بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومرجعا للقوى الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية.....4

محمد الحنفي
sihanafi@gmail.com

2009 / 1 / 30

إلى:

ـ الحوار المتمدن منارة لا ككل المنارات.
ـ مؤسسي الحوار المتمدن بادرة رائدة.
كتاب الحوار المتمدن كبديل لكل المنابر الإعلامية الضحلة.
ـ من أجل أن يقوم الحوار المتمدن، وبواسطة كتابه، بدوره الرائد.
ـ من أجل خدمة الحركة الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية.
ـ من أجل إعداد الشعوب لمناهضة الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
ـ من أجل قيم الشعوب المقهورة بتقرير مصيرها بنفسها.
ـ من أجل قيام مجتمعات الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

محمد الحنفي






أوجه الحوار المتمدن:.....3

واعتبار الحوار المتمدن منبرا ديمقراطيا / تقدميا / يساريا / عماليا، يقود إلى القول الذي يكاد يكون محسوما: بان هذا المنبر هو منبر حقوقي، وعلماني، أيضا:

1) فاعتباره منبرا حقوقيا يتمثل في:

أولا: انسجام فكره مع مضامين المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان العامة، والخاصة، مما يجعل هذه المواثيق حاضرة من خلال المقالات التحليلية، والإخبارية على حد سواء، الأمر الذي يترتب عنه حضورها اليومي على المستوى الإعلامي.

ثانيا: عمله، وبواسطة فكر الحوار التمدن، على إشاعة حقوق الإنسان في المجتمع، سواء تعلق الأمر بالحقوق الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، أو المدنية، أو السياسية، حتى تصير هذه الحقوق مطلبا جماهيريا، واهتماما حاضرا في برامج المنظمات النقابية، والثقافية، والحقوقية. وحتى في برامج الأحزاب السياسية، ومن أجل أن تصير مختلف الحقوق هما يوميا.

ثالثا: عمله، وعن طريق إشاعة حقوق الإنسان في مختلف المجتمعات البشرية، على جعل الجماهير الشعبية الكادحة، وعن طريق المنظمات الجماهيرية، والأحزاب السياسية، تطالب بملاءمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان العامة، والخاصة، حتى تصير القوانين المحلية مصدرا لتمتيع الناس بجميع الحقوق.

2) واعتباره منبرا علمانيا يقتضي من الحوار المتمدن، العمل، كما حصل، على:

أولا: مناهضة الفكر الغيبي / الميتافيزيقي، بكل تلويناته التي تقف وراء أشكال تغيير هذا الواقع، مما يجعل مناهضة هذا الفكر الغيبي مهمة تاريخية ينجزها الكتاب، والإعلاميون، والمثقفون بامتياز.

ثانيا: مناهضة الدول التي تدعي أنها دولا دينية، من منطلق أن وجود هذه الدول غير وارد في الأصل، إلا إذا تحول الدين أي دين غالى إيديولوجيا، تعتمد في جعل المتدينين المضللين ينحشرون وراء الزعيم، الذي يعتبر نفسه زعيما دينيا، أو وراء الحزب السياسي الذي يؤدلج الدين، أي دين، حتى يكتسب الشرعية الدينية التي تمكنه من الوصول إلى السلطة التي يستغلها للقضاء وعلى المخالفين الذين يرفضون توظيف الدين كأيدولوجيا.

ثالثا: العمل على إقامة الدولة العلمانية على أنقاض الدولة الدينية، عن طريق العمل على تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، باعتبارها قيما كبرى تقود إلى:

ا ـ تمكين الشعب في أي دولة من الدول العربية، ومن باقي دول المسلمين، وفي جميع أنحاء العالم، من تقرير مصيره بنفسه، عن طريق إقرار دستور ديمقراطي، تكون فيه السيادة للشعب، يتم الانطلاق منه لإقامة الدولة الديمقراطية، باعتبارها دولة مدنية، على أساس الحق، والقانون، ولا وجود فيها لشيء اسمه حكم الغيب.

ب ـ إقرار الحريات الفردية، والجماعية، التي تمكن جميع أفراد الشعب، أي شعب، من العمل على أن يكون حرا في معتقداته، وفي اختيار الإطارات التي يراها مناسبة له، سواء كانت نقابية، أو جمعوية، أو حقوقية، أو سياسية، من أجل اعتمادها في النضال من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، لمجموع أفراد الشعب، وسعيا إلى ضمان العمل على تغيير الدولة القائمة، من دولة دينية، إلى دولة مدنية، لا وجود في مرجعيتها لشيء اسمه الغيب، بقدر ما يوجد البشر الذي يختارون دولتهم بأنفسهم، ومن دولة تستبعد البشر، إلى دولة تضمن تمتيع جميع إفراد الشعب بحرياتهم الأساسية، التي تمكنهم من تقرير مصيرهم بأنفسهم، وفي كل المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ومن دولة تكرس الاستبداد بأنواعه المختلفة، إلى دولة ديمقراطية، تحرص على دمقرطة المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن دولة ترعى تكريس، وتعميق الاستغلال المادي، والمعنوي، إلى دولة ترعى الحرص على تحقيق العدالة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

ج ـ مناهضة القوى الرجعية، واليمينية المتخلفة، والظلامية، التي تسعى إلى فرض تكريس قيم التخلف في جميع مناحي الحياة، وتسعى إلى تأبيد الاستبداد القائم، أو إلى فرض استبداد بديل، حتى لا تقوى هذه القوى على جعل الواقع يتراجع إلى الوراء، ويتخلى عن السعي إلى قيام دولة الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

د ـ جعل الدولة العلمانية القائمة ترعى حقوق الأفراد، والجماعات، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وتحرص على تضييق القوانين المتلائمة مع تلك المواثيق، لتصير بذلك دولة الحق، والقانون.

وما دام منبر الحوار المتمدن منبرا ديمقراطيا / تقدميا / يساريا / عماليا، ومنبرا حقوقيا، وعلمانيا، فإنه يصير بذلك، وبتلقائية، منبرا تنويريا بالدرجة الأولى، لوقوفه وراء:

1) مناهضة أدلجة الدين، أي دين، حتى لا تصير تلك الأدلجة هما يوميا لجميع الناس، الذين يصيرون ضحايا تلك الأدلجة.

2) نشر الفكر التنوير بين المتفاعلين مع منبر الحوار المتمدن، حتى يعملوا على نشر ذلك الفكر التنويري في الأوساط التي يتحركون فيها.

3) العمل على جعل الفكر التنويري مصدرا لبناء البرامج الدراسية، من أجل تربية الأجيال الصاعدة على تمثل قيم التنوير في أبعادها المختلفة.

4) اعتماد التنوير مصدرا للتشريع في مختلف المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، حتى تصير التشريعات المختلفة وسيلة لتثبيت التنوير في الممارسة الفكرية، والحياتية اليومية، حتى لا يصير ما يجرى في كل مناحي الحياة، خاضعا للصياغة الظلامية.

5) إعداد المشاريع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسة، على أساس السعي إلى خدمة تنوير المجتمع، من أجل قطع الطريق أمام تغلغل الممارسات الظلامية في صفوف أفراده.

وبصيرورة منبر الحوار المتمدن منبرا تنويريا، فإنه يصير أيضا منبرا مستقلا عن أجهزة الدولة، أو الدول القائمة، وعن الأحزاب السياسية القائمة، حتى لا يصير موجها من قبل تلك الأجهزة، أو من قبل الأحزاب السياسية.

واستقلالية الحوار المتمدن تجعله:

1) متحررا من التبعية لأي جهة، وكيفما كانت طبيعتها.

2) حرا في اتخاذ قراراته التي لا تراعي في بلورتها إلا الشروط الموضوعية القائمة في الواقع الإعلامي، والتي تقتضي منه القيام بدوره.

3) حرا في صيرورته منبرا ديمقراطيا / تقدميا / يساريا / عماليا / حقوقيا / علمانيا / تنويريا.

4) حرا في جعل توجهه الإعلامي ديمقراطيا.

ولذلك فتميز منبر الحوار المتمدن، لم يأت نتيجة لإرادة المشرفين عليه، الذين لا يمكن عدم اعتبار دورهم الإيجابي في الارتقاء بمنبر الحوار المتمدن إلى ما صار عليه، بقدر ما أتى نتيجة لقوة تفاعله مع الواقع في تمظهراته المختلف،ة وفي اختلاف تلك التمظهرات، من بلد عربي، إلى آخر، وفي كل بلد من باقي بلدان المسلمين، ومن جميع أنحاء العالم، مما سيجعل منه، مستقبلا، منبرا إنسانيا، يلبي حاجيات الإنسان الإعلامية في كل بقاع الأرض، ويساهم في الارتقاء بالواقع الإنساني إلى الأحسن، مما يجعل دوره حاضرا في النضال الديمقراطي، والنضال التقدمي، والنضال اليساري، والنضال العمالي، والنضال الحقوقي، والنضال العلماني.

فهل نرقى في رؤانا الإعلامية إلى مستوى الأهداف التي يسعى منبر الحوار المتمدن إلى تحقيقها؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن