سَرَقوا العيدَ

ييلماز جاويد
yelimaz@hotmail.com

2008 / 12 / 9

سُرّاقٌ سََطَوا في يوم ربيعيّ جميل ، ممتطون دبابات قوات الإحتلال ، يرفعون شعارات مزيفة للوطنية والديموقراطية المستوردة من بلاد الغرب . سرقوا كلّ شيئ . سرقوا إسم العراق العظيم ، وحرّفوا المبادئ بإسم الدين الحنيف ، سرقوا هويتنا فلم نعُد أناساً يُعترف بنا في بقاع العالم ، نتيه في جميع الإتجاهات بدون هوية ، هويتنا سُرقت . والسُّرّاق لا يزالون يجنون ما يخطُر في بالهم أو لا يخطُر ، ومعادّهم لا تعرف التخمة .

سرقوا المناصب ، سرقوا الأموال ، سرقوا الأسماء ، هتكوا الأعراض وإستباحوا عفاف النساء وزهقوا أرواح الأبرياء .

سرقوا منا أقدس وثيقة تشريعية وضعية ، ألا هو الدستور ، حين لطخوه بذكر إسم الطاغية في مادة من مواده ، وبذا سيبقى هذا الإسم خالداً مادام هذا الدستور نافذاً . بالأمس ألحقوا عطلة الجمعة بالسبت ، واليوم بدّلوا الأثنين بالثلاثاء . سرقوا منا فرحة العيد والبهجة التي كانت ترتسم على وجوه أطفالنا صباح العيد ، فلم يعُد تقديم التهنئة بالعيد بمعزل عن تذكّر حادثة تنفيذ حكم الإعدام بالطاغية في يوم العيد . لم يختاروا أيّا من أيام السنة الثلاثمئة والخمس والستين بل إنتقوا يوم العيد ليدنسوه بربطه بإعدام الطاغية ، فهم قصدوا بذلك تكريس طائفيتهم المقيتة من جهة وتصوير غرض الحدث بأنه إنتقامٌ لما إقترف من جرائم ، ولكنهم غفلوا أنهم بفعلهم هذا قد خلّدوا إسمه ، فأصبح الناس في كل يوم عيد يذكرون إسمه ، وكلّ حاج على عرفة أو في الطواف يتذكره . ألا تبّاً لكم على فعلتكم هذه .

تمرّ الذكرى الأولى لتنفيذ حكم الإعدام بالطاغية ، والله عليمٌ أنّي لست شامتاً ، ولا مدّعياً بثأر أو إنتقام ، بل مؤمن أن إصدار وتنفيذ أي حكم يُقصدُ به إصلاح المجتمع ، كعنصر رادع للغير من إرتكاب نفس الجريمة . ولكننا وبعد مرور أكثر من عام على صدور الحكم على المجرم ( علي الكيمياوي ) وإعادة إصدار الحكم عليه للمرّة الثانية لا يزال قابعاً في السجن دون مبرّر . تُرى لماذا تُنفذ أحكام الإعدام على مجرمين لا تقاسُ جرائمهم بعُشر معشار ما إرتكب الكيمياوي ومع ذلك لا تطاله يدُ الجلاد ؟ لا أدري ما الذي كان سيصير إليه مصيرُ أصحاب القرار الحاليون لو كان القرار بيد الكيمياوي نفسه ، وهل كان يأخذهم بنفس الرأفة كما يفعلون ؟

( ولكم في القصاص جزاءٌ يا أولي الألباب )



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن