الاصلاحيين الايرانيين و عرب الاهواز

دلال الاهوازی
dala_ah@yahoo.com

2008 / 10 / 1

أصدرت محکمة الثورة في ايران قبل ايام حكما بالسجن لمدة خمس سنوات بحق الكاتب و الصحفي الاهوازي يوسف عزيز بني طرف . و طبع هذه الاحكام اصبحت عادية جدا في ايران فانها الوسيلة الاسرع و الايسر لاعتقال الافكار و الخلاص الموقت منها. فالاتهام الحقيقي هو الاعتقاد و النشاط خارج اطار و اصول التيار المتشدد الحاكم. لهذا فموقف اليمينين اتجاه قضايا حقوق العرب و منها قضية اعتقال النشطاء الاهوازيين واضح و شفاف تماما. فهذا التيار لا يتحمل و بالتالي لا يقبل باي نشاط خارج اطارهم الحزبي.فاليمينيون يبذلون قصاري جهدهم من اجل تغيير و تعديل الدستور الحالي في الاتجاه المعاكس للحياة الطبيعية و بالتالي المعارض لحقوق الانسان و حرية الافراد.لكن يا تري ما هو الوضع بالنسبة للاصلاحيين؟ و كيف يتعامل هذا التيار مع عرب الاهواز؟ و اخيرا ما هو سر سكوت هذا التيار و الموسسات النتسبة له اتجاه حكم سجن يوسف عزيزي و باقي النشطاء الاهوازيين طيلة هذه الاعوام؟
قبل ان ارد عن هذه الاسئلة اود ان اشير ان المقصود من التيار الاصلاحي في هذا المقال هو التيار الذي يدعي و يزعم بالديمقراطيه و دعم حرية الافراد. و اوسع من هذا فاقصد بالتيار الاصلاحي، كل الحركات و الجمعيات الثقافية و السياسية التي تزعم بدعم الحريات و نشر الديمقراطية في البلاد.
اذن كيف هي العلاقة بین الاصلاحييين وعرب الاهواز؟ أهي علاقة حوار و سلام متقابل؟ و باي حجما يمكننا مشاهدة عرب الاهواز في وسائل اعلام الاصلاحيين؟
الواقع ان طيلة هذه الاعوام العشرة الاخيرة و بالرغم من العمر الطويل للماساة الانسانية علي ارض الاهواز و علي رغم الحجم الهائل من المشكلات و الازمات و انتهاكات حقوق الانسان، فاننا حتي الان لم نشاهد و لم نلمس اي تعاطف حقيقي او مساندة حميمة و صادقة من قبل الاصلاحيين. بل السكوت و التجاهل المتعامد بشان قضايانا، یکون رد الفعل الغالب لهذا التيار. و اسوأ من هذا فان الموقف التجاهلي ازاء القضايا الانسانية في الاهواز يخص فقط لطبقة معينة من هذا التيار و لا يصدق علي كل فءات هذا التيار. فالفكرة و الرؤية العنصرية هي الفكرة المسيطرة علي هذا التيار. و الغالبية العظمي من الاصلاحيين يقصدون باصلاح ايران او الايران الاصلاحي، هو الايران الفارسي او في احسن الاحوال الايران الاريايي المنفتح دينية.
فالحقيقة ان التيار الاصلاحي يعيش في حالة تناقض و ازدواجية اتجاه عرب الاهواز. فمن جانب واحد هتافاتهم التحررية و شعاراتهم البراقة باسم الديمقراطية و الانسانية تطلب منهم مساندة و دعم القضايا الانسانية في اي مكان و من جانب اخر عقليتهم الفارسيه المتعصبة، اذ لا نقول العنصرية، عاجزة حتي الان علي قبول الواقع العربي الاهوازي و مازالت لديها حساسیة و مشكلة مع العنصر العربي في الاهواز.
فهذا التيار و كل التيارات الايرانية الاخري تعلم جيدا ان كل السياسات التي تنفذ علي ارض الاهواز و بالتالي كل المشكلات التي تحدث هناك، لها صلة مباشرة مع قضية عروبة الاهوازيين و لهذا مازال يعجز و يخاف التيار الاصلاحي من انعكاس او حتی التفوه بماساة الانسان الاهوازي نظرا لما تحيط بهذا التيار من مخاوف و شكوك حول المستقبل السياسي و القومي في الاهواز.في حين هذه النوع من الحسابات لا تليق بشأن الحركات التحررية و الاصلاحية و تعرض للسخرية الاهداف العليا و العظمي التي تنطق و تهتف بها هذه الحركة. فمثل هذه المواقف التجاهلية تنشاء في الحقيقة من عدم بلوغ و عدم تكامل الحركة الاصلاحية في ايران و تبين لنا ان هذه الحركة ليست حركة اصيلة مبنية علي اسس انسانية و ديمقراطية حقيقية، بل لا زالت هذه الحركة متمسکة بعقلیتها الغیر منفتحة و المتعصبة انجاه عرب الاهواز و بالتاكيد مثل هذه التعصبات و الحساسيات الغير مقبولة هي التي تساهم في ركود الحركة الاصلاحية و تراجع ثقة الشعوب بها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن