الحوار في عيده السابع

معتز حيسو
Motazhisoo964@gmail.com

2008 / 12 / 9

عندما أفتح على موقع الحوار أشعر بتجدد ونشاط ذهني ، لتتأكد ثقتي من جديد بأن الفكر اليساري والماركسي حصراً ما زال بخير ما دام أصدقائي يتواصلون عبر هذا الموقع المتميز .
ولن أجافي الحقيقة بأن موقع الحوار من أهم وأميز المواقع الإلكترونية ، ليس لأن هويته الفكرية تتوافق بالعموم مع منطلقاتي النظرية التي من خلالها وعلى أساسها تتعين مواقفي السياسية . بل لأن ما ينشر على صفحات موقع الحوار يجعلني أشعر بالتميز والثقة والأمل بمستقبل أفضل لحركات اليسار التي أحب أن تعيد تجديد هويتها السياسية والنظرية المعرفية على قاعدة الحوار الديمقراطي ، العلماني، المدني ، القائم على قاعدة حرية التعبير والنقد .
إن ما ينشر على صفحات موقع الحوار من نصوص نظرية وسياسية واجتماعية وأدبية .. والتي تعالج أو تتناول بالتوصيف والتدقيق مواضيع على درجة من الأهمية يؤسس موضوعياً لفكر نظري وسياسي متطور ومتنور ، ويفتح الذهن على قضايا ومسائل من الضروري تناولها وتكريسها في أوساطنا الاجتماعي ، لما تحمله من أهمية في سياق العمل على تجاوز المعيق لسيرورة التطور الفكري والاجتماعي .
في هذا السياق لا يسعني إلا أن أشكر كتّاب موقع الحوار على جلدهم الذي يعبر عن ثقتهم بالمستقبل ، وثقتهم بهويتهم المعرفية والنظرية التي تنهض قواها السياسية من جديد ، لتثبت بأن الفكر الماركسي بكامل أطيافه وألوانه ما يزال المعبّر عن حركة الواقع الموضوعي وتجلياته المستقبلية من دون أن يعني هذا مصادرة المستقبل على أساس تحديدات سياسية ونظرية نهائية أو ناجزه . و أحب في هذا السياق أن أثمن جهود كافة العاملين على إنجاح موقع الحوار ، لأن ما يبذلونه من جهد يساهم في تشكيل أطر نظرية متجددة على قاعدة الفكر الديمقراطي الحر ، ويساهم أيضاً في تشكيل آليات عمل ذهني فردي وجمعي يعزز ثقافة الحوار والاعتراف بالآخر .
إن ما أقدمه لا يدخل حقيقة في إطار المجاملات ، بل هو توصيف لواقع ملموس ، نلمسه في أعداد الحوار يومياً . وهذا لا يعني بالمطلق عدم وجود ملاحظات على ما ينشر على صفحات موقع الحوار . لكن وعلى أرضية أن الحياة تحتمل الخلاف وتقوم على التناقض ، وأيضاً على قاعدة أن التماثل والتماهي والتطابق تعبير عن الموات الفكري ، ولأن في التناقض والخلاف تحديداً تكن الحياة و يكمن التطور القائم على الحوار الديمقراطي أؤكد على حق كل فرد كائناً من كان حقه في التعبير عن أرائه ومواقفه شريطة عد المساس الشخصي بالآخرين . لأن الهدف النهائي للحوار الفكري الارتقاء والتطور في الفكر وفي آليات العمل الفكري .
إن ما يشهده العالم في اللحظة الراهنة من أزمة بنيوية للاقتصاد الرأسمالي العالمي ، يثبت من جديد على أن الفكر الماركسي ما يزال فكراً راهنياً ، بمعنى أنه يعبّر عن أحلام وتطلعات الإنسانية في مستقبل يقوم على تحقيق إنسانية الإنسان ، ويؤسس لمستقبل يقوم على العدالة والمساواة . وبالتالي فإن اللحظة الراهنة تفرض مجدداً على حملة الفكر اليساري والماركسي تحديداً ، أن يتقدموا مجتمعاتهم والقوى الاجتماعية المضطهدة لتجاوز الواقع القائم على الاستغلال والتناقض والاستلاب . وهذا يفترض قراءة الفكر الماركسي بعقل منفتح تتحدد فيه الميول الفكرية والنظرية المعرفية والسياسية على قاعدة الواقع الموضوعي الراهن ، أي يجب أن يكون الواقع الملموس هو المحدد النهائي للفكر وللآليات الاشتغال السياسي . ومن هذه الزاوية بأن موقع الحوار بهويته الماركسية ( الديمقراطية ، العلمانية ، المدنية ) يتبوأ الصادرة من أجل العمل الجماعي الذي تتضافر من خلاله جهود كافة المهتمين والباحثين والمفكرين ... من أجل التأكيد على أهمية وضرورة تكريس هوية الفكر الماركسي بأشكال علمانية ديمقراطية ، والابتعاد عن اعتماد الفكر الماركسي على أنه نصوصاً مغلقة أو مقدسة أو فكراً عقائدياً ... إن اللحظة الراهنة والتي نلمس فيها تململ اجتماعي واضح من تفاقم تناقضات النظام الرأسمالي المعولم،وبنفس الوقت نلمس فيها بديات تجدد الحياة فيٍ التيارات والتنظيمات والقوى السياسية ذات الهوية اليسارية يثبت منة جديد راهنية الفكر الماركسي الذي لم يفقد شبابه وحيويته يوماً . وأخيراً أؤكد على ضرورة نهوض التيارات اليسارية على قاعدة الفكر الديمقراطي النقدي العلماني في لحظة يعاني منها النظام الرأسمالي العالمي من أزمة بنيوية ، ذلك لأني لا أرى بديلاً عن الرأسمالية إلا الاشتراكية ، من دون أن يعني هذا بأن اللحظة الراهنة تمثل لحظة انتقال إلى الاشتراكية حتى لو كانت الرأسمالية المأزومة ، لأن قوى اليسار تعاني من أزمات متباينة المستويات والأشكال ، لذلك يجب التأكيد والعمل على الخروج من أزمات اليسار الذاتية والموضوعية . وأخيراً أتساءل هل عاد طيف ماركس وطيف الاشتراكية يخيم على العالم من جديد في لحظة لا يمكن تجاوز تناقضات الرأسمالية إلا بتجاوز النظام الرأسمالي .

*********************************************************************************************



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن