و رجل آخر طويل أسمر. فسأل خالد السكرتير : من هذا ؟ فاجاب السكرتير أنه مسؤؤل ألمخابرات ألأمريكية "بوش ألأب" (على ما أتذكر). ومن هذا ألأسمر ألطويل ؟ فأجاب ألسكرتير أنه صدام حسين!
(2/11) ـ في أو حوالي الشهر ألرابع من عام 1958 (لآ أتذكر ألتاريخ ألمضبوط) كنت في غرفتي أمارس عملي ألأعتيادي في "قسم هندسة النفط" في "شركة نفط العراق" , وهي أحدى ألشركات العالمية ألكبرى (مسجلة كشركة انكليزية) , فأحسست أن هناك أجواءا غير اعتيادية. و بعد فترة من ألزمن أطل أحد المهندسين ألأنكليز ألعاملين في الشركة و اسمه جورج رتجي . و كان هذا ألشخص معروفا بالفضول و ألتدخلات ألتي لاتعنيه . أطل هذا ألشخص من الباب و هو يؤشر بكف يده موحيا : أن انتظروا فقريبا سترون !
فهمت لاحقا و في نفس أليوم أن ألسفير ألأمريكي و وفد مرافق له كانوا قد عقدوا أجتماعا سريا في غرفة مدير "قسم هندسة النفط".
ألأمر فيه كثير من الغرابة ! فما علاقة ألسفير ألأمريكي بشركة نفط ألعراق ؟ ولماذا في غرفة مدير "قسم هندسة ألنفط" ؟ و مما زاد الغرابة هو علمنا , نحن الموظفين في الشركة , بوجود حساسية لدى ألأنكليز تجاه ألأمريكيين و خوفهم من ألتنافس ( شركة نفط الشمال بالرغم من أنها "كونسورتيم" أي تشارك في رأسمالها و تديرها عدة شركات عالمية كبرى ألا أنها مسجلة رسميا كشركة أنكيليزية)
بعد فترة شهربن أو ثلاثة (لا أتذكر) و قع أنقلاب عام 1963 و اسقط حكم ألزعيم عبد ألكريم قاسم و اعدم .
بدأت أشعر أني فهمت أللعبة بوضوح تام و أتضحت لي ألأجوبة على ألأسئلة التي تبادرت الى ذهني أثناء أجتماع ألسفير ألأمريكي ألسري . فألأجتماع هو للأتفاق على برنامج عمل يوكل ألى "شركة نفط ألعراق" عند حصول ألأنقلاب ألذي خطط له ألأمريكييون (و ألأنكيليز أفتراضا) . و أن أختيار "قسم هندسة ألنفط" في منطقة "بابا" عميقا داخل ألشركة بدلا من مقر ألدائرة ألعامة للشركة أنما هو للأبتعاد عن ألأنظار و زيادة في ألسرية !
(3/11) ـ من ألأمور ألتي أشعر بعدم ألأرتياح عند ذكرها هي أني لم أستنسخ ( من ألأنترنت) ما صرح به أحد كبار مسؤلي ألأستخبارات ألأمريكية حول انقلاب 1963 ضد حكم ألزعيم عبد ألكريم قاسم , حيث أنه ذكر و بكل وضوح الأجتماع ألسري ألذي تم في "قسم هندسة النفط" في شركة نفط ألعراق / كركوك (كما في ألفقرة 2/11 اعلاه) و كيف أنه ساهم في نجاح ألأنقلاب . و أضاف أنه تم أستحداث مركز أتصال في ألكويت , مهمته ألأتصال بمنفذي ألأنقلاب وأن ألعديد من ألشيوعيين الذين تم قتلهم كانوا حسب قوائم تم تزويدها من قبل هذا "ألمركز" في الكويت . فقدت أسم ألمسؤل ألأمريكي و ألمصدر بسبب عدم استنساخي للتصريح من ألأنترنت!
(4/11) ـ أن ألتصريح ألمشهور لعلي صالح السعدي (أحد اعضاء أنقلاب 1963 ضد حكم ألزعيم عبد الكريم قاسم) والذي يقول فيه " أنا جئنا على ظهر ألدبابة ألأمريكية " يؤيد و يؤكد علاقة ألأنقلاب و ألأنقلابيين بألأمريكيين.
(5/11) ـ لقد سمعت بأذني (من ألمذياع) ما قاله طلاس وزير ألدفاع ألسابق في ألجمهورية ألسورية من أن ألرئيس جمال عبد ألناصر طلب منه أبلاغ حافظ ألأسد رئيس ألجمهورية ألسورية آنذاك بأن صدام حسين لم يقطع علاقته بألمخابرات ألأمريكية . ولما سأل المذيع طلاسا : وهل قام بأبلاغ ألرسالة ؟ أجاب طلاس : لم أكن وزيرا للدفاع في تلك ألفترة فأخبرت رئيسي وزير ألدفاع لأبلاغ رئيس الجمهورية برسالة جمال عبد الناصر تجنبا لتجاوز ألمرجع ألأعلى.
(12) ـ أنا لا أفهم لماذا لا يلجأ الباحث عن الحقيقة ألى مصادرها ألأصلية ! فمن يريد أن يعرف حقيقة ما جري في ألعراق في عهد صدام عليه ان يبحث عن ذلك في ألعراق و من العراقيين بألدرجة ألأولى . يفعل ذلك في عهد صدام أذا أستطاع أختراق موانعه و حواجزه الأرهابية وو سائل أعلامه و دعايته , أو يفعل ذلك بعد عهد صدام حيث ألأجواء أكثر ملائمة و ألأمكانيات و مصادر ألمعلومات متوفرة . أيذهب من يريد دراسة ألواقع ألأمريكي ألى ألصين و يستقي معلوماته من ألصينيين ! ام يذهب ألى امريكا و يتعايش مع ألأمريكيين؟ لماذا يغلق ألعرب عيونهم و يسدون آذانهم عن كل ما هو عراقي؟ فلا يقرؤن صحفه و لا يستمعون الى أذاعاته و لا يتابعون فضائياته أو وسائل اعلامه و يكتفون بما يقوله ألأخرون عنه حتى و ان كانوا مغرضين او اصحاب مصالح او مأجورين أو عراقيين ارتبطت مصالحهم و مصيرهم وأهواؤهم بصدام و حاشيته ومصالح دول غير ألعراق !
في ألعراق أليوم مصادر معلومات لم يشهدها تاريخه ألقديم أو ألحديث . فهناك مئات من ألصحف و ألأذاعات و ألقنوات ألفضائية. و في العراق أليوم عدد كبير من ألمؤسسات المعلوماتية و عدد كبير من الكتاب و ألأدباء و ألباحثين . وهناك اطنان من ألوثائق و ألمستمسكات وهناك المواد الجرمية كمئات ألمقابر ألجماعية وبقايا حلبجة و بقايا ألأنفال وهناك و هناك . . .
و اقترح على الباحثين عن الحقائق في العراق في عهد صدام ان يستفيدوا من المصادر التالية :
(1/12) ـ متحف المحكمة ألجنائية العراقية العليا . يمكن ألحصول أو ألأطلاع على جميع مجريات و وقائع المحاكمات لصدام و ازلامه بما فيها ألأفلام و "ألسيديات" و المواد ألجرمية و الوثائق و المستندات . . ألخ
(2/12) ـ مؤسسة ألذاكرة ألعراقية ـ مقرها لندن و رئيسها مصطفى ألكاظمي. لها موقع الكتروني يغطي قوائم ألشهداء و ألمغدورين و ألمعتدى عليهم من قبل صدام و ازلام حكمه . تنسق ألمؤسسة مع الجامعة ألأمريكية في بيروت لأقامة معرض لكشف جرائم ألنظام
(3/12) ـ موسوعة اكرم ألحكيم (وزير دولة و رئيس لجنة ألحوار الوطني) ـ موسوعة كبيرة توثق حالات ألأعتداء و ألأغتصاب من قبل صدام و أولاده وأزلام حكمه على عدد كبيرمن المواطنين و ألمواطنات من مختلف ألأعمار. (ألموسوعة تزن ما يقارب 13 كيلوغراما من ألورق ألكبير ألحجم) . نظم العديد من المظاهرات و ألأحتجاجات في ألأروقة ألعالمية بما فيها هيئة ألأمم ألمتحدة عندما كان مقيما في لندن هربا من بطش صدام
(4/12) ـ كتاب (عنوانه ؟) للدكتور وليد الحلي (أستاذ جامعي) يشرح فيه جرائم ألعهد ألصدامي بحق ألمواطنين ألعراقيين . . .ألخ أعتمدت ألصحافة ألبريطانية كثيرا من معلومات ألكتاب و قام المؤلف بألعديد من ألأتصالات مع العديد من ألمؤسسات ألدولية و ألأنسانية ( بما فيها هيئة ألأمم ألمتحدة) حينما كان مقيما في أنكلترا هربا من بطش صدام .
(5/12) ـ كتاب أو مذكرات " الهروب ألى ألحرية" لمؤلفه ألدكتور حسين الشهرستاني ( عالم الذرة ألعراقي و وزير ألنفط ) ـ منشور على ألأنترنت .
(6/12) ـ كتاب " شخصية الطاغوت" , دراسة في نمط ألعلاقة بين ألحاكم و المحكوم في ظل ألأستبداد / صدام نموذجا , لمؤلفه هادي ألمدرسي ـ و في نهاية ألكتاب سبع صفحات من المراجع ألعربية و ألأجنبية .
(7/12) ـ كتاب "حكومة ألقرية" , لمؤلفه طالب ألحسن ـ دار أور للطباعة / بيروت .
(8/12) ـ زهير كاظم عبود (كاتب و قاضي في ألمحاكم ألعراقية) ـ كتابه "مخابرات صدام و أغتيال طالب ألسهيل"
(9/12) ـ مؤسسة ألسجناء ألسياسين
(10/12) ـ مؤسسة ألشهداء
(11/12) ـ هيئة ألمسائلة و ألعدالة
(12/12) ـ قناة ألعراقية ألفضائية ـ ألقناة ألرسمية للجمهورية ألعراقية
(13/12) ـ قناة ألفيحاء ألفضائية ـ قناة عراقية مستقلة
و غيها كثير . .
(13) ـ ورد لمرات ألأسم راشد عالي ألكيلاني بأنه قائد أنقلاب 1941 و الحقيقة ان ألأسم الصحيح هو رشيد عالي الكيلاني .
(14) ـ لابد وأن ألأستاذ ألصيداوي سيراجع لغة ألكتاب قبل أرساله للطبع . فقد ورد كثير من أخطاء الطبع و اللغة وألقواعد في ألنص ألمنشور على موقع " ألحوار المتمدن" مما يقتضي التصحيح . و ادرج فيما يلي بعضا من هذه ألأخطاء على سبيل ألمثال لا ألحصر :
ـ (احمد ألحسن ألبكر) / الفصل ألرابع . و ألصحيح (احمد حسن ألبكر) .
ـ (وثبان) / ألفصل ألرابع . و ألصحيح (وطبان), ألأخ غير الشقيق لصدام .
ـ ( . . أن يكون صمام (ألأمام) ألأمان . . ) / ألفصل ألثامن . تحذف كلمة ألأمام .
ـ ( هذذه) / ألفصل ألتاسع . و ألصحيح (هذه) .
ـ (. . منذ (منصف) / ألفصل ألتاسع . و ألصحيح (منتصف) .
ـ (. . أن نظام ألمليشيا لم يستخدم كجيش .. تم (استخدامها) / ألفصل ألتاسع . ألصحيح (تم أستخدامه) .
ـ ( . . فهم عمال و (موظفين) . . ) / الفصل ألتاسع . و ألصحيح (موظفون) .
ـ ( . . بعضهم قد (أنظم) الى حزب ألأستقلال (ذو) ألتوجه . . ) / ألفصل 13 . و ألصحيح (أنضم) و (ذي) .
(15 ـ لم اشأ و لم أتوقع أن تكون كتابة ملاحظاتي و ألخواطر ألتي تواردت علي أثناء قراءة كتاب ألأستاذ ألصيداوي بهذا ألحجم ألواسع , ولكني في ألوقت نفسه أدرك أن من عاش تحت حكم صدام طيلة سنوات حكمه , من ألفه الى يائه , يختزن في داخله كما هائلا من ألذكريات ألخانقة و المعلومات و المشاهدات و ألأحداث المروعة و انها جزء مهم من تاريخ ألعراق ألسياسي و ألأجتماعي و. . و . . ألخ و أن تسجيلها و أحتوائها كتابة قد يحتاج ليس ألى كتاب واحد بل ألى عدة كتب ! و احسست كذلك انها فرصة لجلب أنتباه ألكتاب و ألأعلام ألعربيين (و ألعالميين) ألى أنه عند الحديث عن ألعراق أو الكتابة عنه تحت ألحقبة ألصدامية فأنه من ألضروري أستقاء معظم ألمعلومات ( أن لم أقل كلها) من العراق ومن ألعراقيين الذين عايشوا ألفترة و أكتووا بقساوتها المريرة .
و أود ان أذكر هنا ألى أن ألأستاذ ألصيداوي ولو انه ركز على أن من اهداف كتابه ألقيم ألبحث عن أسباب صعود صدام الى ألقمة (كذا!) و هبوطه ألى الحضيض , ألا انني شعرت انه يركز على ابعاد أو تصفيات ألشخصيات ألسياسية و ألعسكرية (الكبيرة!) و البارزة أو ألأعتماد عليها آنذاك , ويذكرها بألأسماء و بشيئ من ألتفصيل أحيانا , أكثر من ألتركيز على ألممارسات ألقمعية و الجرائم ضد ألأنسانية تجاه مئات ألآلاف من ألأبرياء و ألعزل . هويذكرها ويستهجنها و يكرر ذكرها ولكن بأختاصار ومن دون تفاصيل . أعتقد أن الكتاب يفتقر ألى ذكر أمثلة و اقعية في هذا الباب و سرد تفاصيلها و تعزيزها بألأرقام و تقارير ألخبراء ألمحليين و ألعالميين , , و و . . ألخ . وربما يكون ألسبب في هذا يعود ألى ألأفتقار (بتصوري) ألى ألمعلومات و التفاصيل في هذا الباب عند ألأستاذ ألصيداوي و ذلك بسبب طغيان ألأعلام ألعربي على ألأعلام ألعراقي و سياسته في التجاهل و ألتعمية و ألتضليل للأسباب المعروفة .
و لأستحالة ألأحاطة بجميع جوانب هذا الموضوع الواسع أختتم هذه ألخواطر و ألملاحظات بقائمة من ألأحداث والمعلومات ذات ألعلاقة ( بألعناوين أو ألأختصار ألشديد) وألتي هي معلومات مؤكدة شهدتها أو سمعتها أوتعرضت لها شخصيا عسى أن تكون مفيدة للأستاذ ألصيداوي و الباحثين ألعرب في أغناء دراساتهم .
ـ سقت سيارتي من بغداد قاصدا مدينة البصرة في عطلة ألعيد ( و أثناء ألحرب العراقية ـ ألأيرانية) لزيارة شقيقتي ألتي كسرت رجلها نتيجة عثرة داخل ألمنزل و لم أكن قد رأيتها لسنين طوال . وبعد سفرة شاقة أوقفت خلالها مايزيد على 14 مرة من قبل نقاط ألسيطرة ألأمنية للتفتيش ألدقيق و تدقيق أوراق ألهوية و ألأجابة على ألأستفسارات العديدة , وصلت ألبصرة . وبعد ألأطمئنان على صحة شقيفتي و البقاء معها يومين أو ثلاثة عدت ألى مقر عملي في مدينة كركوك . وما هي ألا بضعة أيام ألا و قرع جرس الدار , فأذا ببضعة رجال من أمن ألسلطة بسيارة واقفة أمام الدار و سيارة اخرى , فيها رجال متأهبون و مدججون بالسلاح و عيونهم ترقبنا , واقفة على مسافة غير بعيدة . و أركبت السيارة ألتي ساقتني ألى أحد دور ألجهات ألأمنية ألسرية ثم ألى مركز جهاز أمن المدينة . و قبيل ألغروب , وجدت نفسي أقاد ألى مدخل سلم يؤدي ألى سرداب تحت ألأرض ويطلب مني ألجلوس في درجة ألسلم في مدخله و تركت هناك . . وحين نظرت ألى اسفل ألسلم رأيت على ألحائط بقعا من ألدماء و قد علقت على ألحائط أدوات حديدية بشعة يبد أنها أدوات تعذيب!
وطال ألأنتظار ثم سقت في ألليل ألى غرفة ضابط ألأمن ألخفر و يبد انه كان قد استلم أدارة الوجبة ألمسائية للمركز لتوه . و دهشت لأستقباله لي بلطف و أدب لم اعرف سر ذلك ولم أكن اتوقعه و شعرت و كأنه يعرفني و يتعاطف معي! قال لي بالحرف الواحد : هذا مكان قذر( يقصد قذر المعاملة و ألتصرف)
و سوف لن أبقيك هنا . فأذا بقيت هنا فستنسى و يختفي أثرك ! و أضاف سارسلك ألى مركز ألأحتجاز في مديرية شرطة ألمدينة وغدا سأضع أسمك مع اثنين من ألأشخاص ألآخرين و اطلب من قاضي المحكمة ان يطلق سراحكم أنتم الثلاثة ! ( ضابط ألأمن يأمر قاضي ألمحكمة أن يصدر ألحكم على ألأشخاص أو يطلق سراحهم ! ) و قد تم ذلك فعلا في أليوم ألتالي و بقيت ألأفكار تدور في رأسي : لو لم يسعفني هذا ألرجل لما كنت في عالم الوجود أليوم !
ـ سيق أحد اولادي ( الطالب الجامعي) سوقا ألى مجزرة مجابهة "حرب تحرير الكويت" من أحتلال صدام ( و من يمتنع يعدم أمام داره و يؤخذ ثمن ألطلقة من أهله و يمنعون من اقامة مراسيم العزاء ) . و بقيت اخباره منقطعة و القلق ألمميت يخنقنا و نحن نسمع أخبار مجازر هذه الحرب مع خوفنا من أنه كان قد مات و انتهى ! وفي ليلة مظلمة (حيث أنقطع الكهرباء عن المدينة لفترة طويلة نسبيا) طرق الباب علينا ابن عمه (آتيا من بغداد ثم عاد في نفس الليلة ليكون قرب عائلته خوفا عليهم) و بشرنا ان أبننا سالم و هو مختف في داره (دار ابن عمه) في بغداد. وقد هرب كما هرب ألآ لاف من أقرانه و أضطر ألى ألمشي على ألأقدام ما يزيد على 100 كيلومتر ثم وصل بغداد متخفيا في سيارة لوري و بقي مختفيا هناك لا يستطيع ألمجيئ ألينا خوفا من القبض عليه و ألتعرض للأعدام .
ـ اعدم صدام حسين رجل ألدين عارف البصري (مع آخرين كثيرين) وبقيت عائلته و اطفاله في حالة بائسة من دون مورد رزق أو اعالة . ومن يساعد هكذا عائلة فأنه مجرم و حسابه عسير حسب مفاهيم حكم صدام حسين . شعر حسن علي ألحلو (أبن ابنة عمي) بالرأفة على هذه ألعائلة فغامر و الخوف يملؤه بحمل حقيبة فيها ملابس اطفال و سلمها للعائلة ألمنكوبة في بيتهم كمساعدة بسيطة . و لكن ألبيت و الشارع و المحلة ملغومة بالجواسيس و المراقبين ألسريين ! و النتيجة هي أن يقع حسن علي ألحلو في أيدي رجال أمن صدام و تنقطع اخباره لفترة طويلة ثم يكتشف الى انه كان قد تمت تصفيته جسديا !
ـ أعدام ابن رضا محسن ألأسدي و هو ابن أبن عمتي . و كانت طريقة القبض عليه هو أن رجال أمن صدام دخلوا بيت صديق له كان يتردد عليه , وعاشوا في الدار مع العائلة ألتي تسكنه , يأكلون معهم ( و ينامون في الدار ؟ ) و هل يجرأ احد على منعهم ؟! وهذه هي احد أساليبهم ألمتبعة . وعنما طرق المطلوب باب ألدار ألمراقبة من قبلهم , أمروا اخت صديقه بدعوته الى داخل الدار لرؤية صديقه . و هناك في داخل الدار تم ألقبض عليه !
ـ أعدام / أختفاء أثنين من أولاد الحاج محمد علي ألأسدي أبن عمتي ألآخر .
ـ أعدام أخ زوجة جعفر عبود محمد أمين أبن عمي.
ـ طرد عائلة مرشد زوج خالتي من مدينة ألحي و رميهم على الحدود ألعراقية ألأيرانية لأبداء احد ابنائهم شيئا من ألأمتعاض لرؤيته تهجير بعض ألعوائل البائسة ألفقيرة ألى خارج العراق.
ـ مصادرة دار ومطبعة أبن عمي نجم الدين عبود محمد أمين و أحتجازه و اخوته في ألسجن , بعد ان سرق مجهول سيارته و استخدمها في عملية ضد أزلام صدام , و قد أستطاعت ألعائلة جميعها من الفرارمضطرة ألى سوريا و العيش فيها . و لو لم تفعل ذلك لربما لم يبق لها اليوم أثر ما .
ـ كانت الدار ألتي يسكنها أخي ألكبير مقابلة لأحدى ألدور ألتي تشغلها هيئة تجارية روسية . و في ذات يوم , طرق الباب عليه رجال أمن صدام طالبين الدخول الى الدار و الصعود الى سطحها لمراقبة ألهيئة او ألملحقية ألروسية . و صعدوا الى ألسطح ( وهل يستطيع أن يقول لهم لا يجوزذلك ؟!) و بعد فترة غادروا ألمنزل . و لكن بعد أيام عادوا ثانية و لكنهم في هذه المرة يحملون في ايديهم استمارات لطلب ألأنتماء الى جهاز ألأمن و مراقبة ألملحقية ألروسية و تجهيزهم بتقارير تجسسية عن ألملحقية ألروسية ! ولم تجد ألتماساته و أعتذاره من انه رجل كبير ألسن و متقاعد و عنده مرض في ألقلب و غير قادر على هذه المهمة . . ألخ وكانت نهاية المطاف ان يترك داره و ينتقل ألى دار أخرى بعيدة يؤجرها والخوف يحيطه أذ ان في ذلك ايضا مجازفة ! أما داره ( وهي ملك العائلة كلها) فقد سكنها , بعد فترة , ضابط من أجهزة أمن صدام و بقي فيها سنوات لايدفع أي ايجار و يرفض تخلية الدار ألى أن أضطر ألى ذلك تحت ألتهديد بعد سقوط عهد صدام و ترك ألدار خربة و قد سرقت جميع محتوياتها كألتأسيسات ألكهربائية و حتى ألمغسلات و حتى ألمراحيض ! و ترك قوائم ألكهرباء و التلفون الكبيرة غير مدفوعة !
ـ طرد أهل زوجة صديقنا حميد صادق رضا و رميهم على ألحدود ألعراقية ـ ألأيرانية و حجز ألشاب باقر أخ زوجة صديقنا حميد و أختفاؤه وعدم معرفة مصيره ألى الآن .
ـ حضور صدام لزيارة شركة نفط ألشمال في مدينة كركوك و انشغال مسؤلي ألشركة وعلى أعلى ألمستويات لتهيئة المكان المريح و الآمن لنومه في ألشركة . وكان مدير عام الشركة نفسه يتفحص كل صغيرة و كبيرة خوفا من ان تكون هناك قنبلة مخفية ( تحت وسادته أو فراشه مثلا) و لكن في اليوم التالي أكتشف أن صدام لم ينم في ألمكان المهيئ له ولكنه نام و بصورة سرية في كرفان حرسه ألخاص خوفا على حياته ! و يذكرنا هذا ألأمر من شعور صدام ألدائم بالقلق و ألخوف على حياته بواقعة انبطاحه تحت ألطاولة في أحد أجتماعات مجلس ألتعاون ألخليجي عند أنطفاء ألنور فجأة ولم يفعل آخر مثله , كما يروي ألصيداوي في كتابه . كما يذكرنا باختفائه في تلك ألحفرة ألقذرة عندما تم القبض عليه بعد سقوط حكمه !
ـ لا زلت أتذكر ما رأيته عاى التلفاز ألعراقي , حيث كان صدام حسين يضع يده على كتف ذلك الرجل (المجرم) الكبير ألسن ألذي قتل ولده بنفسه , و هو يقول ( اي صدام) ما معناه دعني أتمشى مع هذا ألرجل الطيب! و قد اشيع في حينه ان هذا ألرجل قتل أبنه لأن ألأبن كان يتحرش جنسيا بزوجة ابيه ألشابة . و قد نصحه بعض ألأشرار أن يدعي أنه قتل ابنه لأنه رفض ألذهاب الى محرقة الحرب ألعراقية ـ ألأيرانية , فيكرمه صدام و يرفع من شأنه. وهكذ كانت ألأشاعات تتسرب سرا !
ـ في ألوقت ألذي كانت فيه الحرب ألعراقية ـ ألأيرانية تستعر و ألآف ألقتلى تتساقط على جانبي القتال , كان تلفاز بغداد ينقل تجوال ألقائد (صدام) في زورقه في أهوار ألعراق في جولة ترفيهية!
ـ كنت قد أشتريت ارضا فيها دار مشيدة ومساحتها تقارب الدونمين في منطقة ألرضوانية في اطراف بغداد . وكانت المنطقة شبه زراعية و فيها نهر يسقي بساتينها . وكنت امني نفسي أني سأستحدث عليها مزرعة صغيرة وأبني مساكن صغيرة لأولادي . و عندما تفحصت ألنهر ألصغير ألذي كان يروي بساتين المنطقة وجدته جافا ! وسألت أهل ألمنطقة عن حال ذلك النهر فقالوا ان عديا ابن صدام حسين حول مجرى ألنهر تجاه مزارعه فعطشت مزارع الرضوانية وانها تموت ألآن عطشا !
ـ شعرت ذات يوم ان شيئا غير أعتيادي في أجواء شركة نفط الشمال / كركوك التي كنت اعمل فيها. فقد كانت شبه خالية . ثم عادت ألأوضاع أعتيادية في اليوم التالي . وسمعت بعض ألموظفين يتهامسون بأشمئزاز لما جرى في اليوم السابق ! فقد كان طلب اليهم ان يحضروا في ملعب ألمدينة لكرة ألقدم في وقت محدد . و اذا بأزلام صدام يجروا شخصا ما و يعدمونه امام الجميع فيسقط يرفس برجليه كألخروف المذبوح وذلك لأنه أمتنع عن الذهاب ألى مجزرة حرب صدام , ألحرب ألعراقية ـ ألأيرانية !
ـ كانت هناك باصات خصصت لنقلنا , موظفي ألشركة , من و ألى بيوتنا (توقفت لاحقا عند أزدياد الأمور سوءا أثناء الحرب ألأيرانية) . وكان سواق هذه ألباصات يطلقون ألمذياع بمارشات و أناشيد وموسيقى الحرب الصاخبة و باعلى صوت مما يصم ألآذان و يزيد ألضجر في ساعة يتوق فيها ألمرء ألى الهدوء و ألراحة بعد أنهاء عمل أليوم الطويل. و لا أحد بطبيعة ألحال يجرأ على طلب غلق ألمذياع أو حتى تخفيض صوته ! و ذات يوم لم نر انفسنا ألا و ألسائق ياخذنا باتجاه هو ليس اتجاه دورنا . و خيم الوجوم على وجوه ألجميع و لم يجرأ احد على السؤال . وفجأة رأينا سائقنا يدخلنا في ساحة بناية مسيجة لمنظمة حزب ألبعث ثم تغلق باب ألساحة و راينا أنفسنا و كأنا و قعنا في ألفخ حيث رأينا ألساحة الكبيرة مليئة بباصات مشابهة مليئة بركابها ! و فتحت باب القاعة و ادخلنا فيها و لا احد يجرأ ان ينبس ببنت شفة ! و غصت ألقاعة بألأعداد الهائلة منا جلوسا و وقوفا و كان الجو خانقا لقلة ألتهوية ! و لفترة ساعة ونصف او ساعتين ونحن نسمع خطابات ألتمجيد للقائد ألفذ وعبارات القذف و السباب للعملاء و ألمتخلفين ألفرس ألأيرانيين ! وكلما جاء ذكر ألقائد توجب التصفيق و التهليل ! ثم اعدنا ألى بيوتنا و نحن منهاري ألقوى و ألعزيمة!
ـ أخبرتني بنت أختي و كانت تعمل في مكتبة عامة في مدينة البصرة أن رجال ألأمن فحصوا جميع محتويات المكتبة من كتب و مخطوطات و وثائق . . ألخ ثم جمعوا كميات كبيرة منها ملؤا بها عدة أكياس كبيرة ألحجم تم احراقها جميعا !
ـ أخبرني ابن خال لي وكان مساقا للخدمة ألعسكرية و يخدم في وحدة ألتفجيرات , أنه ذات يوم أمرهم ألضابط الذي يقعون تحت أمرته حين كانوا يحتلون مدينة ألمحمرة في ايران أن يهيئوا ما يقتضي لتفجير احد مباني بنوك المدينة (بنك ملي ؟) وكان عظيم ألبناء وجميل التصميم من ألرخام ألفاخر. و قال : وكان يحز في نفوسنا ان نقوم بتفجير هذا ألمعلم الحضاري و لكننا مرغمون ! واردف قائلا: وفجأة أنهال علينا الضابط بالسباب و التهديد و نعتنا بألجبناء و ألخونة لأننا كنا مترددين ! و عملية ألتفجير عملية دقيقة تحتاج الى حساب كمية ألمواد المتفجرة حسابا مضبوطا فأذا زادت على الكمية المطلوبة فقد تؤدي الى قتل ألقائمين بعملية التفجير. و لم ترض كمية المتفجرات ألتي أحضروها ألضابط و أصر على زيادتها . ولما حان و قت الضغط على عتلة ألتفجير ترددنا نحن ألموكلين بألعملية و هربنا بعيدا. و لكن ألضابط تقدم و هو يهدد و يشتم فضغط على ألعتلة فأذا بالبناء العظيم الفاخر ينهار و أذا بألضابط يتمزق أشلاءا متناثرة!
ـ كنا نعجب لدقة أجهزة ألأنذار المبكر في شركة نفط ألشمال ضد الغارات الجوية ألأيرانية. أتضح لنا فيما بعد وجود الخبراء الفرنسيين بصورة سرية في ارجاء ألشركة.
ـ كنا كثيرا ما نستمع للنشرات ألعربية لأذاعة "مونتي كارلو" الفرنسية . وكنت اسمع هذه ألأذاعة ذات مرة وهي تمتدح صدام حسين و تصفه بألرأفة و الحنان على شعبه و في ألوقت نفسه كنت أسمع صرخات ألتعذيب للسجناء من بناية ألأمن العامة ألتي كانت قبالة دارنا في كركوك. كنت اسمع في كثير من الأحيان صرخة ألم و غوث واحدة (في منتصف ألليل أو قرب ألفجر) يتبعها هدوء فأتوقع أن الشخص المعذب أغمي عليه أو فقد ألحياة!
ـ في أحد أطرف مدينة الموصل و على مرتفع جميل كانت تقع بناية نادي طلاب جامعة ألموصل. وبعد فترة وجدت أن المرتفع أصبح موقعا لقصر من قصور صدام و أن الطريق المحادية قد اغلقت في وجه المواطنين!
ـ حدثني أحد المهندسين ألعسكريين متباهيا أنه كان يسرق "كيبلات" شركة نفط الشمال ليستخدمها لأغراض الأتصالات العسكرية !
ـ سمعت حديثا متلفزا لأحد ألمسؤلين ألأمنيين الأمريكيين و هو يقول أن الحكومة ألأمريكية رفعت ألحذر عن تجهيز التقنية و المعدات و المواد ذات العلاقة عن صدام أثناء الحرب ألعراقية ـ ألأيرانية و انها اوعزت الى ألشركات ألأمريكية و الجهات ذات العلاقة بألأستجابة لجميع ما يطلبه صدام !
ـ قرات في بعض المراسلات الرسمية أن الحكومة ألأمريكية ( و ربما بعض ألدول ألأوربية) أوعزت ألى جميع الشركات ألقائمة ببعض ألمشاريع داخل العراق و المجهزة للمواد و ألمعدات اثناء الحرب ألعراقية ـ ألأيرانية بألأستمرار في عملها وانها تضمن التمويل لها و الذي سيقتطع لاحقا من ألعراق !
ـ احسست أن امرا غير اعتيادي يجري في مقر شركة نفط الشمال و ان ان الدائرة ألأدارية مشغولة بأمر ما و علمت فيما بعد ان صدام حسين كان قد تحدث لشخص ما ممن هم في معيته بما معناه انه لم ير والده و لا يتذكره او يعرف عنه شيئا و قد سمع انه عمل بصورة أو باخرى في شركة نفط العراق (ألأجنبية).
و على ألفور صدرت التعليمات الى الشركة ( التي اصبحت تسمى شركة نفط الشمال) بألبحث في ملفات و أرشيف الشركة علها تجد شيئا ما . و انشغلت الشركة و غرقت ألى شحمة أذنيها تقلب الأرشيف و جميع الملفات القديمة , من الصباح الباكر و حتى و قت متأخر بعد الدوام الرسمي . و في المساء او بدايته , حصلت المعجزة فقد و جدت ملفة قديمة فيها سجل الوالد . كان يعمل عاملا بسيطا (مع والد حسين كامل) في عبارة ألنهر البدائية على نهر الفرات (؟) في ألمنطقة ألمسماة "ألفتحة"
وتم ألأتصال بألقصر الجمهوري لأبلاغهم بألنتيجة في مساء نفس أليوم . و كان ألجواب أن أرسلوا الملفة و الذين عثروا عليها فورا ألينا في ألقصر الجمهوري . و انطلقت على الفور سيارة خاصة متجهة ألى ألقصر الجمهوري في بغداد و كرم من قام بالبحث عن الملفة ومن وجدها بمبالغ كبيرة!
ـ كان لزميل لي في العمل ولد فاشل في ألدراسة فأتجه , وبدعم ألحزب (البعث), ألى دورة تهيئة عسكرية قصيرة و انتهى ألأمر به ضابطا في الجيش وفي أحدى المواقع ألعسكرية على جبهة القتال مع أيران . وكان اثناء أجازته معي ومع أبيه يتحدث ألينا عن بعض مشاهداته في الجبهة فقال من جملة ما قال : ان آمرهم في جبهة المواجهة كان يقول لهم لاتجلبوا لي أسرى أرانين أنا لا أريد أيرانين احياء . ومعنى هذا بطبيعة الحال أن أقتلوا كل من يقع في ألأسر من ألأيرانين . و اضاف يقول و عليه كنا اذا مررنا بجريح أيراني ساقط على ألأرض ندوس على رقبته بأحذيتنا لنقضي عليه . و في هذه اللحظة صرخ أبوه متقززا صائحا ما معناه صه أيها الحقير!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن