الاستاذ عزيز الحاج : قضية المسيحيين في أيد ملوثة

سمير اسطيفو شبلا

2008 / 11 / 22

في مقال مهم للأستاذ الفاضل "عزيز الحاج" تحت عنوان (انها مستمرة : محنة المسيحيين العراقيين – في 20 / 11 / 2008) اكد فيها تضامن جميع الشرفاء في العالم مع شعبنا المسيحي المضطهد في ظل حكومة لا تفي بوعدها! وجاء بالنص "ووعدت الحكومة مراراً باتخاذ تدابير حازمة،،، لكن الحملة مستمرة والمسيحيون يدفعون الثمن الغالي نتيجة عدم مبالاة القيادات العراقية وبدون استثناء نعم بدون استثناء – انتهى الاقتباس) وأكد "الحاج" على طرح الموضوع على الامم المتحدة مؤيداً فكرة الكاتب المصري (مجدي خليل) حول تدويل الموضوع! نعم عشتم ودمتم يا شرفاء العالم تضامنكم مع الحق! مع الخير! مع العيش المشترك! مع المحبة! مع التعدد والتنوع!

صراع الاضداد
هنا سيدي يظهر امامنا صراع الاضداد! صراع بين الخير والشر! بين الابيض والاسود! بين التقدم والتطور وبين التخلف! بين العلم والجهل! بين الافكار والفكر الواحد المنغلق! وبين الحرية والديمقراطية والديكتاتورية الدينية المزمنة! بين تقديس وتأليه الفكر والمذهب والطائفة وبين تعدد الافكار وتنوع الاديان! اذن هذا الصراع الابدي سيستمر بقوة اكبر واكثر في المستقبل ما دام : يد الدين تَحْلق رأس الديمقراطية بمقص الديكتاتورية! وتقليم اظافر السياسة بسكين التوسع على حساب حقوق الاقليات المسالمة

العدالة تخسر بالضربة القاضية
في مقالنا الاسبق بعنوان (العدالة تخسر بالضربة القاضية امام شوفينية الدين) اكدنا فيها على سيطرة التطرف الديني الاسلامي على مقدرات شعبنا العراقي اجتماعياً وثقافياً وسياسياً! ولم يبقى سوى هذا الهواء الذي نتنفس به! وان كانوا قادرين على حجب الاوكسجين عنا لفعلوا واستندوا على فتوى او اية جاهزة! وبالفعل هذا ما حدث قبل خمس سنوات ولا زال مستمراً وسيستمر، الا في حالة نضالنا جنباً الى جنب مع كافة القوى التقدمية والتحررية التي تدعو الى السلام من ضمن العيش المشترك وتؤمن بتساوى الكرامات

الحل
في مقالنا السابق بعنوان(نحن والدجاجة ومذكرة دهوك ) قدمنا الحل وقلنا : هناك طريقين قانونيين لنسير نحو ما نريده عملياً وليس شعاراتياً
الاول : النضال مع كافة القوى التقدمية التي تريد الخير لشعبنا، والاحزاب والمنظمات التي تضامنت معنا مؤخراً (اضطهاد الموصل) ولا زالت، من اجل تثبيت حقوقنا بوضوح تام في دستور العراق! وفي دستور حكومة كردستان! عندها وعلى ضوء ما طرحناه نلتئم معاً لنختار (الاستفتاء الشعبي النزيه) الاقرب الى واقعنا كما هو

الثاني : في حالة عدم تلبية مطاليبنا وحقوقنا المشروعة من قبل الحكومة المركزية وحكومة الاقليم، علينا عدم اضاعة الفرصة واللجوء الى المنظمات الدولية وخاصة الامم المتحدة التي لها وجود داخل حكومتنا وبرلماننا لاستحصال اصدار قانون (مستنداً الى الدستور) ينص على منح حقوقنا في الحكم الذاتي او اي مسمى آخر ترونه مناسباً لوضعنا،،،،انتهى الاقتباس"
واليوم تبين ان القوى التقدمية والديمقراطية والعلمانية هي الضمان الوحيد لانتشال العراق من الوحل الذي وضع فيه، والزاوية الحرجة التي حوصرنا فيها نحن دعاة السلام والمحبة! ونكرر وجوب توحيد خطابنا المسيحي – المسيحي بالرغم من القادة، لان اليوم لم يسلب حق الكلدان فقط، ولا الاشوريين والسريان فقط، بل جميع المسيحيين، ألا تتعظوا والى متى؟ (موقع الناس 4 / 11 /2008)

قضيتنا ليست في أيد امينة
كما هو معلوم للعالم اجمع ان العراق جاء بالمرتبة قبل الاخيرة بين 180 دولة في مستوى الفساد! (حصل 1.3 من عشرة) يليه مينامار بنفس الدرجة وهايتي (1.4)! لما لا والفساد متغلغل في كل مؤسسة ووزارة! لا بل وصل الامر الى افساد الفكر والعقل! من خلال تطبيق ثقافة الموت المذهبي والطائفي! (القتل على الهوية) الى ثقافة الدولار القذر وغسيله! مقابل او على حساب زيادة الفقر وبالتالي زيادة اطفال الشوارع وتجارة الرقيق والدعارة حتى وصل الامر ببيع الاطفال والشباب الى دول الخليج ومن يدفع اكثر من خلال مافيات منظمة واحدة للمخدرات واخرى لبيع النفط المهرب وثالثة للسلاح والرابعة للمحاصصة الطائفية والعشائرية بدلاً من دولة القانون والمؤسسات! وهكذا! اين الايادي الامينة؟

لغة الارقام
إذن نتكلم عن الامن والامان والسلام ونطبق القتل والخطف والتهديد والتهجير! ندعو الى الوحدة الوطنية والعيش المشترك ونطبق سياسة التعريب والتكريد! ندعي الديمقراطية والعلمانية والبرلمانية ونطبق المذهبية المقيتة والدكتاتورية الدينية والاجتماعية والثقافية! لا بأس ان نكررها (والله ان كان صدام دكتاتورياً فأنتم الدكتاتورية نفسها) هذه هي نتائج الخمس سنوات الماضية من حكمكم ايها السادة! اما لغة الارقام فهي تتكلم بصوت عال كزئير الاسد في ليلة حالكة وتقول : 850 ألف عراقي استشهدوا! 1918 إمرأة! (140 إمرأة في سنة واحدة 2007 محافظة البصرة)! 8 ملايين عراقي يحتاج الى مساعدة! 4.5 مليون تحت خط الفقر! 2.5 مليون عوائل قمامة! 4.5 مليون نازح (داخلي وخارج العراق) منهم 850ألف نازح داخلي يتنقل بين المحافظات التي رفضت بعض المحافظات ايوائهم بسبب التعصب الديني والمذهبي والطائفي والعشائري! تتكلمون عن الصهيونية والامبريالية وهما يعيشان في دمنا!! 570 يزيدي استشهدوا لانهم مسالمون! وهناك اكثر من 1000 صابئي نزحوا وهاجروا وتهجروا من ديارهم في الجنوب بعد الاعتداء على ممتلكاتهم وشرفهم مما استشهد الكثير منهم!

الحاج والمسيحيين
نعم استاذي عزيز الحاج "لازالت مستمرة" وتستمر ما دام هناك تشابك مصالح، وحرب مناطق نفوذ، وبيع وشراء في سوق السياسة، بين الاقوياء! اقوياء بالمال والسلاح وضعفاء بالقيم والاخلاق! لا بأس عندهم ان يكونوا معك اليوم وغداً ضدك! لا بل وصل الامر ان يلعبوا لعبة (السلم والحية) مع الاصدقاء صباحاً! ويصبحون اعداء مساءاً! وهذا ما طبق علينا في الغاء المادة 50! وما تبعها من مهزلة سياسية في البرلمان عن اعادتها وتقليصها الى النصف! وهذا بحد ذاته هو صحي على الساحة السياسية! نعم بفعلتهم هذه وبعد اعطاء 638 شهيد وتمير 12 كنيسة و5 بيوت وقطع راس واختطاف وقتل 5 كهنة واسقف واحد و5 شمامسة وتهجير وهجرة 400 ألف مسيحي داخل العراق وخارجه وغزوة الموصل الكبرى او الاضطهاد الاربعيني – ولا زال مستمراً! بدليل استشهاد الفتاتين والتحاق والدتهما بهما! انه صحي لان القناع وقع من على وجه الكثيرين! ووقفوا كتابنا ومثقفينا الذين كانوا يتملقون ويقدسون الى حد تأليه الاشخاص! مبهوتين جداً لعدم توقعهم ان هؤلاء يكونون متهمين من الدرجة الاولى بجريمة اضطهاد شعبنا في الموصل! فحذاري تكرار ذلك في مناطق اخرى وخاصة عند فشلهم في الموصل! لنتعض من هذا الدرس التاريخي ايها الاخوة

وهنا نتوقف قليلاً عند هذه العائلة المنكوبة
ان الأختين (لمياء ورواء) موظفتان في محافظة الموصل! اي المسؤول الاعلى عنهما هو معاون المحافظ (الكردي) الذي تدور حوله الشبهات في تدبير اضطهاد شعبنا المسيحي بالاتفاق مع بعض القوى السياسية والدينية التي تسمينا (الكفار – النصارى – المشركين) لفرض واقع سياسي خاص لتمرير مخططات حزبية واقليمية على حساب دماء شهدائنا وتهجير اكبر عدد ممكن! لرسم خريطة ديمغرافية وتغيير في جغرافية المنطقة على حسابات سياسية وتوسيع الخارطة والثمن هو (رأس يوحنا المعمذان) الذي ثار ضد الملك وفساده والنتيجة قطع راسه ووضع في صينية وقدم لبائعة الهوى! هكذا هو حال شعبي! ولهذا قُتِلَت الفتاتين لطمس المعلومات التي بحوزتهما حول من وراء اضطهاد شعبنا!

كبح جماح الفساد السياسي
هناك فساد اقتصادي ومالي واخلاقي وديني! والاخطر في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها شعب العراق هو الفساد السياسي! عندما يستشري المرض في السياسة يكون رفيق دربها "الاقتصاد" في خبر كان! ويتم حينذاك عملية بيع وشراء الذمم بثمن بخس! مثلاُ (انتم تسكتون عندما نقتل ونهجر الاقليات في الموصل! ونحن نصوت معكم في البرلمان والحكومة لتمرير صفقة السلاح! او الاتفاقية الفلانية! او العقد الخاص الفلاني،،،،،،،،،الخ) وهكذا يسيرعراق اليوم سيدي! عليه لا تسألني كيف نكبح جماح الفساد؟ لأني بالفعل جاوبت في نقطتين رئيسيتين في مقالنا (نحن والدجاجة ومذكرة دهوك) ونوهنا عنهما في اعلاه!
شكراً لكل حر شريف مهما كان دينه ولونه وشكله، الذي تضامن معنا ومع الحق اينما وجد
shabasamir@yahoo.com

.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن