الانتخابات والاختيار الانتقائي

سعد الكناني
as101@hotmail.com

2009 / 1 / 7

يمر العراق بعدد كبير من المتغيرات والمخاطر السياسية ، وتحتاج بطبيعة الحال الحذر والاستعداد لما هو آت

أما المتغيرات فهي ما قد بدأنا في انتهاجها من الداخل، وأعني بذلك قرارات الإصلاح السياسي والاستقرار الامني والتنمية والاعمار، وأعني أيضاً ما أعلنه دولة رئيس الوزراء نوري المالكي بالاصلاحات الدستورية ومهما كان الخلاف حول بطء أو سرعة هذه المتغيرات إلا أننا لا نستطيع أن ننفي هذا الشوط الكبير الذي قطعناه في سباق التغيير وفق أصول مجتمعنا الثابتة باتجاه تحقيق اشواط من عمليات البناء السياسي الديمقراطي
ويدعم خطوات التغيير ما اتخذته الحكومة من قرارات حول " المسألة الانتخابية " واعتمادها كمبدأ وطريقة في اختيار المناصب من قبل موظفين أكفاء.
وعلاقة العملية الانتخابية بالمخاطر الخارجية هي علاقة تحصين الداخل وتماسكه، ودفع المواطنين إلى المشاركة في الحفاظ على الوطن، ليس شعاراً أو فلكلوراً؛ بل عمل، ومشاركة في صنع القرار، واختيار الصالحين القادرين على تَبَوُّءْ المناصب العليا، ومحاسبة من يفرط في حقوق المجتمع والوطن...
الانتخابات وفق هذا المفهوم يدرأ بقوة حالة الفوضى والتناحر السياسي والنظرة الشخصية الضيقة لدى بعض المشاركين في العملية السياسية بالحصول على المنافع والمكاسب الشخصية على اساس طائفي وعرقي ومذهبي مرفوض من قبل القاعدة الشعبية في الأفق العراقي 0
وهذا ما يحتم على الحكومة أن تدفع بعجلة الإصلاح السياسي أكثر من أي وقت ، وأن نرتب البيت من الداخل لتفادي المخاطر المحيطة بنا .
دفعتني هذه الإطلالة السريعة والإشارة إلى المخاطر المحدقة بنا إلى طرح احد جوانب الإصلاح، والذي تم اعتماده طريقاً للمشاركة الجماعية الفاعلة في اختيار المرشحين في " انتخابات المجالس " إلى طرح عدد من النقاط الرئيسية لتطوير هذه الانتخابات، ولا نغفل بطبيعة الحال ونحن بصدد ذلك العملية الانتخابية التي تمت في العراق تمثل خطوة مهمة لبناء المشروع الديمقراطي الجديد
ومن أجل انتخابات قادمة أكثر نضجاً وأكثر فاعلية على المستوى االشعبي والسياسي .. إضافة إلى المآخذ السابقة التي تستحق أن توضع على طاولة البحث والتمكين، أقترح تأسيس " هيئة رقابية عليا " وهي هيئة تقنية / قانونية / إدارية، لاعطاء المهنية العالية والنزاهة الكاملة وفق أحدث المعايير الدولية التي تظهر القدر الكامل من الشفافية اضافة لواجبات المفوضية العليا للانتخابات والرقابة الاعلامية .


ولا شك أن هذا االمقترح إذا ما وجد قبولاً ودعماً من أصحاب القرار فلا بد أن يشارك في دعم جوانبها مختصون بكافة الجوانب ، القانونية منها والتنظيرية ، والعملية أو المطابقة على ارض الواقع.
وفي حال تم تأسيس هذه الهيئة فإن أحد أهم أهدافها قيام مختلف الطوائف والتيارات بالمشاركة، وهذا ما يعمق العلاقة بين الشعب والحكومة، أو بالأحرى الوعي الجماعي بخطط الدولة في مجالات التنمية ، وأن يشعر كل مواطن بالمسئولية الكاملة تجاه الوطن سواءً بعدم السماح للفكر المنحرف بالسيطرة علية أو قيامة بواجبه تجاه الوطن من خلال عملة الذي يشغله مهما صغر هذه العمل إيماناً بأنه يضع لبنة في البنيان ، وهذا أحد ركائز تماسك الجبهة الداخلية .
وهنا ستكون الظروف مواتية لاختيار مجالس بلدية منتخبه، كل ذلك وفق عملية انتخابية واعية وذات مسئولية في الاختيار وهذا التماسك الاجتماعي سوف يلفظ ويرفض أي عبث داخلي من الجهات التي تحاول تفتيت النسيج العراقي وإرهابه.
كما تحتاج هذه التجربة المقترحة إلى تعزيز مؤسسات المجتمع المدني التي يجب أن تخضع مجالس اداراتها للانتخابات لدفع الكوادر الأكثر كفاءة إلى العمل والتطوير، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب له والاعتماد على العمل المؤسساتي ودولة القانون وكل افراد الشعب العراقي واقفون على خط شروع واحد اتجاه المسؤولية والمسائلة والبناء والاخلاص للعراق اولا واخيرا بعيدا عن الصراعات الفكرية والعقائدية والمذهبية واعتماد مفهوم الشفافية في لغة الحوار المستند الى الحقائق المعلوماتية بعيدا عن العصبية والتشنج 00 ولنعمل سوية بكل ما نملك من وسائل ومقومات وركائز لتعزيز مبادىء العمل المهني المستند الى القواعد القانونية والاخلاقية والانسانية ونعتبره المحور الرئيسي في عمليات التقييم للشخوص الحكومية ومحاولة جهد الامكان تقديم المشورة البنائه والصالحة التي تبعد الموظف الحكومي من الانحراف 00 اذن المشاركة الانتخابية وانتقاء الافضل هو سيجعل العراق في بداية المسار الصحيح لعملية البناء التحتي والفوقي وعلينا الاختيار بانفسنا بعيدا عن التأثيرات الخارجية 00 وعلى المواطن العراقي هو صاحب الاختيار لمن يثق به ويراه مناسبا محتسبا المحددات والقيم الاجتماعية والاخلاقية الاصيله لان الاختيار مسؤولية تاريخية كبيرة في الاعناق وعلينا التريث والوقوف اكثر من مرة لنعطي صوتنا 000 لنجعل بلدنا ارواحنا له الفدا 00 ونبتعد عن التخصص والمحاصصة وليكن اختيارنا هو المواطن العراقي الاصيل المخلص والحريص والكفوء والمهني والنجاح الدائم للعراق اولا واخيرا هو حليفنا وفق هذا الاختيار



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن