الدولة ثنائية القومية خيار فلسطيني

علاء نايف الجبارين
alaa.aljabareen@yahoo.com

2008 / 10 / 7

يعيش الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة من عمر القضية الفلسطينية حالة إحباط شديد، وذلك بسبب الإجراءات والسياسات الإسرائيلية التي تعمل على إيقاف أي تطور على المسار التفاوضي مع القيادة الفلسطينية، إضافة لحالة الانقسام الفلسطيني والتي تؤدي إلى نفس الشعور.

لا يخفى على أي احد الانحدار الشديد في المواقف بين حركتي حماس وفتح حول القضايا المطروحة للنقاش ومدى تأثيرها على المستقبل الفلسطيني ، و تأثير ذلك في اختيار الأسلوب الصحيح في المقاومة وإمكانية استغلالها كورقة ضغط بيد المفاوض الفلسطيني بل وتحولت في كثير من الأحيان إلى ورقة مساومة بين الإطراف الفلسطينية ضد بعضها ، فعندما كان الرئيس الفلسطيني أبو مازن دعوا إلى الهدنة كانت حركة حماس تحاول إفشالها بضرب الصواريخ تحت ادعاء الحق في المقاومة، والعكس حدث عندما توصلت حماس إلى هدنة مع إسرائيل رفضت كتائب الأقصى الالتزام بها وأيضا تحت ادعاء الحق في المقاومة.

الإجراءات الاسرائيلة بالإضافة إلى حالة الانقسام الفلسطيني، والتي تستغلها إسرائيلي لصالحها تعمل على إبقاء العلمية السلمية التي ربما تؤدي إلى دولة فلسطينية في حالة الموت ألسريري
على الرغم من كل هذا تصر القيادة الفلسطينية على أن الحل الوحيدة للقضية الفلسطينية يكمن في حل الدولتين، وهذا ما أكده الرئيس أبو مازن في الآونة الأخيرة، وعبر عن عزمه استكمال التفاوض سواء مع أيهود اولمرت أو مع ليفني بعد تشكيلها للحكومة وفي ظل أي إدارة أمريكية قادمة.

من حقنا نحن كفلسطينيين نعيش على هذه الأرض ونتأثر بقرارات القيادة وسلوكياتها سواء كانت ايجابية أم سلبية أن نتساءل عن الأوراق التي يملكها المفاوض الفلسطيني في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، وغياب الرؤية السياسية الموحدة، وتشتت القرار الفلسطيني في بعض العواصم الإقليمية والتي تحاول أن تفرض وجهات نظرها لتحقيق مصالحها على حساب الشعب الفلسطيني، ونجد مصر والمملكة الأردنية ومعهم السعودية ينظرون بنفس العين التي يرى منها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أن الحل يكمن في إقناع سيد البيت الأبيض أن الاستقرار في الشرق الأوسط وحفظ المصالح الأمريكية في المنطقة يكون عبر البوابة الفلسطينية وحفظ حقوق الشعب الفلسطيني على الرغم من الانحياز الأمريكي الواضح لإسرائيل.

أما على الساحة الدولية فالدب الروسي وان نهض ليقاوم التمدد الأمريكي، فانه يعلم أن الامريكين استحوذوا على مفاتيح القضية الفلسطينية ولن يسمحوا لأحد بالتدخل والرهان على الروس يمكن أن يكون ولكن بعد سنوات ربما ليست قليلة، التنين الصيني يخرج من كهفه بصمت لا يريد لأحد أن يلتفت إليه حتى يتمكن من تثبيت جذوره على الأرض، وأيضا ربما يكون الرهان على الصين مبكر.

أما الاتحاد الأوروبي فعلى الرغم من محاولات ساركوزي لتعزيز موقف فرنسا بالتحرك من خلال المؤسسة الأوروبية إلا أن الامريكين أيضا لن يسمحوا لتحركاته بالتأثير على خططهم في المنطقة

ويبقى هنا المؤسسة الأممية التي يمكن من خلال القرارات التي أوجدتها لحل القضية الفلسطينية أن ننطلق بالاتجاه الصحيح، وذلك لاعتبارات عديدة أهمها أن الأمم المتحدة تمثل الشرعية الدولية وهي أهم عناصر القوى التي نملكها كفلسطينيين وأصحاب حق.

الأمر الأخر الذي يمكن للفلسطينيين التلويح به وذلك لإرغام إسرائيل على عدم المماطلة في المفاوضات و وضع العقبات أمامها، يكمن في الدعوة إلى الدولة ثنائية القومية، فهذه الفكرة القديمة التي بدأت تلقى رواجا بين الفلسطينيين، يمكن استغلالها لتحقيق أهدافنا وذلك بالتهديد انه في موعد محدد إذا لم يصل الطرفين إلى حل مقبول لكلاهما فان القيادة الفلسطينية تدعوا إلى دولة ثنائية القومية يكون لها برلمان موحد يعيش كلا الشعبين فيها مع حفظ جميع الحقوق لكل إنسان يعيش على هذه الأرض.

من المؤكد أن إسرائيل لن تقبل أبدا بهذه الدولة، وذلك لان جميع المعطيات تشير أن أي دولة يعيش بها الفلسطينيين، واليهود ستكون السيادة فيه على المدى البعيد للفلسطينيين، بحكم الديمغرافيا والتحولات الدولية التي لن تبقي أي ضمانات ربما يعتقد البعض بأنها تساهم في حفظ التفوق اليهودي، وعلى الجانب الفلسطيني سيكون هناك رفض شديد من بعض الأطراف التي ترفض أن يكون هناك مسلم ويهودي في ارض واحدة.

نحن لا ندعو إلى التبني التام لهذه الفكرة ولا يمكننا التغاضي عنها لمعرفتنا برفض الاسرائيلين لها بل نعمل على أن تكون ورقة ضغط بيدنا، وسمعنا تصريحات اولمرت حول ضرورة إيجاد حل مع الفلسطينيين وان إي وقت يمضي بدون اتفاق يقرب من النهاية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن