حوار مع المغني الأمازيغي محمد انعيسى

محمد انعيسى
afdjah@hotmail.com

2009 / 2 / 24

من يكون المغني الأمازيغي محمد انعيسى ؟

محمد انعيسى أمازيغي ريفي ،ولدت ببدورة نواحي سلوان في سنة 1978 باقليم الناظور..درست الابتدائي بأغمير بمجموعة مدارس القاضي عياض..كما تابعت دراستي الاعدادية والثانوية في كل من سلوان وأزغنغان..أما دراستي الجامعية فقد تابعتها في وجدة ،ومن جامعة محمد الأول – كلية العلوم- تحصلت على الاجازة في مادة الفيزياء شعبة الفيزياء النووية،أما شهادة البطالة بميزة حسن جدا فقد تحصلت عليها من الدولة المغربية هههههههه.

محمد انعيسى:

مناضل سابق في صفوف الحركة الثقافية الامازيغية موقع وجدة

عضو سابق في جمعية قاضي قدور بأزغنغان

عضو بجمعية ثامزغا للثقافة والتنمية بالعروي

رئيس سابق للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب – فرع الناظور-

رئيس سابق للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب – فرع العروي-

عضو سابق في لجنة تفعيل ومتابعة ميثاق الريف

عضو سابق بالكونكريس العالمي الأمازيغي المنعقد بالناظور سنة 2005

عضو سابق بلجنة ثاويزا لدعم المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية

عضو اللجنة التحضيرية للحركة من أجل الحكم الذاتي للريف، ومنسق اللجنة بجهة كاطالونيا.

الكاتب العام لجمعية أميك أمازيغ ب-فيك- نواحي برشلونة

عضو الفرقة الغنائية كاطريف ببرشلونة

أنا مقيم حاليا في اسبانيا حيث الكل يتحدث عن الأزمة...

- متى بدأت مسيرتكم الفنية ؟

لا أعرف بالتدقيق، لكن ما أعرفه هو أنني منذ أن كنت صغيرا كنت شغوفا بالموسيقى الأمازيغية ،فاتذكر جيدا عندما كنت أستمع الى البرامج التي كانت تقدمها الاذاعة بالريفية،كنت أستمع الى أغاني الوليد ميمون ،اثران،بنعمان،علال ..هذا في نهاية الثمانينات، حيث لم يكن عمري يتجاوز 12 سنة.كنا نسكن في بادية أمازيغية معزولة..كنا صغارا جدا أنا وأبناء البادية خاصة أبناء عمي ،صنعنا لأنفسنا آلات عن طريق علب القصدير، وبدأنا نقلد الفنانين الذين كنا نستمع اليهم عن طريق الراديو..وغالبا ما كان البث رديئا حيث دائما كانوا يعتذرون عن العطب الخارج عن ارادتهم أو ادارتهم...

وعندما التحقت الى أزغنغان للدراسة كانت لي فرصة الالتقاء مع أصدقاء كنا نتقاسم نفس الهموم ونفس المعاناة خاصة في المرحلة الثانوية ،بثانوية طه حسين..كنا نستغل فترة الاستراحة وفترات حصص اللغة العربية والفرنسيةحيث كنا نتغيب بانتظام،نستغل هذا الوقت للغناء ،لم نكن نملك لا آلات ولا مكان لممارسة الموسيقى، كنا نصنع الايقاع بالكتب والدفاتر أما الآلات الوترية فلم نكن في حاجة اليها لأن أفواهنا كانت تقوم بذلك، نصنع أصوات البيانو والغيتار ،والعود بالفم،كنا نقلد أغاني الوليد ميمون، فرقة اثران على وجه الخصوص..وكان لي لي صديق كان يتوفر على صوت رائع جدا ،وكان يقلد صوت الوليد ميمون ببراعة..

أما بدايتي الفنية فقد كانت عندما التحقت للدراسة بالجامعة بوجدة وتعرفت على مجموعة من الأصدقاء الذين كانوا يجيدون العزف على آلة الغيتار،وكنت أجالس هؤلاء الأصدقاء وكنت أردد معهم الأغاني لأنني كنت أحفظ الأغاني كثيرا...فبدأت في تعلم آلة الغيتار بمعهد حديقة القدس بوجدة هههه..

وكنت أتلقى دروسا في النوتات من طرف أصدقائي....

تعلمت النوتات الأولى ، ولم أفكر يوما ما أن أصبح فنانا أغني للجمهور،وكان الفضل لمناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية موقع وجدة في تشجيعي لممارسة الموسيقى، وكانت بدايتي مع هؤلاء المناضلين الذين لم يبخلوا على تشجيعي والوقوف الى جانبي دون أن ننسى دور الجمعيات الأمازيغية خاصة بالناظور حيث شجعتني كثيرا ...وكانت أول أغنية شاركت بها هي أغنية ملحمة دهار أوبران في مكتبة الحي الجامعي بمعية مناضلين في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية...

قبل أن أدخل مجال الموسيقى ، كانت لي ميولات للشعر الأمازيغي وقد كتبت قصائد كثيرة،كما أنني كنت شغوفا بالمسرح ،وهذا الاسم الذي أعرف به كان اسما لقيامي بدور الفلاح في احدى المسرحيات في سنة 1998 ،هذه المسرحية التي ألفها أحد أصدقائي ،وقمت انا بدور الفلاح بمعية أصدقاء آخرين مثلوا أدوارا أخرى..وكان الفضل دائما للحركة الثقافية الأمازيغية موقع وجدة حيث قمنا بعرض هذه المسرحية خلال الأيام الثقافية التي كانت تنظمها هذه الحركة..

لماذا اخترتم بالضبط فن الموسيقى و الغناء ؟




كان الأجدر ان تسأل الموسيقى لماذا اختارتني؟ فأنا لم أختر الموسيقى، بل وجدت نفسي مختارا داخل هذه المملكة الفنية،وهي التي قامت باختياري بعد صراع مرير مع كل من مملكة الشعر ومملكة المسرح...

ربما لأن فن الغناء يجمع بين اللحن والموسيقى، ونستطيع بفضله أن نرسل رسالتنا بطريقة أسهل وأفضل، وقد ولجت فن الموسيقى لأنني تأثرت بالموسيقى وبفنانين كان لهم دور كبير في ايصال رسالة القضية الأمازيغية..كما أن الموسيقى تعتبر لغة عالمية ،والموسيقى تفرض نفسها في كل مكان وزمان، فالانسان عندما يسمع أصوات العصافير ،وخرير المياه في الوديان، لا بد وأن تعجبه هذه الأصوات ويتأثر منها هذه الأصوات التي تخرج من كنف الطبيعة،وما الموسيقى الا ترجمة آلية لهذه الأصوات التي أهدتها لنا الطبيعة.

والغناء الملتزم كان متقدما شيئا ما في المرحلة التي تأثرت بالفن الامازيغي..فقد كنت مناضلا امازيغيا وما زلت قبل ان أكون فنانا أو كاتبا......



نود منك أن تحدثنا قليلا عن أهم انشغالاتك الفنية خلال الوقت الراهن ؟

الفن رسالة ، والرسالة قضية، فأنا شخصيا لا أومن بالفن المستقل وانشغالات الفنان لا بد وأن تصب في ما يعانيه الناس ..وانشغالاتي لا تخرج عن هذا الاطار، أغني حول الريف،حول القضية الامازيغية، حول قضية المرأة، المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية وأغتنم هذه الفرصة لتحيتهم جميعا.. والحقيقة أن الاغنية الأمازيغية ساهمت بدور كبير في تنمية الوعي بالقضية الامازيغية وستساهم في المستقبل كذلك...

أن تغني معناه أن تكون لك رسالة للمتلقي،والرسالة خطاب والخطاب ايديولوجية تحمل تصورا وفهما خاصا للعالم،لذلك فأنا أغني للحرية والديموقراطية والهوية...

ما هي أهم الإبداعات الفنية التي قمتم بها ؟

من الصعب أن يتحدث الفنان عن ابداعاته،فالمتلقي هو الذي يحكم عن ابداعات الفنان ...فأنا أعتبر كل ماأنجزته خلال مسيرتي الفنية المتواضعة يدخل في اطار النضال لا أقل ولا أكثر،فالمناضلون الأمازيغيون هم الأجدر لتقييم أعمالي الفنية،وأعد كم بأنني سأصدر شريطا في القريب العاجل،سأجمع فيه بعض الأغاني التي أغنيها في الأمسيات الثقافية التي تنظمها الجمعيات الأمازيغية ..كما استطعت بمعية فنانين آخرين أن نكون فرقة تجمع بين الأمازيغ والكاطالانيين وسمينا هذه الفرقة بفرقة – كاطريف- ونحن بصدد انجاز شريط يحمل أغاني أمازيغية وكاطالانية..

ما نوع الرسالة التي يواجهوها الفن الأمازيغي إلى المتلقي ؟

نحن الأمازيغ لنا قضية ، وهي قضية الفن الامازيغي..فكما قلت سابقا لا يمكن أن نفصل العمل الفني عن معانة الشعب،فنحن شعب نعاني من البطالة، نعاني من التهميش الثقافي والسياسي..فأعمالنا تدخل في اطار توعية الشعب بحقوقه الثقافية والسياسية وهذه هي المهمة الحقيقة لكل فن فن..

كيف تنظر إلى واقع الأغنية الأمازيغية خلال الوقت الحالي ؟

الأغنية الأمازيغية على كل حال أنظر اليها نظرة تفائلية ،عكس ما يردده البعض وهو ان الأغنية الأمازيغية انحطت مع الزمن الى آخر المستويات،فقبل أن نقيم الأغنية الأمازيغية لابد وان نحددها، فماذا نقصد بالأغنية الأمازيغية؟

أنا شخصيا أعتبر الأغنية الأمازيغية هي الأغنية التي أنجزت وأبدعت على أربع مستويات:

1- الكلمات:هي التي تعطي القيمة الحقيقية للأغنية ،وبدون كلمات في المستوى لا يمكن الحديث عن عمل موسيقي رائع.

2- اللحن : فبدون ألحان جادة مميزة لا يمكن للشعر أن يتحول الى عمل فني رائع ويرقى الى مستويات أعلى..واللحن يجب أن يأخذ بعين الأعتبار ثقل الكلمات ،ويكون موازيا لها..

3- الأداء: في بعض الأحيان رغم توفر الشرطين الأساسيين في الأغنية الا أنها لا تروق اعجاب المتلقي، ويرجع هذا بالأساس الى اداء الفنان،اذ يمكن للفنان أن يعطي بعدا رائعا لأغنية ما ،عن طريقة أدائه لهذه الأغنية.

4- الفنان: وهو البعد الرابع ، أعني أن يكون الفنان منخرطا في الواقع اليومي لما يعانيه المتلقي،وهكذا ينظر المتلقي الى الفنان باعتباره مثقفا عضويا ينخرط فعليا وماديا في ما يغني عليه، وخير مثال على هذا الشهيد معتوب لوناس، هذا الأخير الذي استطاع أن يكسب ثقة الأمازيغيين عن طريق نضاله الى جانب الشعب ،ولم يكم ينظر من برج عاجي للامازيغيين..

هل من عراقيل تعرقل مسيرة الفنان الأمازيغي أفدجاح ؟

لا يمكن الحديث عن الفن بدون عراقيل ، وهذه الاخيرة هي التي تعطي النفس الحقيقي للابداع..والعراقيل التي اواجهها هي عراقيل عادية لا يمكن الأخذ بها، باعتبار أن من سبقونا الى الأغنية الامازيغية عانوا أكثر منا بكثير ..وخلال تواجدي بكاطالونيا،نقصت هذه العراقيل الى حد ما نظرا لطبيعة المجتمع الكاطالاني الذي يعطي القيمة للعمل الفني،خاصة الأغنية الأمازيغية باعتبار أن ما يعينيه الشعب الكاطالاني يشبه الى حد ما معاناتنا نحن الأمازيغ..

أما اذا كانت هناك عراقيل أخرى، فاعلم أنها آتية من الأمازيغ انفسهم ...وقد أشرت الى هذا في احدى الأغاني....



سبق لك أن غنيت أغنية حول " الحكم الذاتي بالريف " ما موقفكم من هذا الأخير ؟

كما قلت سابقا ،لا بد وأن يكون الفن حاملا لرسالة المعاناة..فقبل أن أكون فنانا كنت وما أزال فاعلا ومناضلا أمازيغيا..

غنيت عن ضرورة تمتيع الريف بالحكم الذاتي لقناعاتي المبدئية التي تزودني بالرؤية الفنية..وموقفي واضح جدا وهو انني كنت من بين الذين رفعوا لافتة الحكم الذاتي خلال فاتح ماي 2007 بالناظور ،وكنت من بين الموقعين على وثيقة الحكم الذاتي ، ومن اعضاء اللجنة التحضيرية للحركة من أجل الحكم الذاتي الموسع للريف..وحاليا منسقا للجنة بكاطلونيا...وهكذا فخيار الحكم الذاتي خيار لا رجعة فيه بالنسبة لي..ولا أرى فيه أي تناقض مع المطالب الأخرى التي كنا نرفعها في الحركة الأمازيغية..

ما هي الرسالة اللتي تود أن تواجهوها للقراء الكرام ؟

أن يكون الأمازيغيون أمازيغيون، ويعملون جاهدين على النضال من أجل حقوقهم الثقافية والسياسية...فالحقوق تنتزع ولا تعطى..وأنا من المتفائلين جدا فيما يخص سيرورة النضال الأمازيغي..وأعتقد بأننا بمزيد من المجهودات والنضال المستمر سنصل لا محالة الى تحقيق مطالبنا المشروعة..وأغتنم الفرصة لتحية جميع المناضلين الأمازيغيين خاصة معتقلي الحركة الثقافية الأمازيغية...أما عن الكلاب الضالة التي تعرقل مسيرة الحركة الأمازيغية فلا يسعنا الا أن نقول لها ..القافلة الأمازيغية تسير والكلاب الضالة تنبح، فانبحوا ما دام النباح مجانا قبل أن تم خوصصته ههههههه

تانميرت تاومات .



أجرى الحوار : سالم الخضيري






https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن